قصة واقعية لتفاصيل حياة امرأة ولدت بدون رحم

تقول هذه المرأة أن جميع من يعرفونها يخبرونها أنها محظوظة لأنها لم تعاني يوما من آلام الدورة الشهرية، لكنها تقول أنها تتمنى لو تجرب الدورة الشهرية حتى ولو لمدة شهر واحد فقط لترى ما هي.

ومازالت السيدة جين إيروين لم تجرب الدورة الشهرية حتى بلغت عمر الخامسة عشر، وفي زيارة إلى طبيبها وهي في عمر السادسة عشر لم يقدم لها الطبيب أي إجابة عن مشكلتها، لكن عندما أجرت فحصا بأشعة الرنين المغناطيسي كانت النتائج غير معقولة، وهي أنها لا تملك رحما.

واتضح أن جين التي تبلغ الآن 33 عاما تعاني من متلازمة ماير-روكيتانسكي-كوستر-هاوزر (MRKH)، وهي حالة غير طبيعية تصيب حوالي واحدة من بين كل 5،000 امرأة عند الولادة، فأولئك اللاتي تولدن ولديهن متلازمة خلقية وهي المولد إما بدون رحم ومهبل أو تخلف، وفيما يلي ستخبرنا جين كيف أن مولدها بدون رحم أثر على كل أوجه حياتها منذ سنوات المراهقة وحتى الآن.

1- النمو بدون دورة شهرية
بدون التعامل مع تقلصات الدورة الشهرية وتذكرك لتغيير الفوطة الصحية كل ساعات قليلة يبدوا أنه مثل حلم أصبح حقيقة، لكن قبل أن يتم تشخيص حالتها، كانت تشعر جين بالغيرة من صديقاتها اللاتي ممرن بالدورة الشهرية.

وتتذكر أنها كانت في المدرسة الإعدادية وكانت صديقاتها تتحدثن عن دورتهن الشهرية أو أثناء وجودهن في صالة الألعاب الرياضية، كانت تضطر أن تتظاهر هي الأخرى قائلة أن لديها تقلصات وعندما كانت صغيرة السن ولم تكن تعلم ماذا يحدث لها، كانت تكذب بشأن الدورة الشهرية التي لم تجربها أبدا.

والآن يخبرها الجميع أنها محظوظة لأنها لم تجرب الدورة الشهرية، لكنها تقول أن أمنيتها أن تجربها ولو لشهر لترى ماذا يحدث خلالها.

2- كيف أحبت وتزوجت؟
  قابلت جين زوجها جايسون وهي في سن العشرين وتزوجا لأكثر من خمس سنوات، ورغم أن عدم وجود رحم لديها لم يسبب لها أي مشكلة كزوجة، (وحقيقة أنها أخبرت زوجها بعد أسبوعين من التعرف عليه)، لكن لم يكن الحال كذلك مع كل الرجال.

فتحكي أن أول رجل قابلته، انفصل عنها عندما علم بمشكلتها، ورغم محاولاته أن يتعامل مع المشكلة بلطف، إلا أنه أخبرها في اليوم الثاني أن علاقتهما لن تنجح مع وجود هذه المشكلة وكان لهذا تأثير قوي عليها، فقد أصبح لديها بعض التحفظ نحو الرجال، وعندما قابلت زوجها أحبته حبا حقيقيا، وأخبرته بحقيقة مشكلتها ولم يعبر عن أي اهتمام بمثل هذه المشكلة.

هناك نساء ممن ليس لديهن رحم يولدن بدون مهبل أيضا، لكن كانت جين تملك مهبلا مختصرا، وفي هذه الحالة يمكن للمرأة استخدام موسعات بلاستيكية لتساعده على التمدد والتوسع مع الوقت، لكنها قالت أنها لم تستخدم هذه الموسعات منذ أن قابلت زوجها، أما العلاقة الحميمية مع زوجها فكان بها بعض الصعوبة، لكنها غير مؤلمة.

إنجاب الأطفال
رغم صعوبة الحمل والإنجاب الطبيعي لأي امرأة ليس لديها رحم، لكن بإمكانها أن تخصب بويضاتها بواسطة أطفال الأنابيب أو أم بديلة، لكن للأسف لم يغطي تأمين جين تكلفة أي من العمليتين، لذا كانت تسايرها دائما فكرة التبني، وقررت التبني وكان هذا أفضل اختيار بالنسبة لها.

وتقول أنها وزوجها لم يلتحقا بجلسة التبني بعد، لكنهما ذهبا إلى جلسات بحث، ووصلوا لنقطة الاستعداد التام للتبني، وتقول انها تحاول أن توفر بعض المال والتخلي عن العديد من الأشياء قدر الإمكان، في ميزانيتهم الحالية من متطلبات الأطفال قبل تبني طفل وتحمل أعبائه، إنه أمر كان مخيفا بالنسبة لها ولزوجها وعليها أن تستعد له من الناحية الذهنية.

وذكرت جين أن لدى العديد من صديقاتها أطفال وهذا الأمر يجعلها تشعر بالحرمان من عاطفة الأمومة وهو أغلى شعور ويصعب عليها جدا تحمل ذلك، وبدأت في نشر عبارة قالت خلالها " عندما تحرمك الحياة من الرحم...أصنعي لنفسك ليموناته". وفي عام 2012 ولتتعامل مع مشكلتها، نشرت عبارتها هذه على صفحتها على الفيسبوك، لأول مرة منذ ثلاثة سنوات، وقالت أنها فعلت ذلك بسبب شعورها بالملل من كثرة تساؤلات الناس التي كانت تنهال عليها وتسألها متى ستنجب أطفالا، وكانت تجيب حينها قائلة أن هذا هو الواقع وليس لديهم أطفال الآن، ومن الجانب الآخر كان هناك أشخاص متعاطفون معها جدا ممن لديهن مشاكل في الخصوبة، وتواصل معها الكثير والكثير منذ ذلك الوقت.

مستقبل النساء اللاتي ولدن بمتلازمة الـ (MRKH)
في شهر نوفمبر من عام 2015، أعلنت عيادة (Cleveland Clinic) ثورة من الأخبار الجديدة : خلال الشهور القليلة القادمة، حيث يأملون زرع رحم لكل امرأة تولد بدون رحم، مما يجعل لديها إمكانية للحمل والإنجاب.

وتقول جين أنها تشعر بالإثارة لمن حرموا من الرحم أو من يعانون من مشكلات مشابهة، ومازالت راغبة في التبني، لكن حقيقة أن الحمل قد يصبح خيارا أمام الأخريات فقد ملأها ذلك بالأمل، ورغم أنها لم يكن لديها رغبة في الحمل، إلا أن هناك الكثيرات من النساء اللاتي ترغبن في ذلك بشدة، لذلك تعتقد أنه أمر عظيم.