اعتن بشعرك.. طيلة العمر .. إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية
بالنسبة لكل الناس، والنساء منهم على وجه الخصوص، يُعتبر شعر الرأس تاجا من البهاء والتألق الذي يُعطيهم جزءاً كبيراً من جمال مظهرهم وسمة شخصياتهم.
الا ان ثمة إشكالية تُمارس على شعر الرأس لا تخدم بمحصلتها الغاية التي يطمح الكثيرون إليها، إذْ بالرغم من تراكيبه ومكوناته الرقيقة والمرهفة، فإن شعر الرأس لا يزال لدى الكثيرين يتعرض يومياً إلى ضرر ذي تأثيرات مهمة، وخاصة من تلك المستحضرات المستخدمة بالأصل للعناية به وإعطائه مظهراً مميزاً وجذاباً، مثل صبغات الشعر، ومواد أو أجهزة إما فرد الشعر وإزالة مظهر التجاعيد عنه، أو إعطائه تموجاً خفيفاً أو كثيفاً، والمواد المستخدمة في تثبيت تسريحاته، وحتى نتيجة تعريضه للشمس دونما ضبط لذلك.
ولذا، ومع مرور الوقت ومُضي سنوات العمر، يُمسي مظهر ذلك الشعر مقصفاً ومتكسراً ومبعثراً ومفتقداً لكل تلك النضارة والبريق الذي كان عليها في يوم ما سابقاً.
ومناسبة تلك الفعاليات العلمية اعتبار الأكاديمية شهر نوفمبر الشهر القومي للجلد الصحي، والشعر أحد مكونات الجلد.
وقالت الدكتورة درايلوس إن من المهم فهم أن الجزء، الظاهر، من الشعر شيء غير حي. ولذا فإنه لا يُمكن للجسم إصلاحه متى ما تلف أو تعرض للضرر.
وكلما تقدم العمر بنا، أصبحت سرعة نمو الشعر أبطأ، وتناقص رونق جمال شعرنا.
وعمليات تساقط وفقد الشعر، التي تحصل نتيجة تواصل عملية تكسره عبر السنوات، مشكلة تجميلية بالغة الأهمية للكثير من النساء.
ولذا فإن مفتاح نجاح عملية حماية الشعر، العمل على وقف دوران عجلة إتلافه. وإتلافنا للشعر يحصل من خلال أمرين، الأول إفراطنا في ممارسة معالجات التسريح والصقل والتهيئة الزائدة عن الحد له، والثاني عشوائية انتقاء مستحضرات العناية بالشعر.
وأكدت الدكتورة درايلوس على وجوب استخدام مستحضرات عناية بالشعر من النوعية التي تتميز بأنها «ثبتت فائدتها الصحية للشعر» proven hair-health benefits. مرحلة العشرينات
وبالنظر إلى الشعر والعمر، فإن شعرنا يجب أن يكون على أعلى درجة من الصحة في فترة العشرينيات. ونبهت الدكتورة درايلوس إلى أن كثيراً من المراهقات والشابات يقعن، في تلك المرحلة المبكرة من العمر وغير المستقرة في جوانب جسدية ونفسية شتى، فريسةً لتقلبات اتباع وترك أنواع مختلفة من موضات حميات تخسيس وزن الجسم، ما يجعل طعام منْ يتبعنها خالياً من أي محتوى غذائي مفيد.
وتزداد الأمور تعقيداً عند اتباعها حيناً ثم تركها، وبعد ذلك اتباع موضة حمية أخرى، وهكذا، ليتقلب بالتالي وزن الجسم بين الارتفاع والانخفاض، ولينخفض كذلك ما يحتويه الجسم من معادن وفيتامينات.
ووصفت الدكتور درايلوس تلك الموضات الغذائية بأنها يُمكن أن تُنزل بالشعر عقوبة من الخراب والدمار، على حد قولها.
