في رد مستفز من خالد يوسف "المشاهد الجنسية في "الريس عمر حرب" شيء طبيعي"!!
في محاولة لامتصاص السخط الجماهيري المتصاعد من المشاهد الجنسية التي امتلأ بها فيلمه الأخير، وصف المخرج المصري خالد يوسف هذه المشاهد التي احتوى عليها فيلمه "الريس عمر حرب" -الذي يبدأ عرضه بدور العرض المصرية والعربية هذا الأسبوع- بأنها طبيعية، وغير زائدة على الفيلم، مشددا على أن كل ما قدمه من مشاهد في الفيلم هي مشاهد طبيعية.
وعلق خالد على سخط الجماهير بالقول "إن الجنس جزء من الحياة، وإنه لا يمكن أن نتجاهله أبدا، وإلا فإننا سنتجاهل بذلك جزءا مهما من الحياة"، مشددا على أنه في السينما الواقعية لا يمكن أن يحدث ذلك.
وتابع الحديث مؤكدا أن الحياة اختيارات، وأن كل إنسان من حقه أن يختار ما يناسبه، مضيفا أن الفيلم يضم موضوعا جديدا بعيدا عن الموضوعات التقليدية المعتادة، وأنه يضم رسائل كثيرة مهمة.
وتابع الحديث "قبل فجر البشرية خالف آدم وصايا ربه وأزله الشيطان، واقترب من الشجرة المحرمة، وكان قدر الله أن يهبط إلى الأرض، وهكذا اقترف أول النسل الآدمي الخطيئة بإيعاز أيضا من الشيطان".
وأضاف "منذ ذلك التاريخ، والسؤال الذي تتوارثه البشرية جيلا بعد جيل؛ هل سيظل انتصار الشيطان قدرا محتوما على بني البشر حتى يوم الدين؟
وهل ستظل هواجس الشر الكامنة بداخل كل منا هي المنتصرة على نوازع الخير في الكثير من الأحيان؟
والسؤال أيضا هل ستظل البشرية تدور في فلك الظلم والقهر والعنف إلى آخر الزمان؟ أم أن هناك أملا للبشر يمكنهم من الصمود أمام الشيطان وهواجسه؟".
وأكد يوسف أن كل هذه الأسئلة وغيرها يطرحها الفيلم تاركا للجمهور الفرصة لاكتشاف الجواب الشافي الذي يفتح بابا للأمل، بحسب وصفه.
سخط جماهيري واسع
مشهد مخفف من بعض المشاهد الساخنة بالفيلم كانت حال من السخط الجماهيري الشديد قد قُوبل بها العرض الأول لفيلم "الريس عمر حرب" بسبب تقديمه في الفيلم لمشاهد جنس كثيرة وصريحة بشكل غير مسبوق في الفيلم الذي حمل شعار "للكبار فقط".
وأبدى كثير ممن شاهدوا الفيلم مساء الأحد (الـ8 من يونيو/حزيران 2008) انزعاجهم مما وصفوه بـ"وصول المخرج إلى تلك المرحلة من المباشرة في التعامل مع ظهور حالات ممارسة الجنس سينمائيا"، التي كانت تقدم في السينما المصرية على مدار تاريخها بشكل يعتمد على الرمزية يتيح الفرصة لخيال المشاهد ليستنتج ما يحدث دون أن يراه لأنه مجتمع محافظ.
وأشاروا إلى أنه بينما تعرض دور العرض المصرية أفلاما أجنبية كثيرة بعد حذف أو تخفيف المشاهد الجنسية التي تضمها بأمر الرقابة إلا أن خالد يوسف قدم مشاهد ساخنة تتجاوز في كثير من الأحيان ما تضمه هذه الأفلام الأجنبية المعروضة برغم أن الرقابة على الأفلام المصرية أشد وطأة في العادة من غيرها.
وقال أحد الشباب ممن شاهدوا الفيلم عقب العرض "إن المخرج كان حريصا طيلة الوقت على إيجاد مبرر للمشاهد الجنسية في الأحداث، كأن الحدث الدرامي هدفه الأصلي التمهيد للمشهد الساخن".
وقال شاب آخر إن أكثر ما أزعجه هو عدد المشاهد الساخنة التي تحرر فيها الأبطال بشكل مستفز من الأخلاق السائدة في المجتمع الشرقي، والتي ضمت أوضاعا شاذة للممارسة الجنسية، تجعل الفيلم أقرب إلى فيلم "بورنو"، مستنكرا سماح الرقابة ببقاء تلك المشاهد، وبعرض الفيلم بهذا الشكل.
ورددت فتاة شابة كيف ستتمكن الممثلة غادة عبد الرازق أو سمية الخشاب من مواجهة زوجها بعد مشاهدته لهذا الفيلم؟
وكيف تسمح لنفسها بتقديم تلك النوعية من المشاهد الجنسية الصريحة المفترض أن أبناءها سيشاهدونها في يوم من الأيام؟
بينما لفت صديق لهم إلى كون الفيلم بلا مضمون حقيقي برغم أن مخرجه خالد يوسف يروج لنفسه دائما باعتباره صاحب قضية، مشيرا إلى أن الفيلم -إجمالا- لا قيمة له؛ لأنه لا المقامرون ولا العاملون في كازينو القمار يهمون أحدا من الجمهور بشكل يستدعي من الفيلم أن يشرح أساليب القمار وكيفية الفوز أو أسباب الخسارة، ولا مصائرهم تزعج الناس؛ لأنهم في النهاية فئة منبوذة في نظر المجتمع.
