لماذا يصاب الشخص بهوس نزع الشعر وطرق العلاج؟

يوصف المرض النفسي هوس نزع أو نتف الشعر بأنه قيام الشخص بنزع شعره باستمرار وبشكل مفرط مما ينتج عنه فقدان ملحوظ للشعر، وتظهر هذه المشكلة في أي جزء من أجزاء الجسم حيث ينمو الشعر خاصة منطقة فروة الرأس، ويليها الرموش والحواجب، ويتطور الأمر ليتحول إلى مرض الثعلبة وتدريجيا حتى يحدث صلع تام.

 

وتنتشر هذه المشكلة النفسية أكثر بسبعة أضعاف في الأطفال عنها لدى البالغين، وتصل لذروتها في المراحل العمرية بين الرابعة والسابعة عشر، وبالإضافة لفقدان الشعر تسبب هذه المشكلة معاناة الطفل من الضيق الشديد والضعف في أدائه الاجتماعي والأكاديمي.

 

هذا بالإضافة إلى تدني في مجالات أخرى هامة مثل العلاقات الأسرية.. وبغض النظر عن كون هوس نتف الشعر حالة مرضية، فهو أيضا نوع من الثعلبة التي يجب تفريقها عن الأنواع الأخرى من الثعلبة، وهي (الحاصة البقعية والثعلبة الذكرية وثعلبة الداء الموسيني) ويتم تشخيصها بشكل أولى بواسطة مقدمي الخدمات الصحية وعلماء النفس، ويشترك الأطباء الفيزيائيون وأطباء الجلدية ضمن تشخيص مشكلة هوس نزع الشعر، وذلك لأن العلاج المبكر يتطلب تشخيصا لمنع مضاعفات أخرى مثل مشكلة بازهر شعري، كما يلعب جميعهم دورا هاما في التشخيص.

 

لقد حددت الرابطة الأمريكية للطب النفسي والإحصائي للاضطرابات العقلية مشكلة هوس نزع الشعر ضمن فئة اضطرابات الوسواس القهري وما يتعلق به، ويتم تشخيصها بواسطة تصرف وسلوك متكرر من نزع الشعر، ومحاولات متكررة لتقليل أو التوقف عن هذا السؤال.

 

ويظهر هذا التصرف خلال أوقات التوتر والاسترخاء، لكن غالبا يكون هناك شعور متزايد من التوتر قبل نزع الشعر أو عند محاولات مقاومة السلوك.

 

- نزع الشعر بشكل متكرر مما يؤدي إلى فقدان الشعر.

 

- محاولات متكررة للتقليل أو التوقف عن سلوك نزع الشعر.

 

- يتسبب هوس نزع الشعر من الناحية العيادية بتوتر وضعف واضح أو انخفاض في المهام والتواصل الاجتماعي أو الوظيفي.

 

- لايمكن اعتبار هوس نزع الشعر على أنه حالة طبية من حالات فقدان الشعر.

 

- لا يمكن تشخيص مشكلة هوس نزع الشعر بشكل أفضل بواسطة أعراض اضطراب عقلي آخر (مثل محاولات تحسين عيب المظهر أو الظهور مثلما تتم ملاحظته في اضطراب تشوهات الجسم الأخرى).

 

لم يتم التعرف على أسباب مشكلة هوس نزع الشعر حتى الآن، كما أن الأبحاث الخاصة بهذه المشكلة مازالت في مراحل مبكرة، وتشير الأدلة الدولية إلى أنه اضطراب أعصاب بيولوجي وقد تلعب الوراثة دورا في تطوره.

 

وقد يكون لهذه المشكلة عدة أسباب أخرى مختلفة، مثل مرض السعال الذي ينتج عن العديد من الأسباب المختلفة.

 

لا يعتبر هوس نزع الشعر مشكلة عصبية تماما، رغم أنه في بعض الأحيان تتفاقم المشكلة بسبب الإجهاد، وبشكل مفاجيء، ويرتبط هوس نزع الشعر غالبا بمشاعر وانفعالات أخرى مثل الشعور بالملل.. ويعتبر الإكراه القوي الذي يدفع الشخص لنزع شعره يتجاوز فكرة العادة العادية التي يمكن السيطرة عليها بقوة إرادة بسيطة.

 

يظهر هوس نزع الشعر لدى الناس السعداء الذين يتكيفيون بشكل جيد، وربما يظهر خلال أوقات القلق والتوتر والصدمات النفسية أو أي اضطراب عاطفي آخر، ومع ذلك لا يعتبر نزع الشعر وحده دليلا على اضطراب عاطفي أو إساءة قد تعرض الشخص لها، لكن لا يمكن استبعاد مثل هذه المشكلات أيضا، كما أن الاكتئاب مشكلة شائعة جدا لدى المصابين بهوس نزع الشعر ويجب دائما فحصه في بداية العلاج.

 

1- الشعور بالتوتر قبل نزع الشعر عند المحاولة لمقاومة الرغبة في ذلك.

 

2- الشعور بالاسترخاء والرضا أو السعادة بعد نزع الشعر.

 

3- الضعف أو مشكلات في العمل أو الحياة الاجتماعية بسبب نزع الشعر.

 

4- بقع خالية من الشعر في الأماكن التي يتم نزع الشعر منها.

 

5- القيام بسلوكيات منها فحص جذور الشعر أو لفه وشده بالأسنان ومضغه أو تناوله.

 

العلاج الرئيسي لهوس نزع الشعر هو نوع من العلاج السلوكي يطلق عليه عادة التدريب العكسي، وبشكل أساسي يعني ذلك استبدال عادة سيئة بشيء آخر ليس ضارا أو خاطئا، وبهذه الطريقة يتعلم المصابون بهذه المشكلة أولا تحديد متى وأين تنتابهم الرغبة الشديدة لنزع الشعر، كما يتعلمون الاسترخاء وفعل شيء آخر لا يؤذيهم كوسيلة تساعدهم على تخفيف التوتر عندما يشعرون بهذه الرغبة.

 

ويشمل العلاج تعديل أو تقويم أي تفكير غير مفيد قد يضيف توتر يثير القيام بهذا السلوك.

 

ويكون العلاج الطبي جزءا من برنامج العلاج، مثل نوع من مضادات الاكتئاب، ويدعى مانع امتصاص اليروتونين الانتقائي، ومضادات الذهان غير التقليدية مثل الأولانزايين أو أريبيبرازول التي يمكن استخدامها في بعض الأحيان.

 

يصحب مرض هوس نزع الشعر مشكلات أخرى مثل العدوى والإضرار بالجلد وتساقط دائم للشعر، وقد ينتج عن ذلك مشكلات في تقدير الشخص لذاته، وفي الحالات الخطيرة قد يتجنب بعض الناس المواقف الاجتماعية لإخفاء مشكلة فقدان الشعر.

 

ليس هناك وسيلة مؤكدة لمنع حدوث هوس نزع الشعر، لكن بدء العلاج مبكرا سوف يساعد جدا بالإضافة لتعلم التحكم في التوتر لأنه من الأسباب الرئيسية التي تحفز على نزع الشعر.