تجميل الأذن .. نتائج شبه مضمونة وأخطار قليلة
ترمي هذه الجراحة الى ارجاع الاذن الى موضعها الطبيعي بعد اعادة رسمها وقولبتها. وتقتصر العملية على الجزء الخارجي من الأذن، وبالتالي لا تؤثر على السمع او التوازن في الاذن الوسطى او الداخلية.
وغالبا ما يكون التشوّه موجوداً منذ الولادة في الغضروف الذي يكوّن اساسات الاذن، لأنه هو الذي يعطيها شكلها النهائي، مع احتمال ان يكبر هذا العيب او يختفي في السنوات الاولى من العمر. وتجدر الإشارة إلى أنه عيب لا تجدي معه كل الوسائل التي اعتادت الأمهات والجدات على استعمالها لإلصاق الاذن بالرأس، لأنها لا تعطي أي نتائج، ولا تؤثر على الغضروف الذي ما ان يزول عنه الضغط الخارجي حتى يعود الى شكله الأصلي النافر. من هنا يبقى العلاج الوحيد هو الجراحة.
1- من يقبل عليها ؟
أي شخص يعاني من عيب على شكل اذن نافرة عن عظمة الرأس، وقد يطال ايضاً الحجم او الانحناءات والتضاريس فيها. وهو عيب يشمل الرجال والنساء على السواء، كما قد تكون المشكلة في اذن واحدة او في الاثنتين.
2- السن المثالية للجراحة:
عادة ما تجرى العملية ابتداء من عمر الست او السبع سنوات لأربعة اسباب:
- تكون الاذن قد تطورت واكتمل شكلها.
- الغضروف ما زال ليناً وطيّعاً ويتجاوب اكثر مع الجراحة.
- يكون الطفل اقوى على تحمل الجراحة وبمضاعفات أقل.
- والسبب الاهم ربما هو انه ابتداء من هذه السن يبدأ الاطفال بملاحظة المظهر الخارجي الشاذ للأذن، فيستغلونه للسخرية والمضايقة، مما قد يولّد لدى الطفل، صاحب العيب، عقدة نفسية تلازمه طويلا. وهذا ما يدفعه الى التحدث بكثرة الى والديه عن عيبه وعن نيته اصلاحه للهروب من ملاحظات اقرانه. وقد يكون الصبيان في هذه السن هم الاكثر تألماً لأن الفتيات باستطاعتهن اخفاء العيب تحت شعرهن الطويل أو تحت إيشارب، مما يحميهن من انتقادات الآخرين اللاذعة.
وفي المقابل، لا حد اقصى للعمر لاجراء الجراحة. المهم هو وجود الدافع القوي والصحة الجيدة لتحمل العملية. وليس من النادر قراءة تقارير عن اشخاص في الثمانينات أجريت لهم هذه الجراحة بنجاح.
3- نوع البنج:
- بنج عام الزامي للاولاد من سن 12 سنة لراحتهم وراحة الطبيب الجراح. فقد يسبب ألم البنج الموضعي وإحساسهم باجواء غرفة العمليات والجراحة نفسها بعض المشاكل النفسية المزمنة لديهم وخوف كبير من الاطباء في المستقبل. لذلك يبقى البنج العام الزامي تحت سن 12 سنة.
- بنج موضعي للاولاد فوق 12 سنة وللبالغين. ولكن ليس هناك ما يمنع من استعمال بنج عام اذا رغبوا في ذلك.
4- الجراحة وحدودها:
ترمي الجراحة الى اعادة الاذن إلى موضعها الصحيح، بعد قولبتها وتشذيبها لاعطائها شكلاً نهائياً اقرب ما يكون الى الطبيعي. وفي الحالات القصوى قد لا تنتج العملية اذناً طبيعية مئة في المئة من حيث الشكل لصعوبة التعامل مع الغضروف من ناحية، ولنحافة الجلد و ندرته من ناحية اخرى.
