تحذيرات اميركية من أطقم الاختبارات الجينية المنزلية
حذر خبراء اميركيون من انتشار تسويق أطقم خاصة باجراء الاختبارات والفحوص الجينية المنزلية، وذلك لعدم وجود قواعد وضوابط تنظيمية لها. ويوجد اليوم نحو 1000 طقم منزلي تدعي الشركات المنتجة لها، انها تستطيع رصد الجينات المسببة لبعض الامراض.
وفي واحدة من احدث المعروضات في هذا المجال، سوق طقم للاختبار الجيني على مرض ثنائي القطب او الهوس الاكتئابي، الذي يتناوب فيه المرض بين حالات الكآبة والهوس الشديدين. وقدم الطقم الجديد الدكتور جون كيلسي، وهو واحد من العلماء البارزين في ابحاث جينات الامراض العقلية في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو.
وفي ديسمبر من العام الماضي اعلن كيلسي، الذي قضى جل حياته العلمية في محاولة التعرف على الجذور البيولوجية لهذا المرض، انه اكتشف عددا من التشوهات في الجينات، التي ترتبط بشكل وثيق مع ثنائي القطب. وأقدم على خطوة اعتبرت استفزازية في ميدان الابحاث العلمية والاكاديمية، وهي تسويق طقم لاختبار الجينات على مرض ثنائي القطب، عبر الانترنت بثمن يبلغ 399 دولارا.
وبهذا انضمت شركته “ساينوميكس” Psynomics بطقمها الجيني الاول من نوعه لاختبارات الامراض العقلية، الى عدد كبير من الشركات المماثلة التي اخذت منذ عدة سنوات تسوق اطقما متنوعة للاختبارات الجينية. ويتخوف خبراء اميركيون في الصحة واخلاقيات الطب والكثير من الاطباء من انتشارها، خصوصا وان الأطقم لا تخضع لاشراف محكم من السلطات الصحية الحكومية، رغم ان العديد منها تسوق بوصفها ادوات يتم بعد توظيفها اتخاذ قرارات طبية على درجة عالية من الاهمية.
ويقول خبراء الصحة ان الكثير من هذه المنتجات لا تستند الى قاعدة عميقة من الابحاث، الا انها تستثير نزعة القلق والخوف لدى المرضى. ونقلت “اسيوشيتد بريس” عن معين خوري مدير المكتب الوطني لابحاث الجينات للصحة العمومية في مراكز السيطرة على الامراض والوقاية ان “الشركات تندفع دوما الى السوق استنادا الى نتائج دراسة او دراستين”. وتتراوح الاختبارات الجينية المعروضة حاليا في طيف يمتد من التوقعات لتحديد الجينات المسببة مستقبلا لمرض ألزهايمر (خرف الشبخوخة) وامراض السرطان الخطيرة، الى تحديد قدرات الرياضيين وتحديد افضل نمط غذائي للفرد.