هذا ما يقوله لون عينيك عن حالتك الصحية

يدل لون عيونك عن أشياء أبعد بكثير عن جمال الشكل والجينات الوراثية وما هو أكثر، سواء كان لون عيونك بنياً أو عسلياً أو أخضر أو أزرق أو رمادياً أو لوناً من بين هذه الألوان جميعا، حيث تخبرك عيونك الكثير عن نفسك عن ما تتوقعينه، فكما تعتبر العيون نافذة الروح، يشير لونها عن خطر الإصابة بأمراض معينة، حتى إنه يوضح عما إذا كان الشخص يشرب الخمور أم لا.

تعتبر حالة الضبابية التي تظهر فوق بؤبؤ العين دليل شائع على إعتام العدسة، وهو عبارة عن تشوش في الرؤية وهو الأكثر شيوعا مع التقدم في العمر، ويعتبر أصحاب العيون الداكنة الأكثر عرضة لهذا المرض، ففي عام 2000 كشفت دراسة أجريت في الصحيفة الأمريكية لطب العيون أن أصحاب العيون الداكنة هم الأكثر عرضة لإعتام العدسة بمقدار يتراوح بين 1.5 إلى 2.5 مرة عن غيرهم من أصحاب العيون ذات الألوان الأخرى، لذا من المهم جدا لهم حماية عيونهم من الأشعة فوق البنفسجية للوقاية من إعتام العدسة لأي أحد، وأوصى الباحثون أن يحتاط أصحاب العيون الداكنة من أخذ حمامات الشمس، لذا من المفيد ارتداء نظارات شمسية وقبعة ذات حافة كبيرة.

 

طبقا لدراسة أجريت عام 2012 عن البهاق ونشرت في جريدة ناتشر كشفت أن أمراض المناعة الذاتية التي تسبب فقدان الجلد للونه الطبيعي في بعض المناطق هو الأقل انتشارا بين الناس أصحاب العيون الزرقاء، فمن بين 3000 مريض بالبهاق كان جميعهم قوقازيين كان 27% بعيون زرقاء و30% بعيون خضراء أو عسلية و43% بعيون بنية، في حين أن ألوان عيون القوقازيين تتنوع بين 52% أزرق و22% أخضر أو عسلس و27% بني.

 

اكتشفت الأبحاث أن حالات الاختلاف تظهر لدى نوعين محددين من الجينات وهي الـ TYR والـOCA2 التي تعلب دورا في لون العيون الزرقاء، ويقل بها خطر الإصابة بالبهاق، وهذا ما قاله مؤلف الدراسة ريتشارد سبريتز مدير برامج علم الجينات بكلية طب جامعة كولورادو.

 

من الناحية الوراثية يبدو سرطان الجلد والبهاق متناقضين، فنفس التنوع الذي أثبت العلماء أنه عامل وقاية من مرض البهاق يزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الجلد، ومن أحد النظريات التي تثبت سبب أن البهاق من أمراض المناعة الذاتية، وهذا يعني أن الاستجابة المناعية الطبيعية لدينا تقوم عن طريق الخطأ بمهاجمة أجسامنا، وأن النشاط المفرط لهذه الاستجابة قد يكون ما يجعل أصحاب العيون البنية هم الأكثر عرضة للبهاق وما يقاوم سرطان الجلد.

 

العلاقة الفعلية مجهولة حتى الآن، لكن الجينات التي تقي من البهاق هي التي تقي من سرطان الجلد والتي تحدد مقدار ونوع الصبغة الموجودة بالبشرة تبدو جميعا متداخلة.

 

 إذا كانت عيونك سوداء أو بنية، فهذا يعني أنك تحتسين كمية أقل من الكحول عن ما يحتسيه أصحاب العيون الزرقاء أو الخضراء، وهذا طبقا لدراسة نشرت عام 2001 في جريدة الشخصية والاختلافات الفردية، وكشفت خلالها الباحثون مستويات أعلى من استخدام الكحول بين النساء صاحبات العيون الفاتحة وأيضا مزيدا من إساءة استخدام الكحول بين مجموعة من المساجين أصحاب العيون الفاتحة الذين تم إخضاعهم للدراسة.

 

وتم افتراض أن أصحاب العيون الداكنة ربما هم الأكثر حساسية للكحول وغيره من المخدرات بصفة عامة، مما يدفعهم إلى احتساء كميات أقل لتحقيق الهدف المطلوب من الخمور.

في بحث تم في الجمعية الأمريكية للألم عام 2014 كان به لقاء مشترك بين أستاذة التخدير "آنا بيلفر" وقدمت اكتشافات تقترح أن النساء صاحبات العيون الفاتحة لديهن قدرة أعلى على تحمل الألم وعدم الارتياح، وتم فحص مجموعة صغيرة من النساء قبل وبعد الولادة ولوحظ أن صاحبات العيون الداكنة هن الأكثر ميلا للتوتر واضطرابات النوم عند التعرض لتجربة مؤلمة.

 

كما أن صاحبات العيون الداكنة عانين من تراجع أكبر في الألم بعد الحقن مما يدل على أنهم الأكثر حساسية للألم، وقال الباحثون إن النتائج كانت أولية، لكن يمكن أن تساعد الأطباء في تحديد السبب الوراثي للألم.

 

من أحد أكثر أسباب فقدان الرؤية انتشارا بعد سن الخمسين هي تحلل البقعة الصفراء المتعلقة بالعمر أوما يعرف بالـ AMD وهو تلف في جزء صغير من العين بالقرب من مركز شبكة العين المسؤولة عن قوة الرؤية.

 

ويمكن أن يبدأ في صورة تشوش ثم تتطور إلى بقع تظهر بيضاء تماما، وقد اقترحت العديد من الدراسات الصغيرة بالإضافة إلى التدخين والتاريخ المرضي للأسرة أن العيون الفاتحة ترفع خطر الإصابة ببقع الشبكية، ربما بنفس مقدار الصورة المزدوجة، وبالرغم من أن تلك الدراسات صغيرة، ويتساءل البعض عن أهمة الاكتشافات، لكن الحقيقة أن مشكلة AMD أكثر انتشارا بين القوقازيين، وهم الأكثر عرضة لشحوب العيون، لكنها ليست مألوفة مع أي بحث يدعم الربط الحر بين الاثنين.

 

ويقول الباحثون إنها قد تكون رابطة، مثل كيف أن الأمريكان الأفارقة لديهم خطر أكبر للإصابة بزرق العيون ونسبة أعلى من العيون الداكنة، لكن ليس هناك علاقة بين الاثنين.

 

إذا لاحظت احمراراً في بياض العين، فربما أنت تعانين من الحساسية، وإن تغير اللون إلى الأصفر، فربما لديك مشكلات في الكبد، وإذا كانت المشكلة في عين واحدة فقد تكون مؤشراً لمرض وراثي مثل مرض الورم العصبي الليفي والذي يسبب أورام الأنسجة العصبية، أو متلازمة الـ "waardenburg" والتي ينتج عنها الصمم وشحوب الجلد أو حتى قد يكون مؤشر على الإصابة بسرطان في قزحية العين.

 

إذا كان لعيونك دائما لونان مختلفان، فليس هناك ما تقلق بشأنه، فربما يكون هذا اختلاف طفيف في نمط الصبغة المحددة لكل عين أثناء النمو، لكن إن لاحظت تغيراً حديثاً، فلابد من التحكم في المشكلة وهذا باستشارة طبيب العيون.