حقائق لم تعرفيها من قبل عن القطط السوداء

 تشكل القطط السوداء لغزاً كبيراً لمعظم الناس حتى أن البعض يخشى تربيتها والتعامل معها لأنها تمثل له شيئاً غامضاً مبهماً، وربما يرجع السبب في الحذر منها إلى بعض المعتقدات المتوارثة القديمة والتي نبعت تحديداً منذ العصور الوسطى عندما كان الإعتقاد السائد أن القطط السوداء تعمل في مساعدة الساحرات واللاتي كن مضطهدات ويلاقين بالطبع شتى أنواع التعذيب والحرق في ذلك الوقت القديم، لذا عمل الناس على الابتعاد عن تربيتها وتحاشوها خوفاً منها وتشاؤماً من أن يصيبهم مثل حظ الساحرات العاثر.

 

أما اليوم فالأمر مختلف تماماً فقد أصبح امتلاك القطط السوداء شائعاً بين الرجال والنساء العاديين الذين ليس لهم أدنى صلة بأمور الشعوذة بل أصبح ينظر إليهم بأنهم محبون للجمال الصارخ الغامض المتفرد، فإذا كنت تندرج تحت تلك الفئة من البشر المتميز أو تريد الإنضمام إليهم فهنالك عدة حقائق ينبغي عليك أن تدركها عن القطط السوداء..

 

الأسود هو واحد من الألوان الثلاثة الأساسية التي تتلون بها جميع سلالات القطط في العالم كله والثلاثة ألوان هم (الأسود ويسمى بالنقي، والأحمر والأبيض) وجميع الألوان والأنماط الأخرى التي تتشكل بها الهررة تعد مزيجاً من أي اثنين أو ثلاثة من تلك الألوان الأساسية معاً.

 

أما الاختلافات التي تحملها القطط وتتميز بها عن بعضها البعض فتعد مسألة جينات وعوامل وراثية كثيرة أخرى وهي مسألة غاية في التعقيد نحن بمنأى عن التدخل في تفاصيلها، ولكن ما نود شرحه ببساطة هو أن اللون الأسود لون سائد في كثير من الأحيان (ولكن ليس دائماً) فإذا كان المتعاشرون ذكر وأنثى من الهررة السوداء النقية فمولودهم في الغالب سيحمل نفس اللون الأسود النقي أما إن كان أحد الأبوين حاملاً لجين أحمر أو أبيض (متنحي) فالمولود سيأتي بنفس اللون المتنحي الذي ورثه من أحد والديه، ويمكن أن يعطي هذا تفسيراً لبعض القطط السوداء التي يبدو لونها في الشمس كالأحمر الصدئ.

 

في النصف الغربي من الكرة الأرضية يسود إعتقاد بأن القطط السوداء تجلب الحظ العاثر السيئ ولذلك تجدهم يتشاءمون منها وهذه بالطبع خرافة لا يثبتها العلم أبداً ولا يقف في صفها، وعلى النقيض ففي بريطانيا العظمى يصفون القطط السوداء بأنها جالبة للحظ الطيب، ولذلك يتفاءلون بها ولكن للأسف فكل قاعدة لابد وأن يكون لها شواذ وإستثناءات.

 

ففي بعض الأنحاء في المملكة المتحدة يتجنب الناس عبور الطريق مع قطة سوداء متهمين إياها بأنها ستوقع عليهم المصائب والنحس وهذا للأسف إستثناء فيه الكثير من القسوة على تلك المخلوقات الرائعة، ومن الغريب حقاً أنه وتحديداً في يورك شاير، إنجلترا Yorkshire, England يتفاءل غالبية السكان بتربية القطط السوداء ويحبون التعامل معها ناظرين لها بأنها جالبة الحظ السعيد فيما عدا عبورهم معها الطريق وهي بالفعل نظرية تحمل التناقضات ومربكة إلى حد كبير، ولا ندري لماذا الطريق تحديداً هو ما ينبغي إستثناؤه!!!

 

هناك العديد من السلالات المعترف بها حول العالم من القطط السوداء والتي ظهرت نتيجة لطفرات وراثية كمثل القط الأسود سلالة مومباي الذي أتى نتيجة سنوات من التربية الإنتقائية ويسمى (Parlour Panther) وهي سلالة معترف بها واللون الوحيد المقبول منها هو الأسود الخالص، ومومباي حيوان أليف للغاية بالرغم من أن البعض يكلفه بحماية منزله فهو أيضاً يعشق اللعب والمزاح ويسهل عليه التكيف مع البشر وإلى جانب مومباي فهناك 21 سلالة أخرى من القطط السوداء المعترف بها عالمياً أما غيرهم فلا.

 

هناك إستطلاعات رأي عدة أجريت عن اللون الذي يفضل الناس تربيته وكانت الإختيارات المتاحة هي الثلاثة ألوان الأساسية (الأسود، الأحمر والأبيض) مع إضافة الأزرق والمقصود بها تلك التي لا تظهر بلون واحد، وقد أكدت نتائج إستطلاعات الرأي أن الأسود يحتل الصدارة ويليه الأزرق، وقد تبين في دراسة أخرى أن البشر الذين يهوون تربية مختلف أنواع القطط السوداء يصبحون مهووسين بها حقاً ولا يرغبون أبداً في تربية الهررة ذات الألوان الأخرى لما يلقونه منها من اختلاف وتميز عن البقية، حتى أنهم أرادوا أن يوجهوا نصيحتهم إليك قائلين: "إذا حالفك الحظ يوماً ما فستتشارك منزلك مع قط أسود".