الناخبون الاميركيون يختارون رئيسهم اليوم
يتوجه الناخبون الأميركيون اليوم إلى صناديق الإقتراع لإختيار رئيسهم الرابع والأربعين في إنتخابات تاريخية قد تفتح أبواب البيت الأبيض أمام أميركي أسود أو قد تأتي بإمراة إلى منصب نائب الرئيس الاميركي لاول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، وعليه سيختار الناخبون في 11 ولاية حكامهم في انتخابات ستؤثر على اعادة رسم الخريطة السياسية الاميركية لعدة سنوات قادمة.
وترجح الاستطلاعات التي نشرت عشية الانتخابات كفة المرشح الديمقراطي باراك اوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين.
وكان المرشحان لرئاسة الولايات المتحدة قد أطلقا جولاتهما الانتخابية الأخيرة قبل يوم واحد من الانتخابات التي ستحدد ساكن البيت الأبيض في السنوات الأربع القادمة.
وكانت ولاية فلوريدا ذات الـ27 صوتا في المجمع الانتخابي نقطة انطلاق المرشحين،الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك أوباما، في جولة تشمل عدة ولايات حاسمة في الانتخابات. .ويوجد حاليا 28 حاكما ديمقراطيا و22 جمهوريا.
ومن بين الاحد عشر مقعدا التي تجري بشأنها انتخابات يشغل الديمقراطيون ستة مقاعد مقابل خمسة للجمهوريين
سيناريوهات انتخابات اليوم
وفيما يلي بعض السيناريوهات المتعلقة بانتخابات الثلاثاء في انديانا وديلاوير وميزوري ومونتانا ونيوهامبشاير ونورث كارولاينا ونورث داكوتا ويوتا وفيرمونت وواشنطن ووست فرجينيا.
- يبدو من المحتمل ان تبقى يوتا ونورث داكوتا في ايدي الجمهوريين في حين تبدو ديلاوير ونيوهامبشاير ومونتانا ووست فرجينيا مضمونة للديمقراطيين.
- يقول خبراء استراتيجيون ديمقراطيون انهم يواجهون معركة للحفاظ على نورث كارولاينا وواشنطن لكنهم يعتقدون ان لديهم فرصة لانتزاع انديانا وميزوري من ايدي الجمهوريين.
- يقول الجمهوريون ان لديهم فرصة جيدة في نورث كارولاينا التي لم يفز بها حاكم جمهوري على مدى عقدين.. وفي واشنطن حيث يخوض المرشح الجمهوري صورة مكررة من السباق الذي خسره بفارق ضئيل قبل اربع سنوات.
- وفي فيرمونت يتصدر الحاكم الجمهوري الحالي الذي يشغل المنصب للفترة الثالثة الاستطلاعات لكنه يواجه تحديات من مرشح مستقل قوي واخر ديمقراطي.
- تمثل الانتخابات الرئاسية بطاقة خفية في اللعبة يمكن ان يكون لها تأثير، ويقول بيتر براون مساعد مدير معهد الاستطلاع في جامعة كوينيبياك ان الاداء القوي لاي من المرشحين الرئاسيين في ولاية او اكثر تتقارب نتائجها يمكن ان يحقق النصر للمرشح من نفس الحزب لمنصب الحاكم.
- تحظى النتائج بأهمية لان كل مناصب الحكام تقريبا ستجري بشأنها انتخابات اعتبارا من الان وحتى عام 2010 حين تجري البلاد تعدادها السكاني الذي تقوم به كل عقد.
ويسجل هذا الاحصاء التغيرات السكانية التي تؤدي الى اعادة رسم خطوط الدوائر التشريعية .. بما في ذلك المناطق الجغرافية التي ينتخب منها اعضاء مجلس النواب الاميركي.
وتكون هذه عملية حزبية سيلعب فيها الحكام دورا كبيرا في 2011 حيث يعملون على رسم الخرائط بحيث تعطي حزبهم الميزة في الانتخابات المستقبلية.