الكازينو صورة للكون
مواجهة بين بطلي الفيلم هاني سلامة وخالد صالح تدور أحداث الفيلم داخل كازينو للقمار يؤكد المؤلف هاني فوزي أنه ليس إلا صورة مصغرة من الحياة التي نعيشها في عالمنا ما بين صراع الخير والشر وشهوة الربح وشهوة الجنس ومبدأ البقاء للأقوى وغيرها من المعادلات التي تحكم حياة الكازينو، وهي نفسها في رأيه التي تحكم الحياة خارج الكازينو.
ويحاول الفيلم أن يشرح من خلال الكازينو فكرة من يدير عالم الكازينو أو قل من الذي يدير الكون، ومن المنتصر، وهل هي هواجس الخير الموجودة بداخل كل منا أم نوازع الشر التي تحكم وتنتصر؟ وهل القناعة والرضا هي الأقوى أم أن شهوة الربح هي التي تحكم أفعالك وتقودك إلى المقامرة بكل شيء في حياتك؟
ويقوم بدور الديلر في الفيلم "خالد" هاني سلامة، أما "الريس عمر حرب" فيقوم بدوره خالد صالح، وتقدم سمية الخشاب وغادة عبد الرازق دوري فتاتين من بنات الكازينو.
وشارك في بطولة الفيلم هاني سلامة وخالد صالح وسمية الخشاب وغادة عبد الرازق والممثل العراقي بهجت الجبوري، وتولى كتابته هاني فوزي، وأنتجته شركة الباتروس، وتتولى توزيعه الشركة العربية.
غياب النجوم بالعرض الخاص
بينما تقرر عرضه عربيا- للمرة الأولى لفيلم مصري- في الإمارات والعراق، بالتزامن مع عرضه في القاهرة هذا الأسبوع..
غابت الممثلة سمية الخشاب عن العرض الخاص لـ"الريس عمر حرب" الذي أقيم مساء الأحد الـ8 من يونيو/حزيران، مما أكد صدق التوقعات بأن الفيلم سيكتب نهاية للتعاون بين الممثلة المصرية ومخرج الفيلم خالد يوسف الذي سبق أن تعاونت معه في أكثر من عملٍ أثار جدلا واسعا في الشارع الفني.
سمية الخشاب لم تكن هي الوحيدة التي غابت عن احتفالية "الريس عمر حرب"؛ إذ كان غياب النجوم السمة المميزة، حتى أن الفنان هاني سلامة بطل الفيلم لم يحضر إلا في الدقائق الأخيرة من العرض، وتردد أن حضوره جاء بعد إلحاحٍ شديد من جانب المخرج خالد يوسف، والمنتج كامل أبو علي بعد الحرج الشديد الذي وجدا نفسيهما فيه نتيجة غياب أبطال الفيلم.
ويبدو أن قدوم سلامة كان له أثر سلبي على الحضور لا سيما الصحفيين والإعلاميين؛ إذ كان يصطحب مجموعة من "البودي جاردات" مما تسبب في حال من الغضب بين الجميع، وازداد الأمر سوءًا برفض سلامة التصوير مع القنوات الفضائية التي تقوم بتغطية العرض الخاص للفيلم، مما دفع بعض القنوات إلى تهديدها بمنع ظهوره على شاشاتها.
وفضلا عن ذلك، شهدت كواليس تصوير الفيلم خلافات حادة بين سمية الخشاب وهاني سلامة؛ إذ تعامل كل منهما مع فريق العمل باعتباره البطل الأوحد في محاولة لفرض وجهة نظره، وتدخل المخرج خالد يوسف لصالح سلامة الذي تردد أنه وراء اختياره لإخراج الفيلم بعد أن كان مرشحا له المخرج أسامه فوزي.
وتطور الخلاف ليدخل يوسف طرفا أساسيا فيه بالهجوم على الخشاب بحدة، مشيرا إلى أنه هو من صنع نجوميتها، ودونه لظلت مجرد "سنيدة" في السينما، فردت الخشاب بالقول "لا أحد يصنع نجومية أحد".
حضر العرض الخاص للفيلم كل من الكاتب وحيد حامد، والفنان خالد زكي، وساندي، ومحمد الخلعي، إضافة إلى أبطال الفيلم خالد صالح، وغادة عبد الرازق.
في الإمارات والعراق
على صعيد متصل، تقرر عرض فيلم "الريس عمر حرب" في عددٍ من دور العرض بدولة الإمارات العربية المتحدة متزامنًا مع عرضه بالقاهرة لتكون التجربة الأولى في توزيع الأفلام المصرية التي لم تكن تعرف الطريق إلى دور العرض بالدول العربية إلا بعد مرور بضعة أشهر على عرضه بالقاهرة.
ومن المقرر أن يقام العرض الخاص للفيلم بحضور أبطاله بدبي بعد غد الأربعاء (الـ11 من يونيو/ حزيران 2008)، على أن يقام في اليوم التالي بإمارة الشارقة، يليه عرض بمدينة أبوظبي في الـ13 من الشهر نفسه.
وفي السياق نفسه نجح الممثل العراقي بهجت الجبوري في توزيع فيلم "الريس عمر حرب"، الذي يشارك في بطولته، داخل العراق، خاصةً في المنطقة الشمالية الكردية، وبذلك يكون أول فيلم مصري يعرض في العراق بعد اجتياح القوات الأمريكية لها منذ 5 سنوات.
ويجسد بهجت الجبوري في الفيلم شخصية رجل عراقي اسمه "محيي الرحال"، يأتي إلى القاهرة لإضاعة الوقت في شرب الخمر، ولعب القمار والتسكع، وقد رشح بهجت للدور عن طريق بعض الفنانيين المصريين؛ حيث كان يبحث المخرج خالد يوسف عن ممثل عراقي يؤدي هذا الدور، وهذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها فنانون عراقيون بالسينما المصرية