لماذا يكره الرجل المرأة المستقلة؟

لقد ولي العهد الذهبي الذي كان فيه الرجل هو المسؤول الوحيد عن توفير المعيشة المناسبة لأسرته، حينئذ كان دور النساء يقتصر فقط علي كونهن ربات بيوت، لكن مع تغير الزمن تغيرت الأدوار أيضا بشكل كبير، ولقد خرجت المرأة عن دورها المألوف وأصبحت ذات مكانة أعلي حتي من بعض الرجال.

 

ما لم يتغير للأسف هو سلوك وتفكير بعض الرجال الذين لا يستطيعون  تحمل فكرة كون النساء أفضل منهن في بعض الأدوار.

 

إذا تواجد الرجل حول نساء أفضل منه أو يجنين مالاً أكثر منه، فإنه يشعر بالنقص، لأنه يشعر بأنه أقل مقدرة من النساء وهذا يشعره بالانزعاج من الناحية العقلية، وحينئذ يبني شعوراً بالنقص ويبدأ في كره تلك النساء.

 

إذا كانت المرأة مستقلة، وتتخذ قراراتها بنفسها، وقادرة بشكل كامل علي إدارة المنزل وهي تعمل، فوقتها سيشعر بعض الرجال الرجعيين بالتهديد، وسيميلون إلي التفكير في أنهم سيفقدون سُلطتهم وقوتهم لأن المرأة ناجحة في مجال العمل.

 

الرجل الذي ينتمي إلي مدرسة ذات تفكير صارم سيكون من الصعب جدا التوافق والامتثال للنساء، ومن هنا إذا كانت المرأة متقلدة منصباً له سلطة أعلي من الرجل، فلن يتحمل هذا النوع من الرجال الامتثال لأوامر المرأة، حيث يجدون أن تقبلهم لأوامر من إمرأة سيقلل من كرامتهم.

 

ربما يكره الرجال المرأة المستقلة علي الأغلب بسبب الطريقة التي تربي عليها أولئك الرجال؛ فدائما ما يفكرون أن المرأة كائن ثانوي، ومثل أولئك الرجال يطورون عقلية صارمة ويرون نفسهم الأفضل، وليس لديهم أي منطق محدد وراء أفعالهم.

 

ما يسمي بالكبرياء بالنسبة لبعض الرجال يتم جرحه بشدة إذا رأوا امرأة بنفس منصبهم تقوم بعملها أفضل منهم، فهم لا يستطيعون استيعاب حقيقة أن المرأة يمكنها أن تكون واثقة من نفسها، متعلمة وواعية بقوتها مثل الرجل العامل.

 

يحب الرجال أن يسيطرون علي المواقف والظروف، فهم يفضلون أن يكونوا هم من يقولون للآخرين، من ضمنهم النساء، ما عليهم فعله. والمرأة المستقلة تقف لمثل هذا النوع من الرجال، وتنظر في أعينهم وتقوم بأعمالهم.