سرعة القذف وضعف الانتصاب حالة نفسية أم مرض عضوي؟
01:17 م - الإثنين 1 فبراير 2016
خاص الجمال - شروق عبد الرحيم
فترة المراهقة/ الشباب يستحوذ التفكير في الجنس على عقول الأغلبية من الجنسين وخاصة الذكور وهي قضية فطرية ليس بها ما يشين صاحبها.
يقول المتحدث الخبير في العلاقات وأمراض الذكورة: "من خلال عملي كخبير للعلاقات ومعالج للأمراض الجنسية فإن نسبة 40% من مرضاي من الرجال ومعظمهم ينتمي للفئة العمرية الشابة التي تتراوح ما بين 18 و 35 عاما.
المشكلة الأساسية هى أنهم يعتقدون أنهم يشكون من (الضعف الجنسي)، على سبيل المثال ضعف الانتصاب المتكرر، سرعة القذف، تأخر القذف أو عدم القدرة على القذف.
يُكمل الخبير حديثه قائلاً: "جيميس هو أحد المترددين على عيادتي وهو شاب متزوج يبلغ من العمر 24 عاما، وأولى ممارساته الجنسية عندما كان بعمر 17 عاما فقد تزوج باكراً وكان سعيدا جداً وقتها ويتمتع بصحة جيدة، ولكنه الآن يعانى ضعف الانتصاب، وقد ذكر أن محاولاته الفاشلة تتزامن مع السُكرِ أو الإكثار من الشراب، وحينها يستغرق فترة من الوقت ليفيق ومن ثم ليحاول مرة ثانية، ولكن المؤسف أن محاولاته المتكررة تبوء بالفشل ولا تتحسن حالته.
بالطبع أصابه الإحباط لاقتناعه أن به علة من نوع عضوي وليس مجرد أمر عابر، لذا قرر جيمس مقابلة الطبيب الذى نصحه بتناول العقاقير المنشطة جنسياً وعلى الرغم من كونها مناسبة لتقوية الانتصاب إلا أن حالته لم تتحسن ولم يطرأ عليها جديد.
توقف جيمس عن ممارسة الجنس لمدة تزيد عن الأربعة أعوام فقد أصبح مصدوماً ومحبطاً، وركز كل طاقاته فى الدراسة والعمل والانخراط في صخب الحياة لتفادي الجنس المسبب للإحباط.
ولكن جيمس دق قلبه للمرة الثانية وارتبط بزميلته فى الجامعة فقرر أن يفعل شيئا حيال الأمر من خلال المعالجة ومن ثم قرر مقابلتي.
ومن خلال عملي كخبير يتوجب عليّ أن أوضح أن ضعف الانتصاب يمكن أن يحدث أيضاً للرجل الذين يمارس الجنس لمرته الأولى بسبب الرهبة من التجربة، وحتى فى العلاقات المستقرة فالحالة الفردية لضعف الانتصاب متوقعة الحدوث.
أما سرعة القذف فتحدث لـ 30% من الرجال، وللأسف الكثير من الأطباء يصفون للشباب العقاقير المضادة للاكتئاب والتي تسمى سيروتونين (SSRIs) مثبطات الامتصاص لأنه معروف بقدرته على تأخير القذف.
ولكن ماذا بشأن التأثيرات الجانبية التى تحدث للشخص لدى تعاطيه الدواء يومياً؟ فإن كانت المشكلة الرئيسية نفسية فهل يمكن علاجها بفاعلية!.
هناك اعتقاد خاطئ شائع لدى معظم الرجال والنساء أيضاً أن نجاح العلاقة الجنسية يرتبط بطول مدة الممارسة، وقد يكون هذا الاعتقاد مستمدا من إعلانات عقاقير التقوية الجنسية وما يذاع فى وسائل الإعلام وما يوضع على اللافتات الإعلانية بالشوارع، وعندما يجد الرجل صعوبة فى القذف أو سرعة فيه تعتقد شريكته أنه خطأها لأنها تؤدي دورها على نحو خاطئ وذلك لكونها شريك في العملية الجنسية، أو أنها ليست جذابة بما فيه الكفاية".
