دليلك لتربية الطفل الحساس في عالمنا القاسي

يفرض الطفل الحساس على الوالدين الكثير من التحديات عندما يتعلق الأمر بتربيته وتأهيلة للتعايش في هذا العالم القاسي، خاصة لأن هذا النوع من الأطفال عاطفي بشكل زائد مما يسهل تأثره كما يميل للبكاء لأهون سبب حتى بمجرد النظر إليه بنظرة غاضبة كما يخشى الوقوع في المشكلات.
 
وأحيانا لا تقتصر حساسية الطفل على مشاعره الرقيقة فقط، إنما هناك حساسية مرتبطة بكل حواسه، فإذا تعرض لضوضاء صاخبة أوإضاءة مزعجة أو ملامسة أسطح معينة يمكن أن يصاب بحالة من الانهيار، ويمكن أن يخشى الزحام الكبير أو بذل مجهود أو التحدي للتعامل مع أي نوع من التغيير.
 
ربما يتم وصف الطفل الحساس بأنه شخص خجول، وهو غالبا متردد في تجربة أشياء جديدة لأنه يخشى الفشل، يقاوم كثيرا للتعامل مع الاكتئاب وأحيانا يعاني أقرانه لأنه سريع الغضب وكثير البكاء وهذا قد يبعد الآخرين من نفس عمره عن التعامل أو اللعب معه.
 
لذلك يجب على الوالدين الانتباه لحساسية الطفل ووضعها في الاعتبار، مع تجنب الصراخ والقسوة والشدة معه لأن كل هذه الأساليب تزيد من المشكلة، وبدلا من ذلك عليهم إيجاد وسائل صحيحة مناسبة للتربية وإرشاد الطفل.
 
تقبل حساسية ورقة مشاعر طفلك:
لا تحاولي تغيير مزاج طفلك أو طباعه الحساسة وبدلا من ذلك جربي مساعدته على تعلم كيف يمكنه التأقلم مع الحساسية والتصدي لها في عالم أقل حساسية، وبدلا من إظهار طفلك على أنه جبان ومتذمر من كل شيء، اعتبري أن رقة مشاعره هذه منحة من الله وأحد نقاط قوته.
 
وفري له كثيراً من وقت الاسترخاء:
يصاب الطفل الحساس عادة بالإنهاك والملل بعد التعامل مع حشود من الناس والتعرض للأنوار البراقة أو التحفيز الزائد، هذا لأن أغلب هؤلاء الأطفال يريدون وقتاً للاسترخاء والراحة، لذلك تجنبي الإفراط في وضع الخطط له أو توقع مشاركته الكبيرة في الأنشطة التي تشتمل على تجمعات من الناس أو الأطفال.
 
الأفضل أن يوفر الوالدان لطفلهم ركناً هادئاً ليمارس به أنشطته الهادئة التي يميل إليها مع موسيقى حانية أو كتاب شيق ليقرأه، كما أن الألعاب المنشطة للفكر الإبداعي سوف تساعده كثيرا.
 
وضع حدود:
رغم أن محاولة إلغاء وعدم فرض أي قواعد قد تكون من الأشياء المطلوبة لطفلك شديد الحساسية، لكن ذلك لن يفيده على المدى الطويل، من الجيد أن يكون هناك مرونة في التعامل معه في بعض الأشياء، لكن من الهام جدا تعليم طفلك كيف يكون إنساناً مسؤولاً، ويجب تعليمه أهم  المهارات الحياتية، مثل الارتباط والانتماء والتنظيم والتعاون والمشاركة والقدرة على التكيف، لأنك إن تساهلت مع طفلك لأنه حساس لن يكون إنسان قادر على التعامل مع العالم الواقعي.
 
امدحي ما يبذل من جهد:
أكثري من الإطراء والمدح والتحفيز على جهوده التي يقوم بها ولا تقصري المدح على النجاحات الدراسية فقط، كأن تخبريه بأن محاولاته جيدة ووصلي له أن العمل الجاد يستحق المدح حتى لو لم تكن النتيجة مثالية.
 
كأن تثني عليه عندما يتصرف بشجاعة ويستطيع أن يقاوم الإحباط بطريقة مناسبة، وكذلك عندما يقول الصدق، فأحيانا يكذب الطفل الحساس للخروج من مشكلة، لذا أكثري من تحفيزه والثناء عليه لكونه أميناً وصادقاً خاصة إذا كانت نتيجة الأمانة غير مفضلة له.
 
تقديم المكافأة:
على الوالدين استخدام أسلوب المكافأة لإشعار طفلهم بروح الإنجاز وقيمته، فعادة يشعر الطفل الحساس بالسوء عندما يقع في مشكلة، لذلك ببساطة غيري الطريقة التي تعبرين بها عن الأشياء لتجعلي المحنة التي وقع بها أصبحت منحة يمكنه الاستفادة منها، على سبيل المثال:
 
بدلا من أن تقولي له: " لايمكنك تناول الحلو إذا لم تكمل عشاءك".
 
والأفضل أن تقولي: " إذا تناولت عشاءك كله ستكسب طبق حلو".
 
هذا بالإضافة إلى خلق نظام رسمي للمكافأة لمساعدته في الحصول على مكافآت باستمرار، وانتبهي لأن الطفل الحساس عادة يشعر بالسوء إذا لم يحصل على مكافأة، وتذكري أن تعلميه أن الجهد والمحاولة هي سبيله للمكافأة.
 
تعليمه كلمات المشاعر:
يحتاج الطفل الحساس تعلم كيفية تحويل ما يشعر به إلى كلمات وكذلك تعلم الطرق الصحيحة للتكيف مع مشاعره، فتدريب المشاعر وسيلة عظيمة للتعامل مع المشاعر غير المريحة بطرق مقبولة اجتمايا.
 
تعليمه مهارات حل المشكلات:
يحتاج جميع الأطفال إلى تعلم مهارات حل المشكلات، التي يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في الحياة اليومية خاصة للطفل الحساس، فغالبا يتجنب هذا النوع من الأطفال المواقف الغير مريحة ويسهل استثارة غضبه لذلك فإن تعلمه كيف يحل ما يواجه من مشكلات سيرفع من ثقته بنفسه وقدرته في التعامل مع المواقف المختلفة.