الحذاء .. سر مظهرك الحديث والعصري

ما كان نشازا أصبح قمة الأناقة بفضل الأكسسوارات
ما كان نشازا أصبح قمة الأناقة بفضل الأكسسوارات

ما الذي يجعل إطلالة تكتسب جاذبية وتصبح أكثر حداثة وعصرية بعد أن كانت العين إلى الأمس القريب لا تتقبلها وتعدها نشازا؟ هل هي الإكسسوارات أم القصات أم الألوان؟ أم هي الطريقة التي تجري بها عملية التنسيق؟ أم هو فقط تغير الأذواق تحت تأثير المجلات والإعلانات؟ 
 
قد تكون كل هذه العناصر مجتمعة فبعض الإطلالات التي كنا نراها على منصات عروض الأزياء، وكانت تدخل ضمن الإخراج المسرحي والرغبة في إثارة الانتباه وإحداث الصدمة في نفوس أصحاب الذوق الكلاسيكي، أصبحت جزءا من ثقافة الشارع حاليا، وبدأت تتسلل منذ الموسم الماضي إلى الحياة اليومية بتشجيع من المصممين الشباب من جهة، ومن المدونين المهتمين بما يعرف بموضة الشارع «ستريت فاشن» من جهة ثانية، لا سيما مع ظهور الإنستغرام وتنامي شعبيته.
 
مع الوقت، أصبح ما كان غريبا يأخذ شكلا مقبولا، على أساس أنه أكثر حيوية وحداثة، كما يعكس ثقة بالنفس، وقدرة على التعامل مع الموضة بشكل مبتكر وخاص. 
 
مثالا على هذا، التنورة أو الفستان بطول الـ«ميدي» الذي يصل إلى نصف الساق أو أكثر ببضع سنتيمترات، فهو لا يناسب الكل، ومع ذلك يبدو نابضا بالحياة عندما يجري تنسيقه بشكل جيد، يلعب على بعض التناقضات.
 
نظرة إلى صور الإنستغرام، تشير إلى أن القاسم المشترك بين كل هذه الإطلالات هو الحذاء، وتحديدا الحذاء من دون كعب أو بكعب عريض لا يراعي الأنوثة بشكلها الكلاسيكي التقليدي، بقدر ما يستوحي خطوطه أحيانا من التصاميم الرياضية أو الرجالية. 
 
ما لا شك فيه أن الكعب المنخفض أو المنعدم، هو المطلوب منذ أن تبناه كارل لاغرفيلد، مصمم دار «شانيل» في عروض الهوت كوتير، فجأة اكتشفت المرأة أن مشية العارضات تغيرت؛ إذ تبدو أكثر ثقة ومعززة بالراحة، واستقوت هذه الظاهرة بفضل موجة الـ«سبور» التي تخاصم الكعب العالي الرفيع والمدبب وتعانق الأحذية الرياضية.
 
بيد أن الملاحظ في عروض خريف وشتاء العام الحالي، أن موضة الأحذية من دون كعب أو ذات التصاميم المسترجلة، لم تقتصر على المظهر الـ«سبور»، بل لمست أي إطلالة تتوخى الراحة، بما في ذلك الفساتين، ما دامت منسدلة وتتمتع بجيوب تزيد من مظهرها اللامبالي والمنطلق.
 
الجميل في هذا المظهر العصري والحداثي، أنه غير مقيد، بل العكس يفتح الفرصة للعب بالكثير من التناقضات، من مزج قطع رجالية مع أخرى مفعمة بالأنوثة، مثل قميص أبيض أو أزرق سماوي من القطن مع تنورة مستديرة مستوحاة من الخمسينات وتستحضر صورة غرايس كيلي، إلى مزج قطعة خاصة بالنهار مع أخرى مطرزة، وخصوصا بالمساء والسهرة. 
 
بعبارة أخرى، أصبح من الممكن أن تتبنى المرأة إطلالة تنقلها من نزهة على البحر إلى دعوة عشاء في مطعم فخم أو على يخت، على شرط ألا تكون التطريزات والترصيعات مبالغا فيها بطريقة استعراضية، بقدر ما تكون راقية ومنفذة بحرفية، وأن تكون من ورائها فكرة تخدم التصميم عوض أن تثقله وتزخرفه فحسب. 
 
أما الشرط الأهم فهو أن يخفف الحذاء القوي، أو المسترجل، إن صحت تسميته بذلك، من أي رومانسية يمكن أن تفوح من ألوانها أو من بين ثناياها وتأخذها إلى الماضي، بحكم أن طول «الميدي» يعود إلى الثلاثينات من القرن الماضي قبل أن يشهد أوجه في الخمسينات على يد كريستيان ديور، وفي العقد الأخير بفضل سلسلة «ماد مين» التي جرت أحداثها في الستينات من القرن الماضي، والآن على أيادي الكثير من المصممين، إن لم نقل أغلبهم بالنظر إلى ما تم عرضه في كل عواصم الموضة العالمية هذا الموسم.
 
وهو طول، كما تعرف كل امرأة، محفوف بالمخاطر والصعوبات، لأنه لا يخدم المرأة القصيرة ولا يمنحها التوازن المطلوب لإعطاء الانطباع بالطول، كما يخدم المرأة الطويلة إن لم تتقنه جيدا، بحيث يجعلها تبدو «دقة قديمة».