26 مليون جنيه حصيلة موسم «سينما نص السنة»
مفاجآت عديدة شهدها موسم إجازة نصف العام السينمائى، الذى بدأ مبكرا فى منتصف ديسمبر الماضى، أبرزها تراجع أفلام الراقصة والبلطجى التى سيطرت على الساحة أخيرا، وتقدم كبير لأفلام الوجوه الشابة التى لم يمل منها الجمهور.
وقد رصدنا وتحللنا ظواهر الموسم من خلال حجم الإيرادات، التى يكشف عنها، محمود الدفراوى، مدير التوزيع السينمائى، حيث حقق فيلم «أوشن 14» أعلى الإيرادات، الذى حصد فى أسبوعه الثالث، عشرة ملايين جنيه من خلال 54 نسخة عرض، والفيلم يعتبر الحصان الأسود وكبرى مفاجآت الموسم، خاصة أن أبطاله كلهم شباب جديد لم تتصدر أسماؤهم أى أفلام من قبل، لكنه يعتبر الفيلم الكوميدى الوحيد تقريبا بالموسم.
الفيلم كتبه عمرو بدر وأخرجه شادى الرملى، وبطولة مصطفى متولى وأمجد عابد ونرمين ماهر وحمدى ميرغنى.
وتدور أحداثه حول مجموعة من الشباب الذين يتعرضون لمواقف عديدة ومختلفة فى حياتهم، مستعرضا هذه المواقف بتفاصيلها، وكيف يحاولون مواجهتها والتغلب عليها بطرق كوميدية.
أما المركز الثانى فاحتله فيلم «من ضهر راجل» لآسر ياسين ومحمود حميدة وصبرى فواز وشريف رمزى ووليد فواز ومحمد لطفى وياسمين رئيس، وهو من تأليف محمد أمين راضى، وإخراج كريم السبكى، وحقق فى ختام أسبوعه الخامس 6 ملايين جنيه.
الفيلم كان قد تم عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وتدور أحداثه حول رحيم أدهم «آسر ياسين» ملاكم شاب يعيش فى حارة شعبية مع والده المسن إمام المسجد «محمود حميدة»، ويحب مى «ياسمين رئيس»، وينوى الزواج منها، وفور علم حِنش «وليد فواز» بما يدور بين رحيم ومى، تتحول حياة رحيم ووالده إلى جحيم، خاصة مع انكشاف أسرار من الماضى.
وفى المركز الثالث جاء فيلم «الليلة الكبيرة» الذى أصيب بخيبة أمل كبيرة فى هذا الموسم، وذلك بعد فشل الخلطة التى صنعت «كباريه» و«الفرح» فى جذب الجمهور هذه المرة، ولم يستطع فى تسعة أسابيع، أن يجنى سوى 3 ملايين جنيه فقط.
الفيلم كتبه أحمد عبدالله وأخرجه سامح العبدالعزيز، وشارك فيه عدد كبير من الفنانين منهم صفية العمرى وزينة ووفاء عامر وصبرى فواز وأحمد رزق ونسرين أمين وعمرو عبدالجليل ومحمد لطفى، وتدور أحداثه كلها خلال يوم واحد فى المولد الشعبى المقام لسيدنا عرش الدين، مستعرضا عالم هذا المولِد، والأحداث المصاحبة له من حلقات ذكر وطقوس دينية مختلفة، وأيضا الأسواق التى تُقام حوله، ويُسْرَد علينا ذلك من خلال مجموعة من القصص والحكايات التى تحدث سواء للقائمين والعاملين فى هذا المولد، أو للزائرين خلال ذلك اليوم.
المركز الرابع كان من نصيب فيلم «كدبة كل يوم» وبعد ثلاثة أسابيع وصلت إيراداته إلى مليونين و655 ألف جنيه، وتم عرضه فى 49 دار عرض، الفيلم تأليف شريف الألفى وإخراج خالد الحلفاوى وبطولة عمرو يوسف ودرة ودينا الشربينى وكريم قاسم ومحمد ممدوح وعمرو صالح وأمينة خليل وشيرين رضا.
