الصلع .. مشكلة لها حلول كثيرة
يظهر الصلع عند بعضهم في سنوات متقدمة وعند بعضهم الاخر حتى قبل بلوغ العشرين من العمر، وبدلاً من الشعر الغزير والكثيف، تظهر شيئًا فشيئًا جلدة الرأس اللماعة فيختفي معها الشعور بالفخر بالشعر ليحل محلها إكليل شعر في خلف الرأس او صلعة كاملة. ويُصاب البعض بالارتباك النفسي لهذه التغيير الجذري الذي يحصل احيانا خلال سنوات قليلة فتتبدل هيئة الشخص بشكل كبير. والإصابة بالصلع ليست ظاهرة لدى شعب معين فحسب احصائيات دولية يفقد كل واحد من ستة اشخاص في العالم دون سن الثلاثين شعره جزئيًا أو كليًا.
ودفعت المضايقات التي يسببها تساقط الشعر شركات العقاقير والادوية الى زيادة البحوث والتجارب لأن أي عقار يمكّن من التغلب على هذه الحالة سيدرّ عليها بالطبع ارباحًا طائلة.
وحسب قول البروفسور رالف باوس Ralf Paus طبيب الامراض الجلدية من مستشفى جامعة هامبورغ - ابندورف في حديث هاتفي مع ايلاف، فإن سقوط الشعر حالة طبيعية اذ يسقط من الرأس خلال التمشيط او غسل الشعر او فرك فروة الرأس حوالى 100 شعرة لكن عندما يزيد العدد عن المئة يوميًا، وبشكل متواصل فهذا مؤشر للاصابة بمرض تساقط الشعر .
ويصاب الرجال بشكل عام بتساقط الشعر اكثر من النساء والسبب في ذلك وراثي وخلقي وهرموني ، لكن المسبب المزعج لذلك هو زيادة كمية هرمون DHT( Dihydrotestosteron) وُيبنى من الهرمون الجنسي لدى الرجل المسمى Testosteron.
لكن ولحسن الحظ لا يفقد الرجل شعره مرة واحدة بل تصبح الشعرة في بادئ الامر أرق وأقصر وتنتشر في الرأس مناطق مغطاة بزغب مثل الشارب عندما ينبت للمراهق لاول مرة .
ويعالج البروفسور باوس وبشتى الطرق الصلع مثلا باللجوء الى عقاقير متواجدة حاليا في الاسواق الالمانية منها ما يقلل من نسبة هرمون DHT المسبب لتساقط الشعر وزيادة جريان الدم في جلد الرأس واخرى تُنبّت شعرًا جديدًا وقوي عبر تأثيرها على الجينات المؤثرة على نمو الشعر وعلى هرمونات معينة تنشّط جريّب الشعر. وفي المانيا حسب قوله خمس محاولات من اجل نمو الشعر
عقارات تنبّت الشعر
1- هناك عقاران مختلفتان:
في متناول اليد يمكن للطبيب وصف واحدة منها كعلاج هرموني ضد تساقط الشعر الاول اسمه Finasterid . وكان العلماء قد انتجوه في الاصل لمعالجة تضخم البروستاتا لكنه ثبت خلال عدة تجارب مخبرية ان له تأثير على منع تساقط الشعر لانه يخفض من نسبة هرمون DHT في الدم حتى 70 في المائة .
اما الثاني فهي عقار Minoxidil واستطاع تحسين نشاط نمو الشعر في فروة الرأس . لكن كما قال البروفسور باوس " طالما ان الشخص يتناول احد العقارين يظل تأثيره على نمو شعره ، لكن اذا ما توقف عنه لا يتساقط شعره فقط بل والشعر الذي نمى خلال تناوله العقار.عدا عن ذلك فان هذا العلاج باهظ الثمن فسعر العلبة ما بين الخمسين والمائة يورو ويحتاج الرجل الى علبة كل اسبوع".
2- تقنية جنية تكشف عن الميكانيكية التي تؤدي الى تساقط الشعر.
