أيهما أنجح: الزواج عن حب أم الزواج التقليدي؟
04:29 م - الخميس 28 مايو 2015
ما من أحد يستطيع أن ينكر جمال قصص الحب في كل زمان ومكان، وخلود أشهر العاشقين والمحبين على مر العصور، وحتى الآن، لا يمكن أبدا أن ننسى روميو وجوليت، كليوباترا وأنطونيو، قيس وليلى، وغيرها من القصص التي ألهبت المشاعر، وخلقت معان جميلة كالوفاء، ولا يمكن أبدا إغفال أهمية الحب في صنع المعجزات، فهو أروع إحساس يمكن أن يشعر به إنسان، وسبب السعادة والبهجة التي يشعر بها المحبون، وهو سر الحياة، فبدونه تفقد الحياة متعتها ورونقها، وهو الشيء الذي لا يستطتيع الإنسان الحياة بصورة طبيعية بدونه، ولكن هل من العدل أن يحكم على الزواج التقليدي بالفشل لأنه لم يلتهب بقصة حب رومانسية توجت بالزواج؟ وهل من المنطق إحتكار النجاح على الزواج الذي تم بعد قصة حب جميلة؟
للإجابة على ذلك ينبغي أن ننظر حولنا، فما من عائلة واحدة إلا ووجد فيها نوعي الزواج، وهما الزواج عن حب والزواج التقليدي.
ومن وجهة نظري الشخصية فإنه من الصعب التسليم بفشل أو نجاح أي منهما فلا مجال للتنبؤ هنا، ولكن في كثير من الأحيان يكون الزواج التقليدي أطول عمرا وأنجح من الزواج عن حب وهذا ما سيدهش الجميع ممن يسلمون بقدسية الحب قبل الزواج، ولا يعني ذلك عدم قابليته للفشل، فإحتمال الخطأ وارد في كليهما، ولكن صدمات الزواج عن حب تكون أليمة أكثر للإنسان المحب، فقد سمح لنفسه بأن يظل عالقا في عالم خيالي منفصل تماما عن الواقع. فإذا ظل المحبون في هذا العالم بعد الزواج وانتظر كل من الطرفين تصرفات مثالية من شريكه حدث التصادم وبدأ الخلافات الشديدة بين الطرفين.
لذلك فقد أثبتت دراسة علمية ومن خلال حالات الطلاق المطروحة أن حوالي 85% تقريبا من حالات الطلاق خاصة بحالات الزواج عن حب، وأن الزواج التقليدي الذي ترفضه أغلب الفتيات هو الأكثر إستقرارا.
لذلك عزيزتي الفتاة لا ترفضي فكرة الزواج التقليدي ولكن بشروط وهي أن يكون هذا الزواج منظما ومعروفا عن طريق الأهل وبإتفاق جميع الأطراف على أن يتم التزاور بين الأسرتين لعدة مرات تسمح بمقابلة الشاب والفتاة لبعضهما البعض لفتح الحوار بينهما وإعطائهما فرصة كافية ليستطيع كل منها أن يكون صورة نهائية عن الشخص الآخر، فإذا كنت تشعرين بالقبول والراحة النفسية لهذا الشخص، اعلمي إنك تسيرين بالطريق الصحيح.
فقد حدث وبالتجربة لفتيات كثيرات أن عشن حياة سعيدة لا مثيل لها بعد هذا النوع من الزواج، لأن الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج ولكن مع توافر شرط القبول والراحة النفسية قبل الزواج.
وقد أكد علماء النفس أن الحب الحقيقي بمفهومه المتزن الخالي من تقلب المشاعر وأهواء الأشخاص يبدأ فعليا بعد 6 أشهر من الإنتظام في علاقة سوية سليمة بعد الزواج.