هيلاري كلينتون تحقق فوزا غير متوقع على أوباما في انتخابات نيوهامشير
حققت السناتور هيلاري كلينتون فوزا غير متوقع في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي على منافسها باراك أوباما في المحطة الثانية من السباق إلى البيت الأبيض في ولاية نيوهامشير حيث استعاد السناتور جون ماكين مكانته بفوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وقالت هيلاري كلينتون لانصارها المجتمعين في مانشستر "لقد ذكرتم الجميع بأن السياسة ليست لعبة, انها حملة يتوقف عليها مصير الناس". وبدت هيلاري كلينتون مشرقة وقد وقف الى جانبها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي انطلق من نيوهامشير محققا فوزا بعد الآخر وصولا إلى البيت الابيض, وابنتهما تشيلسي. وأكدت كلينتون أنها ستواصل المضي قدما وصولا إلى الرئاسة.
وفي ناشوا, على بعد نحو 15 كيلومترا من مانشستر, نجح أوباما مجددا في إشعال حماس أنصاره بإعلانه "نعم نحن قادرون" بدعوته لهم إلى العمل على "التغيير" ومن أجل تحقيق الفوز الذي سيجعل منه أول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة.
وأعلنت محطتا سي بي اس وام اس ان بي سي التلفزيونيتان فوز هيلاري كلينتون بفارق ضئيل من ثلاث نقاط حيث حصلت على 39% من الاصوات مقابل 36% لاوباما و17%
لجون ادواردز, وفق نتائج فرز 67 في المئة من الأصوات. واعترف باراك أوباما على الاثر بهزيمته في هذه الانتخابات قائلا "اود تهنئة السناتور كلينتون على هذا الانتصار الصعب هنا في نيوهامشير. لقد قامت بعمل رائع".
وعمل أوباما الذي فاز في انتخابات ايوا الخميس الماضي على رفع معنويات انصاره الذين سيطر عليهم الحزن في ناشوا بقوله "لا أزال متحمسا ومستعدا للمضي قدما".
وكان باراك أوباما استفاد من فوزه في انتخابات ولاية ايوا التمهيدية الخميس الماضي ليحقق تقدما في نوايا التصويت حيث بدا خلال الأيام الماضية الأوفر حظا للفوز وفق كافة استطلاعات الآراء امام هيلاري كلينتون التي وعدت بانها ماضية إلى النهاية في السباق إلى البيت الأبيض حتى انتخابات 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
وعاش الحزب الديمقراطي حالة من الترقب استمرت ثلاث ساعات وخصوصا بين انصار أوباما بانتظار إعلان النتائج.
وقدم استطلاع لدى الخروج من مكاتب الاقتراع نشرته محطة فوكس بعض التفسير لفوز هيلاري كلينتون وهو فوزها بتأييد 47% من اصوات النساء مقابل 34% لاوباما, وشعبيتها بين العائلات المتواضعة الدخل (47% مقابل 32%), في حين احتفظ اوباما بتقدمه الساحق بين الشباب دون 30 عاما حيث حصل على 51% من الاصوات مقابل 28% لكلينتون.
وكان سيترتب على فوز سناتور ايلينوي باراك اوباما في الانتخابات التمهيدية انه سيصبح الاوفر حظا ليكون مرشح الديمقراطيين امام هيلاري كلينتون حيث لم يحصل سابقا ان خسر مرشح فاز في ولايتي ايوا ونيوهامشير معا، كما كانت مسيرته ستتخذ بعدا تاريخيا خصوصا وان ذلك كان سيرشحه ليصبح اول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة.
اما هيلاري كلينتون التي كادت تفشل في حبس دموعها الاثنين امام استطلاعات الرأي المؤيدة جميعها لاوباما, فقد وعدت بالمضي حتى النهاية. واكدت كلينتون التي ظهرت تقريبا على شاشات جميع محطات التلفزيون خلال البرامج الصباحية الثلاثاء وجالت في حافلة حملتها الزرقاء على العديد من مراكز الاقتراع, عزمها على متابعة الحملة ايا كانت النتيجة في نيو هامشير.
وقالت عبر تلفزيون ان بي سي في اشارة الى "الثلاثاء الكبير" الذي سيشهد انتخابات تمهيدية في نحو عشرين ولاية, "اعتقد ان اللحظة الحاسمة ستكون عند منتصف الليل على الساحل الغربي يوم 5 فبراير/شباط لأنه ينبغي الانتظار حتى ذلك الحين حقا لمعرفة ما ستؤول اليه الحال".
وقال رئيس فريق هيلاري كلينتون الرئاسي تيري ماكاوليف "قلت اليوم انه ينبغي عدم توقع هزيمة هيلاري كلينتون". واعلن جون ادواردز منافس كلينتون واوباما الذي حل في المرتبة الثالثة انه سيواصل المضي في السباق.
اما في المعسكر الجمهوري, فتحققت توقعات المحللين عبر فوز السناتور جون ماكين بطل حرب فيتنام بنحو 38% من الاصوات امام حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني، والحاكم السابق لولاية اركنسو مايك هاكابي الفائز في انتخابات ولاية ايوا التمهيدية.
واتصل ميت رومني ومايك هاكابي به لتهنئته. وقال ميت رومني معترفا بهزيمته الثانية بعد ايوا "انها ميدالية فضية اخرى. كنت افضلها ذهبية, ولكنها فضية". واشتهر رومني في 2002 من خلال نجاحه في ادارة الالعاب الاولمبية الشتوية في سالت لايك سيتي. ولم تسعف رجل الاعمال الثري المورموني الاموال الطائلة والجهد الوفير الذي بذله في حملته.
اما رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني الذي حصل على 9% من الاصوات, فلم تكن حملته كثيفة في ايوا ونيو هامشير حيث فضل ادخار قواه لولايات اكبر مثل
فلوريدا.
وقال مارك ماكينون, مخطط حملة ماكين, لمحطة فوكس نيوز "لقد عاد من بين الاموات. الجميع قالوا انه لن ينهض من جديد. ها هو حقق ذلك بشجاعة".
وكان السناتور ماكين عن اريزونا البطل السابق لحرب فيتنام بين قلة من الذين دعموا ارسال تعزيزات الى العراق. وكان خسر في انتخابات الحزب التمهيدية امام جورج بوش في عام 2000.
وبسبب تاييده لتشريع اوضاع المهاجرين السريين, خسر ماكين جزءا من اصوات المحافظين. وبعد ان كاد ينسحب من السباق بسبب نقص التمويل والمستشارين, عاد بقوة بعد حصوله على دعم شخصيات كبيرة من بينهم جوزف ليبرمان المرشح الديمقراطي السابق لمنصب نائب الرئيس عام 2000.
وبفوزه في نيوهامشير يعود ماكين الى الواجهة, لكن هذا الفوز يعيد خلط الاوراق في المعسكر الجمهوري حيث حل مايك هاكابي ثالثا رغم فوزه في ايوا.
ومع انطلاق المنافسة بزخم, سيكون المتنافسون قريبا على موعد في 15 يناير/كانون الثاني مع انتخابات ميشيغن التمهيدية الديمقراطية والجمهورية, و19 يناير/كانون الثاني مع انتخابات نيفادا الديمقراطية والجمهورية, والانتخابات الجمهورية في نيفادا وكارولاينا الجنوبية تليها الانتخابات الديمقراطية في 26 بناير/كانون الثاني.