المصمم روجيه فيفييه .. حول الحذاء إلى أداة سحر وإغراء
رغم موته منذ اكثر من عقد من الزمن إلا ان اسم روجيه فيفييه ما زال محفورا على إبزيم يتوسط احذية في غاية الجمال والأناقة إلى حد الآن. ليس أدل على هذا من أن إبداعاته جزء من المعرض المقام حاليا في متحف فكتوريا أند ألبرت بلندن تحت عنوان "العصر الذهبي للخياطة" والذي سيستمر حتى السادس من شهر يناير العام المقبل.
وحسب ما قالته كلير ويلكوس، أمينة المتحف فإن "أحذية فيفييه مثل المجوهرات التي تعكس جمال الأزياء وتبرزها". توفي في عام 1998 عن عمر يناهز التسعين، وترك إرثا غنيا، فهو الذي ابتكر الكعب الرفيع المدبب (ستيليتو) كما انه هو الذي ابتكر الكعب السميك والمنحوت الذي بات يعرف في أوساط الموضة بـ (كوما).
وقد شبهت احذيته في الكثير من المناسبات بمجوهرات تزين أقدام الحسناوات، كما شبه البعض الرجل نفسه بفابريجيه الأحذية، والحق يقال انه اكثر من حقق معادلة الجمع بين الكلاسيكية والعصرية وجمع بين الجمال والراحة.
دخل عالم الموضة في عام 1937 عندما اكتشفته المصممة إلسا شياباريللي، والآن يعود إلى مضمار الموضة لينافس كلا من كريستيان لوبوتان وجيمي شو وغيرهما بقوة بفضل المصمم الفني، برونو فريزوني، الذي التحق بالدار في عام 2001 . عندما استعانت به الدار، كان دوره واضحا ومحددا، ويتلخص في حقنها بجرعة حداثة في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها عالم الاكسسوارات بوجه عام، وعالم الأحذية بوجه خاص.
وهذا ما نجح فيه تماما، فقد احترم إرث الدار وماركته المسجلة التي تتمثل في الإبزيم الذي يتوسط الحذاء بخامات متنوعة، لكنه ايضا اضاف اشكالا أعادت الأمجاد القديمة، التي جعلتها في يوم من الأيام من اهم دور الأحذية في العالم إلى جانب جذبها انتباه شابات اليوم.
فالراحلة جاكلين كينيدي اوناسيس كانت من زبوناته المخلصات، كما توجت إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا في حذاء من تصميمه، ويقال ايضا انه عرف طريقه الى اقدام صوفيا لورين وأودري هيبورن وإليزابيث تايلور في عدة مناسبات، وإن كان الفضل في شعبيته يعود إلى النجمة الفرنسية كاثرين دونوف التي ظهرت به في فيلمها الشهير "بيل دي جور"، والذي لعبت فيه دور زوجة يصيبها الملل فتقضي اوقات فراغها كفتاة هوى، مما أعطى الحذاء صبغة أنثوية مثيرة أخرجته من كلاسيكيته.
ورغم مرور عشرات السنين، لم يخف سحر هذا الحذاء، ولا يزال يزين اقدام نجمات اليوم بدءا من الشقراء سكارلت جوهانسون إلى اللاتينية جينفر لوبيز، بل إن احد النقاد وضع تصميمات الدار في مصاف التحف واللوحات الفنية وشبهها بأعمال بيكاسو أو كاناليتو. أما فريزوني فيبسط الأمور ويقول: "إنها بمثابة مجوهرات للأقدام، هادئة لكن قوية في ترفها، أنثوية ومثيرة لكن راقية، فالحذاء وسيلة من وسائل الإغراء، والإغراء هو كلمة السر في تصميماتي لروجيه فيفييه".