ولكي يكون الشعر متمتعاً بالصحة والعافية، أكدت على أن الشعر محتاج إلى تغذيته بالبروتينات والفيتامينات والمعادن، وهي التي يجب أن تحتوي عليها وجبات الطعام التي نتناولها.
والنباتيون الذين لا يتناولون إلا منتجات نباتية لا يحصلون على كل الأحماض الأمينية للبروتينات، حتى لو تناولوا حبوب الفيتامينات والمعادن.
ولذا تنصح الدكتورة درايلوس هؤلاء بتناول مشتقات الألبان لإكمال النقص في بروتينات النباتات. كما ذكّرت بأن الانقطاع عن تناول حبوب منع الحمل، بعد الانتظام فترة عليها، قد يُؤدي إلى تساقط الشعر نتيجة اضطرابات هورمون أستروجين الأنثوي.
وقالت انه أحياناً لا تلحظ المرأة الرابط بين سقوط الشعر وسبب ذلك، مثل ما يحصل لدى ترك حبوب منع الحمل، حيث قد يحصل سقوط الشعر بعد حوالي ثلاثة أشهر من حصول «شيء ما» في داخل الجسم.
وأضافت بأنها تخبر مرضاها أن عليهم النظر إلى نمو الشعر كما هي الحلقات الدائرية في مقطع جذع الشجرة. وعليه فإن ما يجري على الشعر يعكس شيئاً قد حصل فيما مضى من الأسابيع أو الأشهر.
وقالت الدكتورة درايلوس، كثيراً ما يعود نمو الشعر الذي تساقط بعد الولادة، لكن ربما لا يكون الأمر كذلك عند النساء اللواتي لديهن شكل القالب الأنثوي لسقوط الشعر، نتيجة لعوامل وراثية.
وعليهن مراجعة طبيب الجلدية حال حصول تساقط الشعر بعد الولادة لأن من المحتمل أن لا يعود نمو الشعر إلى سابق شكله.
ومعلوم أنه في حالة سقوط الشعر لدى الإناث، يصبح الشعر خفيفاً على مناطق أعلى الرأس دون زوال لخط حدود نمو شعر الرأس. وهو بخلاف شكل ما يحصل في صلع الرجال. مرحلة الأربعينات
وعلى الرغم من انتشار لجوء الشابات والنساء عموماً إلى صبغ الشعر بألوان مختلفة وبشكل متواصل ولفترات طويلة، إلا أن حاجة غالبية النساء إلى صبغ الشعر تبدو منطقية في مرحلة الأربعينات، لتغطية بدء ظهور بياض الشعر.
وتوضح الدكتورة درايلوس أن الظهور الطبيعي لبياض الشعر إنما هو نتيجة لعدم توفر وجود مادة الصبغ في الشعرة، وذلك نتيجة لوقف إنتاجها من قبل الخلايا التي تفرز مادة الصبغ وتزود الشعرة بها.
وتُوضح أمراً آخر، وهو أن اللجوء إلى صبغ الشعر بالمواد الكيميائية، يُؤدي إلى تعرية الشعرة من تلك الطبقة الدهنية الطبيعية التي تغلفها وتحميها، ما يُؤدي إلى فتح ثغرات على طول ساق الشعرة، تتمكن من خلالها المواد الكيميائية الصابغة من دخول الشعرة وتلوينها باللون الجديد.
ولذا فإن صبغ الشعر بهذه المواد غير الطبيعية يُؤدي إلى إتلاف البنية الطبيعية للشعرة ولوسائل حمايتها ونضارتها.
وذلك بغض النظر عن اللون أو نوعية المادة الكيميائية. لكن يجب التنبه إلى أن صبغ الشعر بألوان فاتحة، كالأشقر مثلاً لمن لون شعرها كستنائي بالأصل، يعني تفتيح لونه بأكثر من ثلاث درجات.
وهو ما يتطلب استخدام تركيز أعلى من المواد المعرية للشعرة والفاتحة للثقوب فيها كي تتغلغل الصبغة الجديدة وتزيل ذلك اللون الأصلي الغامق.
