مخرج "البيبي دول" يرفض اتهامه بتشويه "وديعة" والده
أعرب عادل أديب مخرج فيلم "ليلة البيبي دول" -الذي بدأ عرضه الأحد الأول من يونيو/حزيران 2008- عن استيائه من حملة الهجوم الشرسة التي تعرض لها الفيلم، حتى قبل أن يعرف طريقه إلى دور العرض، مشيرا إلى أن أغلب من تصدوا للهجوم لم يشاهدوا الفيلم، أو لم يكملوا مشاهدته حتى النهاية في أفضل الأحوال.
ونفى أديب بشدة، ما ردده بعض النقاد حول قيامه بإدخال تعديلات على سيناريو الفيلم، وهو ما أدى في النهاية إلى خروجه بتلك الصورة السيئة -من وجهة نظرهم-، موضحا أن سيناريو الفيلم هو آخر ما كتب الراحل "عبد الحي أديب"، ويعد بمثابة "الوديعة" أو "الإرث" بالنسبة له ولجميع أفراد الأسرة.. متسائلا: "كيف لي أو لغيري التدخل في تلك الوديعة بالحذف أو الإضافة، وهي آخر إبداعات والدي؟!".
وأضاف: "كان الأجدى بمن تصدى للهجوم على الفيلم أو ترديد اتهامات لا أساس لها من الصحة الانتظار لحين مشاهدته كاملا، لكن للأسف يبدو أن البعض اتخذ موقفا مسبقا، خاصة وأن العرض الأول للفيلم كان في مهرجان "كان" السينمائي، في حين بدأت حملة الهجوم على الفيلم قبل ذلك التاريخ، وحتى بعد العرض الخاص للفيلم في مصر، هناك من لم يحضر لمشاهدته وتمسك بموقفه المهاجم، دون سبب واضح".
وتابع مخرج "ليلة البيبي دول" بالقول: "غير أن ذلك لا يمنع وجود عدد من النقاد تصدوا للكتابة عن الفيلم بشكل موضوعي، حتى وإن كانت لديهم بعض الملاحظات عليه؛ إلا أنها في النهاية وجهات نظر، نتفق أو نختلف معها دون أن نأخذ الأمر على محمل شخصي، ويبقى الجمهور رهاني الأول والأخير".
لا خلافات مع نور الشريف
وتعليقا على ما تردد حول وجود خلافات بينه وبين الفنان نور الشريف، لا سيما وأن الأخير غاب عن حضور العرض الخاص للفيلم رغم كونه أحد أبطاله، قال أديب: إن التسرع وسوء الفهم تسببا في تلك الشائعة، حيث نسب البعض تصريحات إلى الفنان نور الشريف، يقول فيها: إنه كان يفضل لو أن مدة الفيلم كانت أقل من ذلك، وهو ما نفاه الشريف بنفسه لاحقا.
غير أن البعض استغل فرصة غيابه عن العرض الخاص وأخذ يتحدث عن خلافات حادة، رغم أن الأمر غاية في البساطة، ويتلخص في أن الفنان نور الشريف كان مرتبطا بتصوير مسلسل "الدالي" في نفس توقيت عرض الفيلم، مما اضطره للاعتذار عن عدم الحضور.
وجدد أديب تأكيده على أن فيلم "ليلة البيبي دول" لم يكن مرشحا للعرض ضمن أفلام المسابقة الرسمية في مهرجان كان، نافيا ما تردد عن تعرضه لضغوط من جانب إدارة المهرجان لحذف مشاهد الهجوم على أمريكا وإسرائيل للسماح بعرض الفيلم في المسابقة الرسمية.
انتقادات لاذعة
كان نقاد مصريون قد وجهوا انتقادات لاذعة لفيلم "ليلة البيبي دول"، واعتبروا أنه يعرض لكثير من القضايا العربية في خلطة سياسية جنسية أخلت بتماسكه الدرامي.
واعتبر الناقد الفني طارق الشناوي أن "هذه الخلطة السياسية والجنسية أقرب إلى المثل المصري القائل «سمك لبن تمر هندي» أي أنه لا توجد حلقات وصل بين كل ما قدمته على الشاشة" آخذا على الفيلم أيضا "الخطابات الحوارية المباشرة التي لا تصنع عملا فنيا متميزا".
تدور قصة الفيلم حول مرشد سياحي يعاني عجزا في حياته الزوجية، فيسافر إلى الخارج لفترة بحثا عن علاج يعود بعدها إلى زوجته مصطحبا فوجا سياحيا أمريكيا، جالبا لزوجته التي اشتاق إليها "بيبي دول" ليقضي معها ليلة سعيدة.
لكن الفوج يتعرض لخطر إرهابي، فتنقلب الأحداث ليذهب الفيلم إلى أنحاء شتى، راصدا تأثير سياسة العولمة على البشر في كل مكان، ابتداء من المرشد السياحي وحتى البسطاء في العراق وأفغانستان.
يشار إلى أن الفيلم الذي قام بتأليفه الكاتب الراحل عبد الحي أديب والد المخرج يعد من أكثر الأفلام كلفة في تاريخ السينما المصرية، حيث تجاوزت ميزانيته 40 مليون جنيه، أي حوالي 7.5 ملايين دولار.