تعرفي على عطر «ميسيا» من شانيل
01:40 م - الأحد 5 أبريل 2015
عند ابتكاري لهذا العطر، لم أستلهم من ميسيا نفسها، كشخص، بل من الدور الذي لعبته في حياة غابرييل شانيل، أردت أن أجسّد فيه أجواء الباليه الروسيّة ونفحات من رائحة الماكياج».
هذا ما قاله أوليفييه بولدج واصفا عطره الجديد «ميسيا».
من هذا المنطلق، ما علينا إلا تخيل أجواء «أوبرا جارنييه» في السنوات التي اعتلت فيها فرقة الباليه الروسيّة خشبة المسرح، وصور الراقصات، من وراء الستارة المخملية الحمراء، وهن يضعن الماكياج على صوت ضبط الموسيقيين لآلاتهم.
بالنسبة لأوليفييه بولدج، فإن البنفسج هو أكثر ما جسد هذه الصورة، لما تتميز به هذه الزهرة الرقيقة، من نفحات البودرة، أضاف إليها خلاصات من ورود غراس، التي تتفتّح في شهر مايو (أيار)، والوردة التركيّة العذبة، وزهرة السوسن التي تعدّ من فصائل البنفسج.
ولم ينس أوليفييه أن يغلف هذه الباقة بفول التونكا والجاوي من لاوس، لتأتي النتيجة عطرا ساحرا لا يوقظ أنوثة المرأة فحسب، بل يدغدغ كل الحواس بقوته المحسوبة.
ملهمة العطر الجديد ميسيا، من تكون ؟
«تجتمع كلّ الأشياء في امرأة واحدة، وتجتمع كلّ النساء في ميسيا»، هذا ما قالته غابرييل شانيل عن صديقتها ميسيا، التي أصبحت بعد زواجها ميسيا ناتانسون، ثم ميسيا إدواردز وأخيرا ميسيا سِيرت.
ساهم كلّ من أزواجها الثلاثة في الكشف عن جانب مختلف من شخصيتها المتعدّدة الأوجه، كشغفها بالفنون والأدب، والجاه والسلطة، والحبّ والحياة. مع الوقت أصبح اسمها الأوّل MISIA يعني العين القادرة على اكتشاف المواهب، من رسامين وشعراء وأدباء وموسيقيين، إلى حد أن جون كوكتو خلدها في رسمه للعين على شكل نقطة سوداء بسيطة.
من أول لقاء لها مع جابرييل شانيل، استشفّت بحسها أنها أمام مصممة ستحدث ثورة في عالم المرأة، لهذا قدمتها لحلقة معارفها المقرّبين من مبدعي الفنّ والأدب في بداية القرن العشرين.
كانت هي أيضا من اصطحبت شانيل إلى البندقية لأول مرة، وقدمتها إلى سيرج ديغيلف، مدير فرقة الباليه الروسيّة، الذي مثّل ثورة في الرقص في ذلك الوقت، كما قدمتها إلى بابلو بيكاسو، وجان كوكتو، وإيغور سترافينسكي، وإريك ساتي والكثير غيرهم.
كان لميسيا أيضا الفضل في طرح شانيل أول عطر لها. ففي يوليو (تموز) 1919، أي قبل عامين من إطلاق العطر الشهير N°5، عمدت ميسيا إلى تسجيل العلامة التجارية EAU CHANEL باسم شانيل، وهو ما كان خطوة مهمة.