أي أننا بذلك نصنع مزيداً من التلف والضرر ببنية الشعرة. ولذا وبالرغم من أن أي صبغ كيميائي يظل ضاراً، إلا أن اختيار صبغ الشعر بألوان أشد غمقاً من اللون الطبيعي للشعر، يؤدي إلى ضرر أقل بالشعر ويظل أفضل من صبغه بالألوان الفاتحة.
وجانب آخر يحصل في مرحلة الأربعينات، مع اقتراب المرأة من سن اليأس. وهو أن الاضطرابات الهورمونية تُؤدي إلى زيادة تساقط الشعر، ورقة سُمك الشعرة نفسها، وتدني عمليات إعادة نموه. وعلى المرأة آنذاك مراجعة طبيب الجلدية.
كي تُعوض نقص البروتينات في الشعر وتعطيه قوة أكبر، قد تصل إلى حد 10%. كما تنصح بعدم إنهاك الشعر خلال زيادة تمشيطه أو تعريضه للمواد الكيميائية.
ونبهت إلى أن الكثير من النساء فوق سن الخمسين يلجأن إلى الإكثار من رش بخاخات تثبيت الشعر كي يبدو ذا هيئة غزيرة، لكن المشكلة أن مواد البخاخات هذه تعمل على تكسير الشعر حال النوم. ولذا من الأفضل استخدام أنواع تُعطي شيئاً من المرونة للشعر بدل الصلابة.
وحينما يُصاب الشخص بأحد أنواع اضطرابات الأكل أو أن يُصر المرء على إلغاء تناول بعض من المنتجات الغذائية اتباعاً لبعض أنظمة الحمية، مثل ترك تناول اللحم، فإنه سيتسبب في تأثيرات سلبية على صحة جسمه، وهي ما ستبدو على رونق وصحة مظهر وبنية شعره، لأن الشعر الذي لا يحصل على حاجته الكافية من التغذية التي نتناولها، لا ينمو جيداً ولا يكسوه بالتالي ذلك التألق والتوهج.
والشعرة مكونة من ألياف مادة كيراتين. وهي مادة بروتينية مكونة من سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية.
وحيث ان البروتينات مهمة لصحة الشعر، والمصدر الممتاز للبروتينات هو اللحوم، فإن على النباتيين الاهتمام بتأمين البروتينات للجسم.
ومن المعلوم أن البروتينات مكونة من مجموعات عديدة من الأحماض الامينية، منها ما هو أساسي، لأن الجسم لا يستطيع صنعها، ولذا يجب أن يستمدها من الغذاء.
ومنها أنواع غير أساسية، يستطيع الجسم صنعها ولا يحتاجها من الغذاء. والفارق بين المنتجات الحيوانية والنباتية بالنسبة للبروتينات هو أن المنتجات الحيوانية، كاللحوم بأنواعها والحليب ومشتقات الألبان والبيض، تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية، بينما لا تستطيع المنتجات النباتية تأمين كل الأحماض الامينية الأساسية. ومن هنا تكمن إحدى التبعات الصحية لتغذية النباتيين.
بل ثمة حالات ديناميكية حركية متنوعة ومختلفة بين بصيلات كل شعر الرأس.
النوعية الأولى:
بصيلات تمر في مرحلة أناجين Anagen. أي بصيلات ناشطة ينمو منها الشعر بشكل متواصل، وهي ما تمثل حالة 90% من بصيلات شعر الرأس.
والنوعية الثانية:
بصيلات تمر في مرحلة كاتاجين Catagen. أي مرحلة الركود والخمول، وهي تمثل ما يحصل في حوالي 2% من بصيلات شعر الرأس. والنوعية الثالثة: بصيلات تمر في مرحلة تيلوجين Telogen، أي التوقف والسقوط.