وتدور أحداث الفيلم فى إطار رومانسى ساخر، يستعرض من خلاله المشكلات الدفينة المرتبطة بالعلاقات الزوجية لمختلف الأجيال، مناقشا ما يراود النفس البشرية خلال العلاقات الزوجية وتطوراتها، ويستعرض لنا ضمن قصصه وعلاقاته، قصة أم مطلقة «شيرين رضا»، حياتها مستقلة وناجحة، ولكن تشوبها بعض المشكلات التى تحدث بينها وبين ابنتها نتيجة قرارها بالارتباط، وبتعدد القصص يطرح الفيلم سؤالا مهما: «هل الزواج الناجح مجرد كذبة يومية نخدع بها أنفسنا؟ أم أنه حقيقة»؟، وإن كان حقيقة، فكيف نصل إليه؟.
المركز الخامس حصده «الهرم الرابع»، وكان بمثابة مفاجأة، محققا فى أسبوعين فقط مليون و600 ألف جنيه.
الفيلم يعتبر بلا أبطال جماهيريين، حيث يلعب بطولته الرئيسية أحمد حاتم وميريهان حسين وتارا عماد والتونسى نجيب بلحسن ومعهم كضيوف شرف كل من يسرا اللوزى وريهام عبدالغفور، وتدور أحداثه فى إطار تشويقى مثير، عن عالم القرصنة الإلكترونية وخباياه، بما ارتبط به من عمليات عديدة ومتباينة، سواء فى مواقع التواصل الاجتماعى أو المنتديات الفنية المختلفة وغيرها، وذلك من خلال يوسف طالب الهندسة الماهر الذى يقوم بعمليات قرصنة، والفيلم كتبه وأخرجه بيتر ميمى.
يليه فى المركز السادس فيلم «خانة اليك» الذى حقق طوال فترة عرضه إيرادات 900 ألف جنيه فقط.
الفيلم إخراج أمير رمسيس وتأليف لؤى السيد وبطولة محمد شاهين ومحمد فراج ونبيل عيسى وأمينة خليل، وتدور أحداث الفيلم حول خمسة شباب يستيقظون من نومهم، فيجدون أنفسهم داخل مكان مهجور، لا يعرفون سبب تواجدهم فيه، ولا يتذكرون هويتهم، أو من أتى بهم إلى هذا المكان، ثم يدخل الشباب فى رحلة طويلة، للبحث عن سبب وجودهم بهذا المكان من الأصل.
وحل فى المركز السابع فيلم «قدرات غير عادية» تأليف وإخراج داود عبدالسيد، بطولة خالد أبو النجا، ونجلاء بدر، ومحمود الجندى، وحسن كامى، وأحمد كمال، والطفلة مريم، تامر وعباس أبو الحسن، وإيهاب أيوب، وحقق الفيلم 800 ألف جنيه، وهو العمل الأكثر إشادة به من الناحية الفنية خلال الموسم الحالى.
وتدورأحداثه حول «يحيى» الذى يفشل بحثه العلمى عن القدرات غير العادية فى البشر، ويُجبر على أخذ إجازة من عمله وحياته المعتادة سارحا بلا هدف، يستقر فى بنسيون على البحر تسكنه مجموعة من الشخصيات الطريفة، حيث تنمو علاقة حميمية بينه وبين صاحبة البنسيون، ويتقرب من ابنتها الصغيرة ذات الكاريزما القوية، ويعتقد «يحيى» أنه قد عثر على السحر الذى طالما بحث عنه، حيث يبدو أنه يوجد شىء غير عادى بداخل كل منهم، وربما بداخله هو أيضا.
وتلاه فى المركز الثامن فيلم «شكة دبوس» الذى حقق إجمالى إيرادات 400 ألف جنيه، ويلعب بطولته كل من خالد سليم ومحمد شاهين ومى سليم ونسرين أمين وسامية طرابلسى وسامى مغاورى.
