كيف تنجين بزوجك من أزمة منتصف العمر

قد تستغربين أحياناً من أن هناك رجالاً تبدأ معهم أزمة منتصف العمر من سن الخامسة والثلاثين، فرغم أنها مرحلة مبكرة من العمر وتعد قمة الشباب إلا أن البعض تبدأ معه هكذا، أما المتعارف عنه فهي الفترة التي ما بين الأربعين إلى الستين عام، فقد تتفاجأ الزوجة بتغير أحوال زوجها فمنهم من يقوم بصبغ شعره وتبديل سيارته التي يذهب بها للعمل بسيارة رياضية حمراء، بل وقد يصطحب معه فيها امرأة تصغر زوجته في العمر، وعلى النقيض هناك من يصيبه الاكتئاب ولا يغوى من النساء امرأة ولا حتى زوجته.
 
نعم قد يحدث هذا وذاك ولكن حينها هل يجب أن تثأر الزوجة لكرامتها وتثور على زوجها المراهق الكبير أو المنطوي المبتعد عنها أم تقنت وتتحلى بالصبر؟ حقاً كيف ينبغي على الزوجة أن تتصرف حيال تعرضها لمثل هذا الموقف من زوجها وكيف تنجو هي به ولا تدعه لأهوائه، وللاستفادة من رأي علماء النفس وخبراء العلاقات الزوجية، طالعى ما يأتي:
 
- تقول عالمة النفس وخبيرة العلاقات الزوجية د/ سوزان فيليبس Suzanne Phillips " أزمة منتصف العمر لدى الرجال تعرف بأنها فترة من الاضطراب العاطفي يمر بها العديد من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين الأربعين والستين، ولكن في إحدى المرات حدث وزارتني زوجة شابة تشكو من تغير أحوال زوجها والذي تحول لتوه لسن الخامسة والثلاثين؛ فقد بدأت تظهر عليه أعراض الاكتئاب وصار لا يغادر البيت تقريباً، كما أنه أدمن ألعاب الفيديو كالصغار والبرامج الدرامية على شاشات التليفزيون وأصبح يشعر بالتعب في الآونة الأخيرة، كما أن الدافع الجنسي لديه بات منخفضاً للغاية، كل هذا في الوقت الذي هم في أمس الحاجة فيه للعمل وللمال ولا وقت للهدر؛ فالزوجة قد وضعت قبل أسابيع طفلهما الثاني والطفلة الأولى تبلغ من العمر 4 أعوام، وبالتأكيد قد زادت الأعباء عما قبل وللعلم أن أعراض الأزمة تلك لم تظهر كلها دفعة واحدة بل جاءت تدريجياً.
 
وتحكي الزوجة: "في البداية غضضت النظر عن تلك التغيرات مقنعة نفسي بأنه يتحاشى العلاقة الجنسية نتيجة تعبي من الولادة، ولكن مع مرور الوقت وتطور الحالة أدركت أن زوجي يمر بأزمة منتصف العمر فكل نقاش بيننا صار صراخاً بل ويتحول في كثير من الأحيان لمعارك ضارية، حتى أن كانت صدمتي الكبرى حين جاءني زوجي ذات نهار يذكر لي أنه لم يعد يستطيع أن يكمل معي حياته فهو لم يتخيل نفسه يوماً مرغماً في الاستمرار في وظيفة مملة ولديه أعباء طفلين في رقبته، وأنه لم يعرف كيف سيكمل حياته بهذا الشكل والقرار الوحيد لديه هو الانفصال".
 
- تستأنف الدكتورة سوزان حديثها وتقول: "بعد أن استمعت لتلك الزوجة الشاكية أدركت أن هذا الزوج ليس سيئاً، فهو لم يكن كذلك منذ البداية، ولكنه فقط يعاني من أزمة منتصف العمر المبكرة وأن الزوجة لابد وأن تقف لجوار زوجها كما أنه مريض وينتظر التماثل للشفاء وعلى أساسه فقد نصحتها بالصبر عليه وتهدئة الأوضاع قدر استطاعتها؛ فهذا الزوج قد ثَقُل بالمسئولية الملقاة على عاتقه وخاصة بعد ولادة الطفل الثانى، كما أني نصحتها بتذكيره بأحلامهما المشتركة سوياً وأنها لن تحقق تلك الأحلام مع أحد سواه، كما أنه يجب أن تبدأ الزوجة في وضع الخطط المستقبلية وإشراك الزوج فيها ولا توافق أبداً على فكرة الانفصال؛ فبالفعل هو في مرحلة صعبة ولكنها حتماً ستمر بسلام"، وقد قلت للزوجة "يكفي أن زوجك لم ينظر للأخريات ولم يسع لإقامة العلاقات معهم". 
 
- والمفاجأة وبعد بضع سنوات جاءت لزيارتي تلك الزوجة ومعها ثلاث أطفال وذكرتني بنفسها شاكرة لي أني نصحتها بالصبر فزوجها مؤخراً قد بلغ عامه الأربعين وأن أعراض الاكتئاب التي عاناها في السابق غادرته تدريجياً كما أتته، وذلك بعد بعض وقت ليس بكثير وأنه الآن سعيد بأطفاله وجيد في عمله ورجع كحاله الأول زوج وأب مثالي.