وهو ما يجري في حوالي 8% منها. وتختلف مدة دورة النمو للشعر في نشاط بصيلة الشعر، حيث تبلغ في شعر الحاجبين حوالي أربعة أشهر، في حين تصل إلى خمس سنوات في شعر الرأس. ولذا يظل شعر الحاجب قصيراً إلى حين سقوطه واستبداله بغيره، في حين يطول شعر الرأس إلى حد بلوغ متر وما فوق.
وضمن الفعاليات العلمية للأكاديمية الأميركية لطب الجلدية حول صحة الشعر، تحدث الدكتور فلور مايوريل من كلي ميللر للطب في ميامي بفلوريدا عن علاقة التوتر النفسي بتساقط الشعر. وأكد على أنه بالرغم من وجود عدة أسباب لزيادة تساقط الشعر لدى الرجال والنساء، إلا أن التوتر النفسي هو السبب الأول للحالات الأولية لتساقط الشعر، أي الحالات غير الناجمة عن أسباب عضوية أو مرضية.
وقال بأن المرء حينما يكون تحت تأثير ضغط التوتر النفسي، فإن الشعرة تدخل في مرحلة تيلوجين. أو مرحلة التساقط. وهذا التساقط قد يحصل حتى بعد ثلاثة أشهر من الوقوع تحت الضغط والتوتر النفسي. وغالباً ما يعود الشعر إلى سابق وتيرة نموه خلال ما بين ستة أشهر إلى سنة.
ويُعلل الدكتور مايوريل ما يجري عقب الولادة أو العمليات الجراحية أو الحالات المرضية الشديدة من تساقط للشعر، بأنه نتيجة لصرف الجسم اهتمامه بإنماء الشعر وتركيزه على عملية إتمام الشفاء من تلك الأمراض. وما أن يفرغ منها حتى يعود للاهتمام بالشعر.
وأكد بأن تفاعل الجسم البشري مع حالات التوتر والضغط النفسي يختلف من إنسان لآخر. والبعض قد تحصل له قرحة في المعدة أو جلطة قلبية جراء الوقوع تحت تلك الضغوط النفسية.
في حين أن آخرين قد يُصابون بتساقط الشعر. لكن من المهم مراجعة الطبيب للتأكد من أن الأمر مجرد تفاعل جسمي مع تلك الضغوط النفسية وليس نتيجة وجود أي أمراض في الجسم.
عناصر أساسية للاهتمام الصحي بالشعر
تذكر الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية العناصر التالية لحماية الشعر والمحافظة على صحته.
- تأكد من غسيل جلد فروة الرأس، وليس فقط الشعر.
- غسيل الشعر يومياً ليس ضروريا، خاصة عند التقدم في العمر. ومدى تكرار استخدام الشامبو يومياً أو أبعد من ذلك يعتمد على مدى توفر طبقة الدهن المغلفة للشعر، إذْ كلما قلت كمية الدهون يجب أن يقل استخدام الشامبو.
وكذلك يجب أن يكون استخدام الشامبو أقل تكراراً حال التقدم في العمر أو حال صبغ الشعر، لأن كثرة استخدامه قد تُؤدي إلى زيادة القشرة أو أمراض جلد فروة الرأس.
أنواع الشامبو المكونة من شامبو وبلسم أفضل من تلك المحتوية على شامبو فقط، خاصة لمن أجروا أي أنواع من المعالجات الكيميائية للشعر، مثل الصبغ أو الفرد لإزالة التجعيد.
- ثمة أنواع أفضل من «سبري الشعر» المثبت، لأنها تحتوي على مواد للوقاية من أشعة الشمس. وفائدتها حماية بروتينات الشعر من التلف والمحافظة على لون الشعر المصبوغ.
- الشعر المصبوغ يحتاج إلى عناية أكبر في إضفاء طبقة واقية حوله، عبر أنواع جيدة من البلسم.
- لدى حدوث أي مشكلة في الشعر، راجع طبيب الجلدية.