اليوم .. التنافس على أشده بين هيلاري وأوباما
إحتدم التنافس بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما اللذين يسعيان للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض إنتخابات الرئاسة الأميركية قبل يومين فقط من أكبر عملية تصويت في الإنتخابات التمهيدية حتى الآن فيما يسعى جون مكين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للمنافسة على البيت الأبيض.
وتجرى الانتخابات التمهيدية في 24 ولاية يوم الثلاثاء الخامس من فبراير، وأمضى المتنافسون يوم الاحد في الظهور في برامج التلفزيون الصباحية ويحضرون تجمعات انتخابية في شتى أنحاء البلاد، فيما أظهرت استطلاعات الرأي ان السباقين الديمقراطي والجمهوري يسيران في اتجاهين معاكسين.
فالسباق الديمقراطي الذي تصدرته هيلاري ذات يوم دون أي صعوبة أصبح الآن وفقا لأحدث استطلاعات للرأي سباقا متعادلا تقريبا.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز وشبكة سي-سبان ومؤسسة زغبي ونشر يوم الاحد تقدم أوباما على هيلاري بفارق ضئيل في ولاية كاليفورنيا بينما كانا متعادلين تقريبا في ولايتي نيوجيرزي وميزوري وهي ثلاث ولايات ستجرى فيها انتخابات الثلاثاء المعروف باسم "الثلاثاء الكبير".
وفي حين يتنافس أوباما وهيلاري للفوز بمعظم أصوات المندوبين اللازمة لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي إلا ان كلا منهما يدفع أيضا بأنه الأكثر قدرة على مواجهة مكين في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني. وقالت هيلاري في حديث لمحطة ايه بي سي "تعودت على هذه الهجمات الجمهورية مرارا وتكرارا وأعتقد انني برهنت على ذلك وما يصيب الجمهوريون بالهلع حقا هو انني لا أستطيع الصمود فحسب بل النجاح أيضا."
وقالت هيلاري وهي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك وكانت هدفا كبيرا لانتقادات المحافظين عندما كانت السيدة الاولى خلال تولي زوجها بيل كلينتون منصب الرئاسة ان سجلها معروف جيدا وانها اجتازت بالفعل هجمات حامية في حين ان أوباما الذي يقضى أول ولاية له كعضو بمجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي لا يزال شخصية مجهولة.
وقال أوباما الذي سيصبح حال فوزه في الانتخابات الرئاسية أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة في حديث لمحطة سي بي اس "أعتقد انني أستطيع الحصول على بعض الأصوات التي لا تستطيع السناتور (هيلاري) كلينتون الحصول عليها .. هذا يوسع الخريطة السياسية. أعتقد انه سيكون أمرا جيدا بالنسبة للانتخابات." وقال مكين في حديث لمحطة سي بي اس "أشعر بالسعادة دائما لنيل هذا الاهتمام الكبير من المرشحين أقصد المتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي."
ورغم ان نصف أصوات المندوبين في المؤتمر القومي الديمقراطي غير محسومة وأكثر من 40 في المئة بالنسبة للجمهوريين إلا ان أيا من المرشحين لن يستطيع ضمان فوزه بالترشيح يوم الثلاثاء لكن المرشح الذي سيحصل على عدد كبير على مستوى الولايات قد يقطع شوطا طويلا نحو تحقيق الهدف. وفي استطلاع جديد للرأي أجرته واشنطن بوست وايه بي سي كان مكين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا متقدما بهامش 2 الى واحد.
كما كان مكين متقدما في الاستطلاع الذي أجرته رويترز وشبكة سي-سبان ومؤسسة زغبي على منافسه ميت رومني بفارق يزيد على عشر نقاط في نيويورك ونيوجيرزي وميزوري لكنه جاء تاليا لرومني بفارق ضئيل في كاليفورنيا التي تعد الجائزة الاكبر في يوم الثلاثاء الكبير.
وفي محاولة لإحراج رومني في الولاية التي شغل ذات يوم منصب الحاكم فيها زار مكين ماساتشوستس يوم الاحد لمشاهدة فريق كرة القدم المحلي نيو انجلاند باتريوتس في مباراة ببطولة سوبر باول لكرة القدم الاميركية. لكن على الرغم من اتساع نطاق تقدمه في استطلاعات الرأي واحتمال ضمان ترشيحه اذا حقق فوزا كبيرا يوم الثلاثاء الا ان مكين لا يزال يواجه تساؤلات من قطاع داخل الحزب الجمهوي حول ما اذا كان محافظا بدرجة كافية.