ويستكمل الخبير حديثه، "بعدما قابلت الكثير من الرجال ممن يعانون هذه المشاكل الجنسية، يمكننى أن أقدم استنتاجاً مفاده أن معظمهم يعاني القلق/ الرهبة من الأداء الجنسي، أو بمعنى آخر توقع الإخفاق قبل الإقدام وبالفعل يتحقق الإخفاق نتيجة التوتر النفسي.
وفي الواقع إن نسبة 90% من مرضاي هم أشخاص أصحاء لا يتعاطون أية عقاقير أو أدوية لأي أمراض، وعندما أستمع لسردهم عن تجاربهم الجنسية سواء إذا كان الشخص يعاني ضعف الانتصاب، أو سرعة القذف، أو التأخير، أو حتى عندما يحاول الاستمناء، فيقول معظمهم أن لديه مشكلة دائماً لدى محاولته بدأ الجماع.
ويُستثنى مما سبق بعض الرجال المصابين بسرعة القذف والذين دربوا أنفسهم بالفعل على سرعة القذف مبكراً، فعندما كانوا مراهقين مارسوا العادة السرية (الاستمناء) ولذلك اعتادوا على الآداء السريع والقذف السريع للانتهاء، ولا يمكن اكتشاف الأمر حينها، وعليك أن تعلم أن المخ هو أكبر عضو جنسى يحتاج للتدريب على التأخير لتغيير هذه العادة ولا تيأس فهي مسألة وقت للتعود تدريجياً.
ونرجع لاستكمال التعليق على حالة جيمس الذي بدأت مشكلته باكراً فى ممارسة الجنس حال سُكره، رغم ممارسته له بنجاح فى مرحلة المراهقة ولكن الأرجح أن الفشل المتكرر أو ضعف الانتصاب جعله لا يثق بنفسه حتى وهو في كامل وعيه وشعر أن الأمر مخيف ومحبط مما تسبب له بصدمة جعلته يتراجع عن الإقدام على ممارسة الجنس لفترات طويلة ممتدة خوفاً من الفشل.
بالفعل أقوم بشرح الأمر للمرضى موضحاً لهم أنهم معافون من العجز الجنسي ولكن الأمر هو مجرد قلق وتوتر متراكم ويمكن معالجة الحالة النفسية ومن ثم التعافي تماماً، وبالفعل أتلقى منهم شعورا بالارتياح .
قد يحدث الإخفاق في العملية الجنسية إذا أصاب الرجل القلق من أداءه أثناء الممارسة الجنسية فيما يؤدي هذا للمزيد من التوتر والهلع.
ودائما ما يَنظر المجتمع لأداء الرجل الجنسي على أنه مرادف لهويته، أو قدرته وقوته كونه رجلا مما يضعه تحت ضغط نفسي، أما الأصح فهو النظر للممارسة الجنسية على أنها تجربة تمنح السعادة.
وقد ساعدت مرضاي لإدراك مسببات القلق من المعاشرة الجنسية وشرحت كيفية تقليصها، وقدمت التثقيف النفسي الجنسي والخطوات والأساليب التى تساعد على حل المشكلات، فلا يحتاج معظمهم سوى جلسة واحدة أو اثنتين.
كما يجدر بي كطبيب وخبير في العلاقات أن أوجه بعض النصح للسيدات شركاء الرجال اللاتي تمتعضن من الأداء الجنسي لرجالهن:
حاولى إدراك أن الرجل يتحمل معظم الآلية في العملية الجنسية فى كل الأوقات، أما أنتِ فانفضي عنك القلق الذي من المحتمل أن يُبَث لشريكك فيؤثر عليه سلباً.
فلا يُطلَب منك تنفيذ أى شيء عدا الاستلقاء بهدوء فقط ولا شيء أكثر من ذلك، وإن تمكنت من تزييف رعشة الجماع واصطناعها فلتفعلي، وافعلي ما بوسعك ليطمئن زوجك وليستعيد الثقة في نفسه، فهو ليس مصابا بمرض.