تناول الحامل للأسماك .. مضاره وفوائده
12:50 م - الأحد 12 أكتوبر 2014
مقال بقلم د. عبير مبارك
توصيات صحية جديدة تحدد أنواعها الحاوية كميات ضارة من الزئبق:
نشر موقع المؤسسة القومية الأميركية للصحة بالولايات المتحدة في 21 أغسطس (آب) مقتطفات من نتائج التوصيات الحديثة لجمعية حماية المستهلك بالولايات المتحدة حول تناول الحوامل للأسماك والحيوانات البحرية الأخرى، وهي التوصيات التي سيتم نشرها كاملة ضمن عدد أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من مجلة تقارير المستهلك Consumer Reports.
وتعد الأطعمة البحرية كالأسماك والروبيان واللوبستر وغيرها أحد المصادر المحتملة لدخول معدن الزئبق إلى الجسم بكميات تفوق قدرة الجسم على التخلص منها، وهو ما قد يتسبب بأنواع مختلفة من الضرر على أجهزة الجسم وكفاءة عملها وخاصة الجهاز العصبي، إلاّ أن الإشكالية هي في اعتقاد كثير من الناس أنها جميعا متساوية في احتمالات التسبب بالضرر، ما يحتاج من آن إلى آخر توضيحات حول مدى احتواء الأنواع المختلفة للمأكولات البحرية على معدن الزئبق.
مأكولات بحرية:
وكان الدكتور روجر هارمس، الطبيب المتخصص في الحمل بمايو كلينك ومؤلف كتاب "إرشادات مايوكلينك لحمل صحي" قد ذكر أن المأكولات البحرية مصدر عظيم للبروتينات والحديد والزنك، وهي عناصر غذائية مهمة لنمو الجنين وتطوره في رحم أمه، وهي أيضا مصدر مهم لدهون أوميغا - 3 التي تساعد على نمو دماغ الجنين.
وقالت جين هالوران، المسؤولة عن إرشادات التغذية بالجمعية الأميركية المذكورة: "ثمة نوع من الاهتمام المشوب بالحذر حول أنواع منتجات سمك التونة المعلبة واحتمالات تسببها بأضرار على الحوامل وأجنتهن"، وأضافت أن "منتجات التونة المعلبة هي في المرتبة الاستهلاكية الثانية من ناحية الكمية بعد الروبيان كثاني أعلى استهلاك شعبي لتناول المأكولات البحرية في الولايات المتحدة، ونحن ننصح الحوامل بتجنب تناول لحوم التونة بكافة أنواعها".
وبينما يعد تناول المأكولات البحرية مصدرا محتملا لخطورة التسبب للحوامل وللأطفال والنساء بمشكلات الزئبق، إلاّ أن ذلك قد يُصيب أي إنسان في حال عدم ضبط تناول المأكولات البحرية الآمنة للتناول والمنخفضة في احتوائها على معدن الزئبق. وأفادت النصائح أن ثمة أكثر من عشرين نوعا من الأسماك والحيوانات البحرية التي تعد آمنة وغير خطيرة للتسبب بأي مشكلات صحية لها علاقة بالزئبق نظرا لأن محتواها منخفض منه، وبالتالي يُمكن تناولها عدة مرات في الأسبوع دونما حذر في الكمية المتناولة منه، إلى حد رطل ونصف (الرطل نحو 453 غراما) أسبوعيا للشخص الواحد.
أضرار الزئبق:
وأضافت النصائح أن الأسماك والمأكولات البحرية هي بالعموم أطعمة صحية ومفيدة نظرا لاحتوائها على البروتينات والدهون الصحية من نوع أوميغا - 3 وغيرها من العناصر الغذائية الصحية المفيدة للجسم، إلا أنه من الضروري الاهتمام بموضوع الزئبق نظرا لاحتمال تسبب تراكمه في الجسم بكميات عالية في تضرر الدماغ وقدرات عمله بكفاءة.
