رحيل عمر الشريف بعد 6 أشهر من وفاة فاتن حمامة
12:14 م - السبت 11 يوليو 2015
6 أشهر هى المدة التى قضاها النجم العالمى الراحل عمر الشريف عقب وفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، حتى وافته المنية وحيدا فى إحدى المصحات، بعد رحلة طويلة طاف فيها النجم العالمى بلدان العالم يمثل ويغنى ويرقص، ويقدم تجارب فنية متنوعة أثرت السينما العالمية والعربية. وحيدا بمفرده مات عمر الشريف، لورانس العرب، رحل فى صمت وكبرياء، بعد ما هاجمه مرض الزهايمر الملعون وأصبح لا يتحدث مع الناس واكتفى بنظراته الشاردة للبحر فى أيامه الأخيرة، وربما لم يبق شىء فى ذاكرة عمر الشريف سوى رائحة البحر.
داخل إحدى المصحات بحلوان عاش أيامه الأخيرة، وإن صح القول فهو لم يعشها بل كان "يتفرج عليها"، لا يتذكر مما دار على مسرح حياته شيئا، فالحياة التى عاشها فى آواخر أيامه لا يربطه بها ما يربط الناس بحياتهم من أمل ويأس أو راحة وعذاب، لكنها كانت حياة لا يتحرك فيها ولا يشعر بمن حوله بل ينظر إلى شريطها الزمنى ودورانه فقط.
عمر الشريف، يعد النجم العربى الأوحد الذى حقق شهرة فى السينما العالمية، وكانت حياته تتشابه مع بيت الشعر "مسافر زادهُ الخيالُ والسحر والعطر والظلالُ، ظمآن والكأس فى يديه والحب والفن والجمالُ"، فالنجم العالمى الراحل عاش حياته معطاءً للفن، للحب، للجمال فى كل صوره سواء كانت امرأة، لوحة، أو فيلما سينمائيا، ولف العالم كـ «الرحّالة» وقدم أهم التجارب فى السينما العربية والعالمية منها الشاب الثورى فى فيلمه «فى بيتنا رجل»، والبحّار فى «صراع فى الميناء»، والثرى فى «سيدة القصر»، والخجول فى «إشاعة حب»، والمتمرد فى «غرام الأسياد»، والقائد الثورى جيفارا فى «تشى جيفارا»، وجنكيز خان وزيفاجو، واحتل فيلمه لورانس العرب المركز الـ 31 فى قائمة أعظم 301 فيلم فى تاريخ السينما العالمية.
فى نهاية 2014 اختار عمر الشريف بعد رحلة طويلة التى جاب خلالها الدنيا بطولها وعرضها، أن ترسو سفينته على شاطئ وطنه مصر، ليدفن بها، ويعيش فيها "بقية عمره"، لكن الضجيج والزحام الذى لم يعتد عليه جعله لا يطيق الجلوس فى القاهرة طويلا واتجه للجونة ومنها إلى إحدى المصحات لكبار السن التى شهدت رحيل عملاق الفن.
وتحولت شهرة النجم العالمى الواسعة، لـ "نقمة" عليه فى آواخر حياته، فأينما اتجه تطارده العيون والنظارات وعدسات المصورين، ولا يتركون الرجل يعيش حياته كما يقال "مع نفسه"، فالأجيال التى تربت على فنه ما تلبث أن تراه حتى كانت تهرول إليه. ورغم عصبية عمر الشريف، وتقدمه فى العمر، إلا أنه كان رجل "حنون" يحمل روح الحب والمرح والشباب، بجانب ابتسامته التى لا تشيب أبدا، وموهبته الفنية المتفردة، وداعا عمر الشريف النجم الذى ليس كمثله كنجم.