أضراس العقل الغائرة .. بين الإبقاء عليها أو خلعها
يعاني كثير من الناس في سن الشباب، ما بين السادسة عشرة والثلاثين سنة، من آلام في منطقة أضراس العقل، والتي كثيراً ما ينصح الأطباء بإزالتها جراحياً.
ويظل السؤال المحير على ألسنة هؤلاء وذويهم، لماذا أصبحت مشاكل أضراس العقل مشكلة أو ظاهرة صحية تحتاج إلى علاج؟
أن مشكلة أضراس العقل أصبحت بالفعل شائعة ومعقدة ويجب أن نعرف ونفهم الأسباب التي أدت الى وجودها. ويأتي في مقدمة هذه الأسباب، من وجهة نظره، صغر حجم الفك ومقدار زاوية الميل بالفك الذي يلعب دوراً كبيراً في عدم بزوغ هذه الأسنان بصورة صحيحة، مما يجعلها تبزغ بشكل جزئي، مائلة إلى الأمام وأحياناً الى الخلف، وقد تصبح في أكثر الحالات منطقة خصبة لتكاثر البكتيريا وحدوث التهابات في الأنسجة المحيطة بها.
وبالتالي تتكون الالتهابات اللثوية ويشعر المريض بألم وعدم القدرة على فتح الفم أحياناً وصدور رائحة كريهة في أحيان أخرى. وإذا ما تركت من دون علاج فإن الألم يتطور إلى تكوين خراج يؤثر في الفك والأنسجة المحيطة به.
أن السؤال الذي يطرح نفسه بعد ذلك هو: هل من الضروري إزالة أضراس العقل التي لم تبزغ ولم يشتك منها المريض بعد؟
جراحي الوجه والفكين يختلفون في رؤيتهم وفلسفتهم في اتخاذ القرار، وكل حسب المدرسة التي ينتمي إليها ويؤمن بها، فهناك من ينصح بإزالة أضراس العقل ويعتبرها إجراء ضروريا وعملا وقائيا حتى وإن لم يشتكِ المريض منها. ويستند هؤلاء في هذا التوجه إلى أنهم يفترضون حدوث مشاكل مستقبلية كألم في الوجه أو في الأذنين من دون سبب واضح، يضطرهم لأن ينصحوا المريض بإزالة أضراس العقل للتخلص من تلك الآلام.
ويرى البعض، أن هذا الرأي لا يستند إلى قاعدة علمية. وهناك من يفترض حدوث كيس مرضي بالفك حول أضراس العقل. وهذا أيضاً افتراض لا يستند إلى قاعدة علمية.
أما الرأي الذي يجمع عليه معظم جراحي الوجه والفكين فهو عدم إزالة أضراس العقل المطمورة إلا إذا اشتكى المريض من آلامها وكانت شكواه واضحة للطبيب أو في الحالات التي يطلب فيها الطبيب المختص في تقويم الأسنان إزالة أضراس العقل كإجراء ضروري في خطة العلاج لأن إزالتها من دون سبب أو شكوى من المريض ربما تؤدي إلى وجود مضاعفات يكون الطبيب والمريض في غنى عنها.