أوهايو وبنسلفانيا
ركزت حملات المرشحين في عطلة نهاية الأسبوع قد ركزت على ولايتي أوهايو وبنسلفانيا اللتين ستحسمان النتيجة حسب الاستطلاعات.
ويأتي الرهان على أوهايو باعتبارها الولاية التي منحت الرئيس بوش ولايته الثانية في انتخابات 2004، ويقول المعسكران إن السباق متقارب للغاية في هذه الولاية.
أما بنسلفانيا فلها 21 صوتا في المجمع الانتخابي. وقد كثف المرشح الجمهوري جون ماكين حملته في الولاية محاولا اجتذاب العناصر المحافظة من الناخبين المؤيدين عادة للحزب الديمقراطي وأيضا من أنصار هيلاري كلينتون التي نافست أوباما على ترشيح الحزب الديمقراطي.
لكن الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعصف بالبلاد قد تصب في مصلحة أوباما هذه المرة، خاصة وأنها من أشد الولايات تضررا منها، حيث فقدت 300 ألف شخص وظائفهم في قطاع الصناعة خلال العشر سنوات المنصرمة.
أوباما ومكين يتراشقان بالطلقات الاخيرة فى الحملة الانتخابية
تراشق المرشح الديمقراطي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري جون مكين بالطلقات الاخيرة وطافا بالولايات الاساسية الاثنين لاختتام حملة انتخابات الرئاسة الاميركية التي يتقدم فيها اوباما لكن مكين يأمل في تحقيق مفاجأة تاريخية.
وبعد حملة متواصلة على مدى نحو عامين يشحذ المرشحان همتهما بدعم من الحشود الكبيرة في حين يستعد كل منهما لاختتام الحملة في ولايته.. اوباما في ايلينوي ومكين في اريزونا.. حيث سينتظران قرار الاميركيين اليوم .
وتنتظر الفائز تحديات هائلة منها اعادة النمو للاقتصاد الاميركي المتباطيء والحرب في العراق وافغانستان ومعالجة عجز في الميزانية يقترب من 500 مليار دولار واعادة البريق للقوة العظمى الوحيدة في العالم.
وتحظى الانتخابات التي ستحدد من يخلف الرئيس غير المحبوب جورج بوش باهتمام كبير. وأدلى ملايين الناخبين بالفعل بأصواتهم مبكرا ويستعد مسؤولو الانتخابات لطوابير طويلة في مراكز التصويت.
ومن المحتمل ان تشهد الانتخابات اقبالا قياسيا يتجاوز بسهولة اجمالي الاصوات في انتخابات 2004 والذي بلغ اكثر من 121 مليون صوت.
وبدأ المرشحان اليوم الاخير من حملة 2008 في فلوريدا التي شهدت معركة اعادة الفرز الشهيرة عام 2000 التي فاز بها بوش وهي ولاية ينبغي ان يتجنب مكين الهزيمة فيها.
وركز اوباما (47 عاما) الذي سيكون اول رئيس اسود لاميركا في حال فوزه رسالته على كونه عامل تغيير مناهض لبوش.
ويتقدم سناتور ايلينوي في استطلاعات الرأي على المستوى القومي وفي كثير من الولايات المتأرجحة التي ستحدد النتيجة.
وشملت حملة اوباما ثلاث ولايات أخرى الاثنين، فقد زار جاكسون فيل في الولاية نفسها وألقى أيضا خطابا حماسيا دعا فيه الناخبين للتصويت من أجل التغيير قائلا إنه يجب تجنب كل الجدال الإيديولوجي وإن البلاد " تحتاج حكومة أفضل".
وحرص أوباما مجددا على الربط بين ماكين وسياسات الرئيس جورج بوش مركزا على موضوع الاقتصاد الذي فرض نفسه بقوة على خريطة الانتخابات.
وكرر أوباما دفاعه عن خطط الإصلاح الضريبي التي يحتاجها قائلا إن التخفيضات الضريبية يجب أن تكون من حق الجميع.
وجاء ذلك في إطار استمرار لتبادل الاتهامات بين المرشحين فيما يتعلق بخطط الإصلاح الاقتصادي والرعاية الصحية والاجتماعية.
