كيف تخلصي طفلك من كوابيس النوم المفزعة
02:33 م - الثلاثاء 5 يناير 2016
خاص الجمال - شروق عبد الرحيم
في بعض الأحيان يراود طفلك في نومه حلم سيىء نطلق عليه كابوس من شدة فزع طفلك واستيقاظه في منتصف الليل صارخا خائفا منه ومن جميع ما حوله، فالطفل الصغير لم يتمكن بعد أن يميز بين ما يراه في نومه وما يعايشه في الحقيقة، ولا يستطيع حتى أن يدرك أن ما رآه وأفزعه قد انتهى بمجرد استيقاظه فيستمر في البكاء، وإن كان يستطيع التعبير عن نفسه ببضع كلمات فسيذكر لك أنه رأى وحشا أو شخصا مخيفا يطارده وما شابه مما يخيفه بالفعل.
وفيما يلي ستقدم لك طبيبة النفس كارين روجرز Karen Rogers من مستشفى أطفال لوس أنجلوس تقريرا رائعا عن اضطرابات نوم الأطفال وكيف يمكنك مساعدة طفلك في التغلب عليها:
ما هو كابوس النوم
الكابوس هو مرادف لحلم مزعج، وهو من أنواع اضطرابات النوم ويحدث للكبار والصغار، والأحلام سواء الطيبة أو المزعجة غالباً ما تحدث في المرحلة المبكرة من الصباح والتي تعرف بمرحلة الحلم في النوم، ويصحبها رفة سريعة للعينين المغمضتين.
في الغالب تهاجم الكوابيس الأطفال وخاصة الذين هم دون سن الدراسة والذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والسادسة، وذلك لأن عقل الطفل في هذه السن يطور المخاوف وأيضا لأن خياله نشط جداً.
علامات تعرض طفلك لكابوس
يستيقظ الطفل في فترة نومه الأخيرة التي تسبق الاستيقاظ أو في الصباح الباكر مطلقا صرخة جزئية أو كاملة وهو خائف وفي حالة تأهب كامل لظنه أن الخطر ما زال يحدق به، كما يمكن لطفلك أن يصف لك حلمه المزعج كاملا من خلال بعض كلمات متقطعة على حسب عمره وحالته النفسية وقتئذ، فإن كان يستطيع تمالك أعصابه فسيسرد لك ما رآه وإن لم يتمكن فسيعبر بالهذي ببضع كلمات.
بالفعل سيستجيب طفلك لأن يستمد الراحة والطمأنينة بين أحضانك أو أحد المقربين منه من العائلة، ولكن لا تحاولي إعادته للسرير سريعا لأنه قطعا سيرفض العودة للنوم على سريره وسينفض النوم عن جفنيه ويقاوم النعاس قدر ما يستطيع.
لماذا تهاجم الكوابيس الطفل!
تعرض الطفل لموقف عصيب كمشاجرة أو ضرب طفل آخر له، انتقاله من حضانة إلى أخرى، ولادة أخ أو أخت له لينافسه الاهتمام والتدليل أو مشاجرة الوالدين أمامه، تلك هي بعض الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى مهاجمة الكوابيس لطفلك في نومه.
كما أن هناك محفزات أخرى للأحلام المزعجة لطفل عمره أكبر من ثلاث سنوات كمشاهدة فيلم رعب، تعرضه لمضايقة في المدرسة أو عبر الإنترنت، إصابة حديثة بمرض أو جرح، موت أحد الأقارب يعرفه الطفل ويتعلق به ويشعر بوجوده فيفتقده بالموت، كما أنه يجب الانتباه فقد يكون السبب تعرضه للاعتداء الجسدي أو اللفظي العنيف وربما الجنسي!!.
كيف تساعدي طفلك في التخلص من الكوابيس؟
عندما تتكرر مراودة الكوابيس لطفلك فتأكدي أنه في ظل اضطراب عاطفي وأنه يشعر بالإرهاق النفسي وانعدام الأمن.
تقدم د كارين خدمة علاجية للأطفال المعرضين للصدمات وتنصح الأهل وخاصة الأمهات فتقول" :الأطفال من جميع الأعمار لابد أن يمنحهم الأهل الراحة الجسدية والنفسية معا عبر التواصل، وخاصة الأم فبالعناق القوي العميق يشعر الطفل بالدعم والاحتواء مع الربت على الظهر كدليل على الفخر به وأنك سند له".
كما تضيف د كارين بعض النصائح فتقول:
"- تحدثي إلى صغيرك بصوت هامس ناعم هادئ وذكريه بأنك موجودة وحاضرة لحمايته ليكون بمامن وأن ما يراه في نومه يسمى حلم وليس حقيقة لم ولن يحدث".
- "اجعلي خيال طفلك يساعده في التغلب على كوابيس نومه، مثلاً بالإستعانة بزجاجة بخاخ الرذاذ وتسميتها (بخاخ الوحش وقبل ذهابه للنوم املئيها بماء من الصنبور ثم انثري الرذاذ في جميع أنحاء غرفته واجعليه يساعدك في تلك المهمة (القضاء على وحوش النوم حتى تصبح الغرفة خالية منهم".
- "هناك طريقة مجربة وقد نجحت بالفعل مع العديد من الأطفال وهي لصق علامة التحذير المعروفة على باب غرفة نوم الطفل أو حتى وضع لاصق مكتوب عليه (غير مسموح بدخول الوحوش الغرفة)، وتلك الطريقة كافية لتهدئة الطفل وتخليصه من بعض مخاوفه لدى النوم."
"- يمكن لطفلك أن يختار واحدة من ألعابه المحشوة بالأسفنج لتنام بجواره على أنها الحامي له من الأحلام المزعجة."
- "يمكنك أن تساعدي طفلك في تخيل نهاية مختلفة ومريحة لكابوسه فبعد أن يحكيه لك ابتكري أنت نهاية جيدة له وذلك لجعل خياله يتغلب على مخاوفه".