اجرى خبراء فرنسيون والمان وامريكيون عدة تجارب على فئران فوجدوا ان الجينة المسماة K17 تتحكم بنمو الشعرفقاموا بتربية عدد من الفئران أًوقفوا لديها عمل هذه الجينة. في البداية لم ينمو لها فروة شعر كاملة لكن نشأ لديها بعد أسابيع ميكانيكية جينية من اجل تسوية الاضرار التي تمنع نمو الشعر.
ولأن الانسان له هذه الجنية نفسها يأمل العلماء بجمع معلومات اكثر عن فقدان الشعر من خلال مواصلتهم التجارب على الفئران .
بروتين لنمو الشعر
3- توصل علماء في البحوث في الخلايا البيولوجية في جامعة شيكاغو الى اكتشاف طبي مثير وهو عقار يحتوي على بروتيين Beta-catenin بيتا – كتنين يؤثر على الجينات المؤثرة على نمو الشعر لتُنبث شعرا جديدا في الجُرّيب. لكن الجانب السلبي في هذا العلاج احتمال تسبب البروتين ورما سرطاني لذا تُواصل البحوث الان بهدف تطويره من اجل ازاحة كل ما يسبب التعرض لمثل هذا المرض الخبيث.
صبغة تهيّج جذور الشعر
4- تنصب جهود البروفسور باوس الان على طريقة اخرى تماما غير المتبعة في شيكاغو لمقاومة تساقط الشعر وهي اللجوء الى الهرمونات. فكما هو معروف تتمتع هرمونات مثل هرمونSteroid ستيروييد وCalcitriole كلسيتريول وهرمونات الغدة الدرقية و اخرى مثل Melatonin ميلاتونين و Prolactin برولستين بقدرات كثيرة لتقوية نمو الشعر وازالة المؤثرات التي تعيق ذلك .
عدا عن ذلك ففروة الشعر بمثابة مصنع لانتاج الهرمونات بشكل ملفت للنظر. وكان الاعتقاد السابق ولسنوات طويلة انها تُنتج فقط في الغدة الدرقية لذا يعالج البروفسور الالماني مرضاه بمسح جذور الشعر في الرأس بصبغة خاصة صنعها بنفسه تحتوي على احد الهرمونات السابقة الذكر لزيادة كميتها.
وبرأيه انها احد اهم طرق علاج الصلع الذي سيتم اللجوء اليه في الاعوام القادمة لانها لا تسبب أي عوارض جانبية.
زرع الشعر
5-الاحباط الذي يصيب الرجل لفقدانه شعره الذي يتباهى به يدفعه الى الاستسلام لطبيب التجميل من اجل زرع شعر له لانها اسرع الطرق فيؤخذ عادة كمية من الشعر من اكليل الشعر في مؤخرة الرأس من اجل زرعه في المقدمة وهذا يعني نزع كل شعرة من جذورها. ولان هذه العملية تحتاج الى شعر الشخص نفسه فلا حظّ هنا للمصاب بالصلع الجزئي اوالتام. عدا عن ذلك فان عملية النزع والزرع شاقة وتترك ندوبا في الرأس ليست جميلة والامل من نمو الشعرة التي نزعت من جذورها قليل ايضا .
حيال هذا الوضع تمكن علماء بحوث الجنيات الاصلية في المانيا من ايجاد وسيلة مسعفة بعد اكتشافهم بان الجُريب مصدر جيد جدا للجينات ايضا، فبامكانهم اخذ القليل من الشعر من الجريب وتربيته في المختبر ضمن ظروف معينة ليتكاثر ويزرع بعد ذلك في الرأس عن طريق عملية تجميلية.
لكن هذه الطريقة مرتفعة التكاليف جدا ولا يقدر الانسان العادى تحمل تكاليفها لذا هناك رجال يريدون تجاوز مشكلة الصلع فيعللون النفس بالقول : " افضل الوسائل وأرخصها الاعتقاد بان الصلع جزء من الرجولة" .