وذكر الدكتور هارمس أن بعض أنواع الحيوانات البحرية، وخاصة منها الكبيرة الحجم والمفترسة، مثل القرش وسمك السيف والماكريل وأسماك تايل، يمكن أن تحتوي كميات عالية من الزئبق. وهو ما توافق الجمعية عليه في توصياتها الحديثة حينما اعتمدت الجمعية نتائج تحليل مكونات أنواع الأسماك المختلفة وغيرها من المأكولات البحرية المتوفرة في الأسواق الأميركية التي قامت بإجرائها إدارة الغذاء والدواء الأميركية ونشرتها ضمن إصداراتها.
وشملت المجموعة المنخفضة المحتوى من الزئبق في الحيوانات البحرية كلا من أسماك السلمون البرية والروبيان وسمك البلطي وسمك السلور والسلمون المرقط وكابوريا السلطعون وغيرها. وتضيف إليها نشرات مايوكلينك أنواع أسماك السردين والأنشوجة والرنجة.
أسماك ممنوعة:
وأعادت الجمعية التذكير في نصائحها بتوصيات إدارة الغذاء والدواء ووكالة حماية البيئة التي تشير إلى أنه على النساء في عمر الحمل وعلى الأطفال الصغار ألا يتناولوا أربعة أنواع من الأسماك، والتي تعد عالية في محتواها من الزئبق، وهي سمك السيف والقرش والماكريل وأسماك تايل من خليج المكسيك.
كما أنهما يُضيفان في نصيحتهما للنساء الحوامل أن الحوامل لهن أن يتناولن نحو 12 أونصة (الأونصة نحو 29 غراما) من لحوم السمك في كل أسبوع، وهي نفس النصيحة التي تتبناها نشرة عام 2010 لإرشادات الغذاء للأميركيين، أي نحو وجبتي سمك أسبوعيا.
ويُضيف الدكتور هارمس أن على الحوامل تجنب تناول الأسماك غير المطهية كالسوشي والساشيمي ولحوم الأسماك المدخنة التي تُؤكل باردة كشرائح السلمون، وذكر بضرورة طهي السمك بشكل كاف، أي أن تتجاوز حرارة لب قطعة السمك المطهوة درجة 63 درجة مئوية، وأن علامة النضج الصحي لقطع لحم السمك هي تفتتها إلى طبقات بيضاء، وبالنسبة للروبيان واللوبيسر هي تغير لون لحمهما إلى اللون الأبيض الحليبي.
وتعد تغذية الحوامل من المواضيع الصحية الساخنة دائما نظرا لأهمية التغذية الصحية لتمكين الحوامل من إتمام مرحلة الحمل بنجاح ودون مضاعفات لنقص بعض الفيتامينات والمعادن، وكذلك لتهيئة الظروف الغذائية التي تلبي احتياجات نمو الطفل دونما أي عوائق، والأهم في منع تسبب الغذاء بأي أضرار على الجسم من خلال احتواء الغذاء على معادن ضارة أو ميكروبات ضارة. والمبدأ الطبي وفق ما يشير إليه مكتب صحة المرأة في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية أن تغذية الحامل هي تغذية لشخصين، الأم وجنينها. وعليه، فعلى الحامل تذكر أنها تأكل أيضا لتغذية نمو جنينها، ما يتطلب توازنا وحرصا في انتقاء الأطعمة الصحية وإعدادها بطريقة صحية نظيفة وتناولها بكيفيات وأوقات مناسبة وصحية.
وأحد مؤشرات تناول المرأة الحامل للأطعمة الصحية هو نمو الزيادة في وزن جسمها بنحو 2 إلى 4 أرطال في الثلث الأول من فترة الحمل، ثم ما بين 3 إلى 4 أرطال في كل شهر خلال أشهر بقية فترة الحمل، كما أن من المؤشرات الأخرى توفر المعادن والفيتامينات في جسمها بكميات تكفيها وتكفي جنينها، وهو ما يُمكن ترجمته بزيادة نحو 300 كالوري سعرات حرارية كل يوم عما كانت تتناوله يوميا في الفترة السابقة للحمل.