بيت العطور المتخصصة في «هارودز» يفتح أبوابه للذواقة

يضم كل ما هو نادر وغال بهدف التميز والاختلاف
يضم كل ما هو نادر وغال بهدف التميز والاختلاف

أخيرا أصبح للعطور المتخصصة بيت فخم.
 
بيت يميزها عن العطور المتشابهة التي باتت تزكم الأنوف وتغزو الأسواق، وكل سلاحها أسماء نجمات يروجن لها ويخاطبن بها شريحة من المتطلعات للموضة والتشبه بهؤلاء الشهيرات.
 
البيت الجديد يضم كل ما هو راق ونادر وطبعا غال، ذلك أن توافر كل هذه العناصر له ثمنه، الذي قد يصل إلى أكثر من 230.000 دولار أميركي، أي ما يعادل 143.000 جنيه إسترليني، كما هو الحال بالنسبة لعطر «No1 Passant Guardant» للعطار كلايف كريستيان. 
 
أما عنوان هذا البيت فهو الطابق السادس من محلات «هارودز» اللندنية، التي انتبهت إلى أن هناك فئة من الزبائن يريدون التميز عن غيرهم بأي ثمن، مما شجعها على تخصيص هذا الطابق لـ11 اسما لهم باع طويل في صناعة العطور، هم «غيرلان، روجا داف، شانيل، ديور، كيليان، هنري جاك، كريد، كلايف كريستيان، كزيرجوف، إكس نيهيلو، وتوم فورد»، إضافة إلى عطور متخصصة أخرى من مصممين كبار مثل «دولتشي آند غابانا».
 
الفكرة من هذا البيت أن اختيار العطر مسألة شخصية لها قدرة عجيبة على تغيير المزاج والتأثير على النفس وعلى الغير في الوقت ذاته، مما يجعله من أهم ما يمكن اقتناؤه في عالم المنتجات المترفة، ويجعل صناع العطور يتوقون لاختراق العادي بالبحث عن مكونات جديدة ونادرة بهدف الارتقاء بها إلى مستوى غير مسبوق، وكسب ود زبون ذواق يريد عطرا يكون بمثابة جوهرة تخصه لوحده. 
 
وهذا ما انتبهت له «هارودز» وقدمته في طابق كامل يضج بالترف بدءا من ثرياته الضخمة التي تتدلى منها مئات الأحجار الكريستالية إلى أرضيته المصنوعة من الرخام، فضلا عن الديكورات التي تفننت فيها كل ماركة حتى تختلف وفي الوقت ذاته تعبر عن جيناتها الخاصة. 
 
فشركة «جيرلان» مثلا لعبت على تاريخها العريق باستعراض العديد من عطورها الشرقية القديمة، بما فيها قارورة مبتكرة يعود تاريخها إلى 1842، صممت بمناسبة ولادة الملك البريطاني إدوارد السابع.
 
«ديور» لعبت على فكرة الورود التي تدخل في صميم شخصيتها وإرثها وغطت كل الجدران بآلاف الأزهار المصنوعة من الورق وهكذا.
 
لكن يبقى الركن الخاص بعطور «روجا داف» أكثر ما يشد الانتباه، بغناها بالألوان وقصتها التي أوحت لـ «هارودز» أن تخصص هذا الطابق للعطور بعد النجاح الذي حققه فيها.
 
وفي هذا الصدد لا يمكن الحديث عن العطور الناجحة من دون التطرق إلى عالم «توم فورد»، الذي يركز على العود والباتشولي، ويخاطب الرجل على وجه التحديد، بما في ذلك عطر خاص بلحيته. 
 
أي يمكن رشه مباشرة على الجلد والشعر لتفوح منه رائحة زكية تبقى معه طول النهار من دون أن تؤثر على بشرته أو طبيعة شعره.
 
لكن يبقى أجمل ما في المكان، إلى جانب الروائح التي تدغدغ الحواس والديكور الذي يأخذك إلى قصور ألف ليلة وليلة ببذخها وألوانها الغنية، أن النادر والغالي يمكن أن يأخذ دائما طابعا شخصيا، من ناحية أن الزبون يمكن أن يخرج من هنا بخلطة خاصة به، يكون له دور في ابتكارها، أو على الأصح مزجها بالزيوت التي تروق له وتمس وترا بداخله، أو بمزج طبقات متنوعة من العطور فوق بعضها البعض إلى حين التوصل إلى خلطته الخاصة.