أخرج الفيلم أحمد عبدالله صالح وتأليف أيمن عبدالرحمن وأحمد عبدالله صالح، وتدور أحداثه حول الصيدلانى سيف سراج الدين «خالد سليم) الذى يقرر العودة إلى مصر مرة أخرى من أجل الاستقرار والبدء فى تأسيس وافتتاح سلسلة صيدليات، بعد فترة عمل طويلة فى الكويت، وفى وسط انهماكه بالعمل، يدخل سيف فى علاقة حب لكنها تفضى إلى مفاجأة غير سارة، بسبب تطبيق Truecaller الذى يستطيع التعرف على اسم المتصل حتى لو لم يكن مسجلا على الهاتف.
وبعد أسبوعه السادس، لم يحقق فيلم «للحب حكاية» إيرادات تدخله المنافسة بشباك التذاكر، حيث تجمدت إيراداته عند 418 ألف جنيه.
الفيلم كتبه السيناريست أحمد عبدالفتاح، بطولة رامى عياش وايمان العاصى وكارلا بطرس وعزت أبو عوف ومنى هلا وسنتيا خليفة وجيسيكا نصار، وإخراج سعد هنداوى.
وتدور أحداثه حول فتاة مصرية تسافر إلى لبنان، وتواجه خلال رحلتها العديد من الصعوبات إلى أن يهم شاب لبنانى بتقديم يد العون لها، ومع الوقت تتطور العلاقة بينهما إلى علاقة حب.
فيما لم تحقق فيلم «أسد سيناء» إيرادت تذكر، وهو تأليف عادل عبدالعال وبطولة عمرو رمزى ورامى وحيد وحمدى الوزير ونهى اسماعى، وإخراج حسن السيد، وتدور احداثه بين بطولات حرب أكتوبر 1973، يروى الفيلم قصة البطل سيد زكريا خليل الذى كان يخدم ضمن سلاح المظلات بالقوات المسلحة المصرية، والذى نجح بمفرده فى القيام بإيقاف كتيبة إسرائيلية كاملة خلال الحرب بعد استشهاد بقية أفراد الفصيلة التى كان ينتمى إليها.
وكذلك فيلم «سلاح التلاميذ» للمخرج تامر حربى والسيناريست محمود صابر وبطولة سندريلا ونسمة ممدوح وحسن عبدالفتاح وايمان السيد، والذى تدور أحداثه حول قضية التربية والتعليم فى مدارسنا بشكل طريف ممزوج بالمواقف الكوميدية المختلفة بين التلاميذ ومدرسيهم، مُسلطا الضوء على المشكلات المتباينة التى تتعرض لها المدارس والتلاميذ، وذلك من خلال قصة الطفل (أوشا) وأصدقائه الصغار فى مدرسته بما يخصهم من تصرفات ومواقف.
الفيلمان معا لم تتجاوز إيراداتهما 150 ألف جنيه.
ومعلقا على إيرادات الموسم، قال المنتج والموزع أحمد بدوى، إن هذه الإيرادات كان من الممكن أن تزيد كثيرا لكن المستوى الفنى لمعظم الأفلام لم يساعد ولم يجذب الجمهور على الإقبال الكبير خصوصا مع تكرار الوجوه والتيمات المستخدمة التى رفضها الجمهور كتيمة الراقصة والبلطجى التى رفضها الجمهور ومل منها، وهى إحدى حسنات الموسم أن أكدت لأصحاب هذه المدرسة أنها لم تعد تجذب الجمهور.
أما التيمة التى حققت نجاحا هذا الموسم هو توفير الأجور والإنفاق الأكبر على جودة وصناعة الافلام وعن مفاجأة فيلم «الهرم الرابع» الذى يوزعه بدوى قال انه ومنذ مشاهدته لنسخة العمل الاولى منه وهو يتوقع له النجاح، خصوصا أنه مصنوع بجودة.
وأضاف بدوى، أن نجاح «أوشن 14» جاء لأنه فيلم بسيط وكوميدى ومن نجوم شباب غير مستهلكين للجمهور، وهى تجربة بدأوها فى شركة «دولار» منذ العام الماضى بفيلم «كابتن مصر» الذى حقق 25 مليون جنيه وقت عرضه، وكان بسيطا ومبهجا ولم يتفذلك على جمهوره.