فقد تكون العلة نتوءاً للاذن فقط مع شكل طبيعي لها والعلاج هنا اسهل والنتيجة تقارب المئة في المئة. كما قد نكون في حالات قصوى امام اذن ناتئة وغضروف مسطح وحجم كبير جداً، او صغير جداً مع التواءات وتجاعيد في الجلد. وهنا يكون التحسن كبيراً بعد الجراحة، ولكن من المستحيل الوصول الى شكل كامل المواصفات.
ومن حسن الحظ ان اكثر التشوهات انتشاراً هي نتوء الأذن مع بعض النقص في تضاريسها، وتكون الجراحة هنا فعالة جداً وتأتي بنتيجة شبه كاملة.
5- التقنية الجراحية:
الهدف هو ارجاع الاذن الى مكانها الطبيعي بمحاذاة الرأس، واعادة تكوينها بتضاريسها المختلفة. للوصول إلى هذين الهدفين يقوم الجراح بشق الجلد خلف الاذن، وبعد كشفه الغضروف وعظمة الرأس في هذه النقطة، يرجع الأول الى وضعه المثالي ويثبته بواسطة القطب الى عظمة ال، لاعطاء الاذن الشكل المراد. كذلك يثبت هذا الوضع الجديد بقطب اخرى داخلية. بعد التأكد من الشكل النهائي، يتم تقطيب الجلد دون استئصال شيء منه في اغلب الاحيان. ثم يغطى بكمادات ويربط برباط حول الرأس لحماية الاذنين. وتستغرق كل هذه الخطوات حوالي ساعة او ساعة ونصف منذ بدء الجراحة.
6- بعد الجراحة:
- ألم وشد لمدة 24 -48 ساعة والعلاج هو تناول مضادات الالم.
- ورم لمدة اسبوع.
- ازرقاق لمدة اسبوع الى اثنين.
- نتيجة نهائية بعد شهرين او ثلاثة.
- العودة الى المدرسة او العمل بعد يومين او ثلاثة.
- من المهم جدا وضع رباط خارجي حول الرأس يضمن بقاء الاذنين في الوضع الصحيح وحمايتهما من اي شد او سحب لا اراديين. وعادة ما يستعمل لمدة اسبوع ليلاً ونهاراً ثم لمدة اسبوع او اثنين في الليل فقط. ويشبه هذا الرباط رباطات كرة المضرب او تلك التي تستعملها الفتيات للزينة ولشد الشعر. وهو يساهم في اخفاء آثار الجراحة والعودة الى المدرسة او العمل سريعاً.
7- المشاكل والمضاعفات:
نادرة فيما تمت العملية على يد جراح تجميلي متخصص في عيادة مجهزة او مستشفى مجهز. لهذا يجب التركيز دائماً على اختيار جراح ماهر له خبرة في هذا المجال - التهاب الجرح، والعلاج هو المضادات الحيوية لمنع التهاب الغضروف الذي قد يذوب لهذا السبب، فيفقد المريض الشكل المأمول.
- نزف تحت الجلد، يمكن معالجته بسحبه بواسطة الابر او بفتح الجرح ثانية وحرق الشريان المصاب.
- موت الجلد في بعض المواضع نتيجة نحافته، مما يؤدي إلى ظهور ندوب.
- انقطاع القطب الجراحية الداخلية قبل التئام الاذن بسبب شد او سحب او صدمة خارجية، لتكون النتيجة اذن بشكل مختلف عن الاخرى.
- تنميل او قلة احساس في جلد الاذن لفترة طويلة وربما دائمة.
- ندبة ظاهرة خلف الاذن ولو بعد شهور وسنوات وعلاجها الكورتيزون والتدليك أو الجراحة.
لكن، وكما اشرنا، فإن هذه المشاكل نادرة وإن كانت تحتاج إلى توضيح كل احتمالاتها.