وتطرق رومني الى تلك المسألة وأشار الى ان الاقبال الكبير على التصويت في مين يوم السبت والذي منحه الفوز هناك يدل على ان المحافظين يعيدون النظر في أمر مكين. لكن مكين أشار الى وجود عدد من المحافظين الجمهوريين البارزين الذين يدعمونه. وقال "انا سعيد للغاية بما حققناه .. أعرف ان يوم الثلاثاء سيشهد تنافسا حاميا.. وانا سعيد بالدعم المجمع الذي نناله من كل فئات الحزب." ومن المشكلات التي تواجه رومني يوم الثلاثاء الكبير هي انه يتنافس مع حاكم اركنسو السابق مايك هوكابي على الفوز بأصوات المحافظين. وقال هاكابي ان رومني يجب ان يقر بأن هاكابي هو المحافظ الحقيقي ويخرج من السباق.
وقد قام اربعة مرشحين بحملة لاجتذاب الناخبين الشباب عبر التلفزيون والانترنت. وقد بثت قناة "ام تي في" ومعها 1800 موقع انترنت ومحطة اذاعية تفاصيل هذه الحملة التي تستهدف الشباب. وقد ظهر كل من اوباما وكلينتون، والمرشحين الجمهوريين هوكابي ورون بول عبر الاقمار الصناعية وشاركوا في هذه الحملة.
واستضافت ام تي في برنامجا مدته 90 دقيقة تخللته مداخلات لكل من المرشحين الاربعة عبر الاقمار الصناعية. وعلى الرغم من ان بول لا يعتبر من المرشحين الاكثر حظا في هذه الانتخابات الا انه يتمتع بعدد ضخم من المناصرين الذين يستخدمون شبكة الانترنت.
ويذكر ان ماك كاين ورومني كانا قد اعتذرا عن المشاركة في هذا البرنامج المخصص للناخبين الشباب. وقال اوباما ان ثقافته المتعددة تسمح له بالنظر الى الامور بعيون الآخرين. واضاف انه "في حال دعي يوما الى الاجتماع باعيان الطائفة المسلمة، فذلك سيكون من اجل بناء جسور بين الاسلام والغرب". واضاف اوباما: "افعل ذلك بكل اقتناع لانني عشت 4 اعوام في بلد مسلم عندما كنت طفلا (في اشارة الى الاعوام التي قضاها في اندونيسيا)، وعلى الرغم من انتمائي الى الطائفة المسيحية، الا انني افهم جيدا الثقافة الاسلامية".
من جهتها، قالت كلينتون ان وجودها ووجود اوباما في هذا السباق الانتخابي يشير الى "تغيير كبير يحدث في الولايات المتحدة". واضافت كلينتون: "ايا يكن الفائز من بيننا ليكون مرشح الحزب الديمقراطي فنحن نصنع التاريخ".
اما هوكابي الذي افتتح البرنامج فقال انه "دائما تطرح عليه اسئلة تتعلق بالله"، مشيرا الى ان ذلك يشعره "بالاحباط لان التركيز على عمله السياسي قليلا ما يتم". واجاب بول على سؤال حول وجوب تدخل الولايات المتحدة عسكريا في دارفور قائلا: "لا اؤمن باستعمال القوة في هذه الازمة، ووفقا للدستور لا يحق لنا استعمال القوة في هذا المجال". يذكر ان المرشح الذي يجتذب العدد الاكبر من الشباب حتى الآن هو اوباما الذي يملك اعدادا ضخمة من المناصرين على مواقع يو تيوب وفيس بوك وماي سبيس.
وكان اوباما قد حصل في انتخابات كارولينا الجنوبية على 70 بالمئة من اصوات الناخبين الذين تتراوح اعمارهم بين 25 و 29 عاما، فيما لم يحصل الا على 51 بالمئة من شريحة السن التي تتراوح بين 50 و 65 عاما. وبالنسبة للناخبين بين 18 و 29 عاما، يعتبر الانترنت اهم مصدر لمتابعة الحملات الانتخابية، الا ان الناخبين الشباب لا يشكلون الا شريحة صغيرة من الناخبين، بالاضافة الى تدني نسبة مشاركتهم في الانتخابات.
في موازاة ذلك، فاز المرشح الجمهوري ميت رومني في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بولاية ماين. وحاز رومني على اكثر من 50 بالمئة مقابل 20 بالمئة لماك كاين، وحل رون بول في المركز الثالث وهوكابي في المرتبة الرابعة. يذكر ان الانتخابات الاولية تزداد حدة في الولايات المتحدة مع اقتراب ما يسمى بـ"الثلاثاء الكبير" حيث ستقترع 24 ولاية في آن واحد، وهو ما سيحدد مصير المرشحين.