المصممة اللبنانية «سالي سري الدين» : أمل علم الدين فاجأتني وأثّرت على مسيرتي
05:08 م - الخميس 21 يناير 2016
كان الأمر بمثابة حلم وتحقق بالنسبة لسالي سري الدين، عندما وقعت عيناها على المحامية أمل علم الدين، وهي تحمل واحدة من حقائبها، في رحلة رافقت فيها زوجها النجم جورج كلوني إلى طوكيو. كانت الحقيبة من جلد «النابا» من مجموعتها «دكتور باغ لالا كوين».
تقول: «غمرني شعور بالفرح والسعادة لا يمكن أن أصفه، لأني شعرت بأني أصبت الهدف وأنا أراها تحمل الحقيبة، خصوصا أنها لبنانية الأصل وحقائبي من صنع لبناني أيضا».
كسبت سالي لقبها من أصدقائها الذين كانوا يتفكهون ويصفونها بـ «ملكة لالالا»، لأنها كانت دائما حالمة وشاردة تفكر بمشاريع خارجة عن المألوف.
فقد تخصصّت في «الميديا» في الجامعة اللبنانية الأميركية، وعملت في محطة «نيو تي في» في لبنان إثر تخرّجها عام 2004، بعد ذلك، تخصصت في مجال الإعلانات التجارية في معهد بلندن، وعملت في دولة الإمارات. لكنها لم تجد نفسها في أي من هذه الأعمال لهذا قررت أن تقف وقفة مع نفسها تعيد فيها ترتيب أوراقها.
ولم يمر وقت طويل حتى انبثقت فكرة تصميم حقائب تحمل اسمها، بما أنها تعشق الموضة و«حقيبة اليد تشكّل عنصرا مهما في أناقة المرأة تماما مثل الحذاء، لأنهما يمكن أن يرتقيا بمظهرها مهما كانت بساطته»، حسب قولها.
في عام 2010، عادت إلى لبنان لتغوص في أسرار هذه المهنة.
انطلقت في البداية من الأسواق الواقعة في منطقة برج حمود، حيث تعرّفت على شتى أنواع الجلد المتوفرة في بيروت، وكذلك على الحرفيين المحليين قبل أن تطلق ماركتها.
معرض «بساط الريح»
هناك باعت 45 حقيبة، مما شجعها على أن تكمل المشوار وتحترف المهنة بجدية. تعترف سالي سري الدين بأن المسؤولية كانت كبيرة لأن البداية صعبة لكن الاستمرارية أصعب، لكنها تمسكت بعبارة «صنع في لبنان» المدموغة داخل كل حقيبة تصممها، وأن تستعمل مواد طبيعية مائة في المائة حتى تتميز عن غيرها.
تقول: «كان يهمّني اسم بلدي واستخدام مواد طبيعية من الجلد إلى طرق دباغته وتلوينه بمواد طبيعية مستخرجة من الشجر والأرض وثمارها فقط، وهو ما يفسر أن الألوان التي تتوفر لدي محدودة».
لكنها تؤكد أنها ألوان تتمتع بطاقة وحيوية لأنها «مصنوعة بحب»، حسب تأكيدها. مجموعة «دكتور باغ» تتميز بشكلها المربّع وبعض المنحنيات على طرفيها، لتذكّرنا بالحقائب القديمة من طراز «الريترو» أو «فينتاج». ويأتي المشبك المعدني المتين مثاليًا للحفاظ على محتويات الحقيبة سليمة دون الخوف من وقوعها أو التسلل إليها بسهولة.
«لقد فكّرت بكل التفاصيل حتى يأتي المنتج متكاملا من الناحية العملية وأيضًا من ناحية الشكل»، مضيفة أنها تحرص أيضًا على أن لا تكون هذه التصاميم موسمية، بل يجب أن تبقى مع صاحبتها لفترات طويلة، لأنها تؤمن بأن الحقيبة رفيق مهم وبالتالي من الضروري أن تولّد بينها وبين صاحبتها علاقة وطيدة.
من هذا المنطلق، خططت أن يحمل التصميم الواحد عدة أفكار مترجمة في إطار كلاسيكي، لكن مختلف عن المتعارف عليه، تحييه ألوان متمازجة ومتناسقة مع بعضها لتؤلّف لوحة انطباعية.
فالألوان التي تستعملها ترتكز على البنّي والأسود والأزرق، وأحيانا تجتمع كل هذه الألوان في تصميم واحد.
وأحيانا أخرى يدخل فيها الأصفر والتنوري والفوشيا والأحمر.
السبب حول قول سارة: «حتى يكون التصميم أليفا ولا يدخل الملل على نفس صاحبتها».
رغم أن تاريخها يقاس بست سنوات فقط، ورغم أن مصممي الحقائب كُثر، فإنها لا تخاف المنافسة وتُشبه الأمر «بحديقة غنّاء بها ورود كثيرة، لكل منها أريجها ولونها وعطرها.
فهكذا نحن - مصممي الحقائب - في لبنان لكل منا هويته وشخصيته في التصميم».
والآن بعد أن حققت حلمًا من أحلامها بأن ترى أمل كلوني تحمل حقيبة من تصميمها، فإنها تريد أن تتعرف عليها المرأة العربية والغربية على حد سواء، وتحصل ماركتها على صيت يليق بما تتضمنه من حرفية يدوية وتصاميم عملية.