الشعور بالحر أو البرد الدائم لغز إليك حله
04:24 م - الأحد 26 يوليو 2015
خاص الجمال - إيناس مسعود
تضبطين المكيف أحيانا على درجة دافئة قبل الذهاب للنوم، ثم تستيقظين في الصباح وأنت ترتعشين من البرد لأن زوجك قد غير الضبط ليكون الجو بارداً، يمثل الجدل الكبير حول ضبط أو الشعور بدرجات الحرارة خلل كبير ومألوف نعاني منه في أماكن كثيرة مثل العمل أو البيت، لكن لماذا يحدث ذلك؟ لماذا هناك تباين بين ما تشعرين به وما يشعر به غيرك رغم وجودكما في نفس المكان والطقس؟ وهل درجة الغليان في جسم زوجك تعتبر مؤشراً أو دليلاً على شيء آخر؟ وما الذي يمكن أن يوضح سبب شعور زملائك في العمل بالبرد الدائم بينما تشعرين أنت بالحر؟
أولا التفسير العلمي:
السر في الهيبوثلاموس هو جزء من الدماغ مسؤول عن إنتاج الهرمونات التي تنظم درجة حرارة الجسم الداخلية، ورغم أن المستقبلات على الهيبوثلاموس تساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية وهي 98،6 درجة سلزيوس، فإن مستقبلاته على جلدك ( والتي عادة تكون بالقرب من الجذع) تساعدك في التعرف على درجة حرارة الغرفة أو المكان الذي تتواجدين فيه، ويأخذ الأمر القليل مثل درجتان فقط كتغير لبشرتك لكي تركز عليه وتشعرك بأن هناك اختلاف في درجات الحرارة.
وهناك عوامل أخرى يمكن أن تلعب دورا في هذا الأمر، ومنها بعض الأسباب الشائعة (غير الأسباب الواضحة والتي ترتبط بمستوى الدهون بالجسم) التي يمكن أن توضح لماذا قد تشعرين بشدة الحر بينما تجدين آخرين يشعرون بشدة البرد أو على عكسك تماما.
مستوى ما تعانين من توتر وإجهاد:
بينما من المفترض أن يقوم الهيبوثلاموس بتنظيم درجة حرارة جسمك، يمكن أن يجعله ينحرف عن المسار الطبيعي وهذا بناء على تصريح الدكتور مايكل لينتش دكتور الطب العصبي والنفسي وعميد الكلية الأمريكية لعلم النفس المهني بجامعة أرجوسي في واشنطن.
لذلك إذا كنت الوحيدة التي تشعرين بشدة الحر في مكان كل من به يرتدون ملابس ثقيلة من البرد، فإن المشادة التي حدثت بينك وبين أحد في الصباح أو أي توتر قد أصابك هو السبب، حيث يؤدي التوتر إلى قيام جهازك العصبي اللاإرادي بعمل ركلات تدفع الدم نحو أجهزة الجسم وينتج عنه ارتفاع درجة حرارة جسمك.
فهذه وسيلة جسمك الدفاعية أو استجابته التلقائية، وربما تلاحظين أن يديك باردتان بالرغم من تدفق الدورة الدموية نتيجة لما تشعرين به من توتر زائد.
نوع جنسك:
قد تتساءلين دائما لماذا يكون زوجك أكثر دفئا منك؟ الإجابة من خلال نشرة أو استعراض نشر في جريدة الصحة والبيئة الداخلية (International Journal of Indoor Environment and Health) وكشفت أنه بالرغم من عدم وجود اختلاف كبير بين الجنسين في درجة حرارة الجسم الداخلية، إنما تعتبر النساء هن الأكثر عرضة للشعور والتأثر بدرجات الحرارة المحيطة، وذلك لأن المرأة بطبيعتها أصغر حجما من الرجل والأجزاء المكشوفة من جسمها تكون أكبر من المكشوفة لدى الرجل مما يجعلها أكثر عرضة للعوامل البيئية وهذا طبقا لما صرح به هيثر ميلتون الممارس الفيزيولوجي الكبير بمركز جامعة لانجون نيويورك الرياضية والمتخصص في الأداء والتكيف.
وهنا المزيد من خلال أبحاث سابقة أجرتها جامعة أوتا عام 1998 وكشف أن بالرغم من أن درجات حرارة المرأة الأساسية أكثر دفئا من الرجل قليلا، إلا أن أيديها تكون أكثر برودة عن الرجل بحوالي ثلاث درجات.
تعتقدين أن الجو أكثر حرارة أو برودة عن الواقع:
رغم ما تساهم به الأسباب السابق ذكرها في شعورك بالحرارة أو بالبرودة، لكن أحيانا الأمر داخل رأسك أنت، فإذا كنت تشتكين من البرودة بينما تكون درجة حرارة الغرفة الفعلية 70 درجة، فمن المرجح أن تكفي عن الشكوى، لأنه جانب نفسي، وأخيرا لن تجدي مكان عمل يتساوى به كل المتواجدين في نفس المستوى الانفعالي أو الاتفاق على درجات حرارة الجسم.