خطاب مفتوح من الرجال للنساء
01:49 م - الخميس 17 أبريل 2014
خاص الجمال - هايدي عادل
هذا الخطاب يوجهه شخص يدعي ماثيو ديلا بورتا إلي النساء بالنيابة عن الرجال جميعاً.
عزيزتي المرأة..
أولا.. نحن آسفون، فنحن نأسف علي أننا بالرغم من كوننا نبدو مثل الرجال، إلا أننا نتصرف مثل الأولاد، فنحن حتي لسنا متأكدين مما يعنيه أن نكون رجالاً، فأثناء نضوجنا، تعلمنا أنه لنكون سعداء يجب أن نكون منغمسين في الملذات وأنانيين، فنحن نحاول أن نكسب المال الكافي لشراء جهاز التلفزيون المناسب للعبة الفيديو جيم المناسبة في المنزل المناسب.
فنحن نحاول مواعدة النساء أو حتي أن نتزوجهن ولكننا نخاف من أن نركز علي شخص آخر بدلا من أنفسنا، أليس من المحزن أن نري أن الالتزام معك وكأنه خطر محتمل علي سعادتنا بدلا من أن نري ذلك كفرصة رائعة؟
وإليك ما لا نفهمه: السعادة الحقيقية تأتي من كوننا رجالاً صادقين، نحن نفكر ونتصرف مثل الأولاد الصغار الذين لا يريدون أن يأخذ أحد ألعابهم منهم، فنحن نتطلع إلي الأشخاص الذين نتخذهم مثلاً أعلي من الإعلام ونتعلم منهم أن نحصل علي أكبر قدر ممكن من المتعة من الحياة.
ربما ندعي أننا متدينون أو عكس ذلك، ولكن المتعة هي الشيء الذي لا نستطيع التخلي عنه، سواء كنا ندرك ذلك أم لا، وللأسف تميل النساء إلي أن تكون جزءاً من نمط حياتنا الممتع، وأرجو أن تعلمي الآتي: الرجل الحقيقي لن يعاملك مثل العقبة المزعجة أو وسيلة لإراحته من الناحية الجنسية فقط.
الرجل الحقيقي هو الذي يفهم ويعلم أن المرأة يجب أن تُقدر وتعامل بعناية واحترام، وهو الذي يري أن الزواج هو الفرصة الحقيقية ليكون بطلا خارقا في الحياة الحقيقية، فهو يترك وراءه هويته القديمة ويصبح شخصاً جديداً، يكرس حياته من أجل زوجته وأطفاله.
وعلي الرغم من أنه سيعاني من ذلك في البداية، ولكن الرجل الحقيقي الذي يتزوج يفهم في النهاية أنه لن يستطيع المرور من المدخل الضيق الذي يؤدي إلي السعادة إذا حاول أن يأخذ كل ألعابه معه، فلا يوجد مساحة كافية إلا له ولزوجته، يده بيدها، وملتزم بعلاقته الزوجية معها.
عزيزتي المرأة، يمكنك أن تساعدينا علي أن نصبح رجالاً حقيقيين! أهم شيء، نحن نريد أن نشعر بالإعجاب من قبلك، ساعدينا علي أن نعلم أنك تحبيننا كما نحبك، حتي لو كان هناك مجال للتحسن، افعلي ذلك من خلال قول كلمات إيجابية وفعالة لنا، والإشادة بنا علي الأشياء التي نقوم بها بشكل جيد، فهذا يعني الكثير والكثير لنا أكثر من ذي قبل.
وفي المقابل، سنحرص علي أن نجعلك تشعرين بأننا نحبك ونقدرك، وسنتعلم التحدث معك حتي يمكننا الاستماع لك وفهمك، وليس لنخبرك كيفية حل مشاكلك، وسنتعلم أيضاً كيفية التعبير عن مشاعرنا بدون تراجع أو الشعور بالغضب، فمن خلال التواصل بشكل مهذب يمكننا أن نتعلم أن ما يجعلك سعيدة يجعلنا سعداء أيضاً.
ومرة أخري، نحن آسفون.. فنحن نستحق اللوم، فقد تجاهلنا مُطالبتنا بأن نكون رجالاً حقيقيين وبدلا من ذلك نتصرف وكأننا مازلنا في الثانوية العامة، وذلك لأطول وقت ممكن، لذا ارجوكي أن تثقي بأننا نقدر علي فعل ما هو أكثر من ذلك.
إذا كنت محبطة وتشعرين بخيبة أمل من الرجل الذي في حياتك، فافعلي ما بوسعك لتسامحيه والبدء من جديد، وبعد فترة من الوقت، إذا تبين لك أنه لن يصبح رجلا حقيقياً، فربما عليك تركه لأنك تستحقين ما هو أفضل من ذلك.
العلاقة القوية الصحية ستجعل كل شخص موجود بتلك العلاقة سعيداً، فعندما نكون سعداء، نصبح أكثر قدرة علي أن نحيا حياة ذات مغزي وبها إنجاز ونحن سويا.
وشكراً لك علي تفهمك وصبرك خلال رحلتنا لإيجاد السعادة ولنصبح رجالاً حقيقيين.
المخلص،
الرجل.