وقال اوباما لمؤيدين في جاكسونفيل بولاية فلوريدا "بعد عقود من السياسات المتداعية وثماني سنوات من السياسات الفاشلة لجورج بوش و21 شهرا من حملة تنقلنا خلالها من ساحل مين الصخري الى شمس كاليفورنيا المشرقة اصبحنا على مسافة يوم واحد من التغيير في اميركا."
ويأمل مكين في تحقيق معجزة في ختام الحملة حيث يواجه مهمة مهولة للحفاظ على بقاء البيت الابيض في قبضة الجمهوريين لفترة ثالثة على التوالي وسط الشعبية المتراجعة للرئيس الحالي.
وقال مكين لحشد تدب فيه الحماسة في تامبا بولاية فلوريدا "النقاد شطبونا تماما مثلما فعلوا من قبل وخصمي يستعد للاحتفال في البيت الابيض." واضاف "النقاد ربما لا يعرفون.. والديمقراطيون ربما لا يعرفون.. لكن مكين عاد. سننتصر في هذه الانتخابات."
واتهم مكين (72 عاما) الذي سيصبح في حال انتصاره اكبر شخص يفوز بفترة رئاسية اولى اوباما بالرغبة في زيادة الضرائب ليطبق سياسات ليبرالية ورفض محاولات اوباما لربطه بالرئيس بوش وقال انه ليس بوش.وقال "لو اراد السناتور اوباما الترشح امام بوش لكان عليه ان يفعل ذلك قبل اربع سنوات."
وحملة الانتخابات التي بدأت قبل نحو عامين وتكلفت ملياري دولار ستستمر حتى في يوم التصويت.
وسيزور مكين كولورادو ونيومكسيكو بعد الادلاء بصوته في اريزونا.وسيوجه اوباما نداء اخيرا للناخبين اليوم في انديانابوليس. ورغم ان انديانا ولاية جمهورية بصورة قوية الا انها تغازل اوباما هذا العام.
وسيصوت الاميركيون فيما يكاد أن يكون 51 انتخابات منفصلة في كل ولاية ومقاطعة كولومبيا (واشنطن العاصمة).
وكل ولاية لها اصوات انتخابية في المجمع الانتخابي اعتمادا على حجم تمثيلها في الكونغرس. ومن يحصل على 270 صوتا انتخابيا يفوز بالبيت الابيض.
واوباما لديه اكثر من توليفة لولايات يمكن ان تتيح له الحصول على 270 صوتا في حين تضيق فرص مكين.
ويهرول مكين بصورة محمومة عبر الولايات التي فاز بها بوش عام 2004 محاولا الدفاع عنها في حين يأمل انتزاع بنسلفانيا وهي ولاية ديمقراطية بصورة تقليدية.
وفي الانتخابات التشريعية التي تجرى الثلاثاء ايضا يبدو ان الديمقراطيين سيزيدون اغلبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ.
وستجرى انتخابات بشأن كل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدا وايضا بشأن 35 مقعدا من المقاعد المئة في مجلس الشيوخ.
نتائج الاستطلاعات
وتشير نتائج آخر استطلاعات الرأي إلى تفوق أوباما على ماكين بنحو سبع نقاط، فقد أشار استطلاع شبكة (سي إن إن) الإخبارية إلى حصول أوماما على 51 بالمائة مقابل 44 بالمائة لماكين، بينما منح استطلاع رويترز ومؤسسة زغبي المرشح الديمقراطي 50 بالمائة مقابل 44 بالمائة لخصمه الجمهوري.
وتُظهر استطلاعات أخرى للرأي تقدم أوباما على ماكين بشكل ثابت بنسبة 5 إلى 11 بالمائة.
كما تشير آخر التوقعات إلى أن التنافس سيكون محتدما على ولايات يكون لها ما مجموعه 90 مندوبا في المجمع الانتخابي الذي ينتخب الرئيس الأميركي، وفي مقدمتها فلوريدا (27) وأوهايو (20) وميسوري (11) وكارولينا الشمالية (15) وإنديانا (11)ومونتانا (3).