ملخص أحداث أسبوع باريس لخريف 2014 وشتاء 2015
05:32 م - الإثنين 7 أبريل 2014
انتهت دورة الموضة لخريف وشتاء 2014.
دورة بدأت في نيويورك، وانتقلت إلى لندن ثم ميلانو وأخيرا باريس، وقال فيها المصممون كلمتهم واقتراحاتهم، بالألوان والأقمشة.
ورغم اختلاف لغة كل واحد منهم وأسلوبه، فإنهم اتفقوا على أن الوضع لم يعد يحتمل الجموح والشطحات الخيالية، وبأنه يتطلب ترويضا لهذه الاقتراحات.
لهذا رأيناهم وعلى مدى شهر تقريبا يلبسونها ألوانا رومانسية وتصاميم واقعية تخاطب متطلبات العصر وجيلا جديدا من الزبونات، باستثناء حفنة من المصممين لم يقبلوا بهذا الحل، وحاولوا التميز بطرح ابتكارات أقرب إلى الاختراعات كما هو الحال في دار إيسي مياكي مثلا.
أما في العموم، فقد تمخضت الدورة ككل عن تصاميم عصرية تركز على الجمال والمال، بمعنى التسويق، أكثر ما تركز على خض التابوهات.
في باريس، بدأت العروض هادئة في أول يومين، ليتسارع إيقاعها في اليوم الثالث بعروض نينا ريتشي ولانفان مثلا، وترتفع سخونتها في عروض ديور وشانيل وفالنتينو وسان لوران وغيرهم.
مكان العرض لم يتغير، فقد كان في حدائق التويلريز كعادة دار «نينا ريتشي» التي جعلته مسرحها المفضل منذ عدة مواسم. السجادة البيضاء المائلة إلى الرمادي، والتي تمتد من مدخل الحديقة إلى الخيمة المنصوبة وسطها، هي كذلك لم تتغير وإن تبللت هذه المرة إثر تساقط زخات من المطر قبل العرض بساعة وكأنها تريد أن تفسد منظرها ووظيفتها.
لكن نينا ريتشي كانت عازمة ألا تترك أي شيء يفسد عليها يومها، فما إن تلج قاعة العرض حتى تشعر ليس بالدفء فحسب بل أيضا بموجة تغيير قادمة. فالديكور كان بسيطا وكأنك تدخل بيتا مريحا، مفروش بالسجاد وتتوسطه كنبة طويلة باللون البرقوقي من المخمل.
هذا الإحساس بالتغيير يزيد قوة مع بداية العرض ومع كل إطلالة، لتخرج في النهاية وأنت مقتنع بأن هذه قد تكون أفضل تشكيلة يقدمها لها مصممها البريطاني بيتر كوبينغ منذ عدة مواسم.
على العكس من الموسم الماضي، كانت فكرتها واضحة تلعب على عالم جديد تدخله المرأة وعلى جماليات الديكور الداخلي.
وهو مجال يعشقه المصمم ويهتم به بشكل كبير بالنظر إلى تحركاته ونشاطه على شبكات التواصل الاجتماعي التي لا يتوقف فيها على نشر صور تشده وتثير انتباهه في هذا المجال. وقد شرح فيما بعد أن البذرة التي انطلق منها مجموعة من الصور جمعها عبر السنوات وزيارة لبيت مرفه يتمتع بتصميم عال وخاص.
ولأنه انطلق من عنصر يحبه ويفهمه كثيرا، فإنه لم يته، بل العكس أبدع تشكيلة مركزة وقوية، تتراقص على ضوء ألوان هادئة، وتزخر بالأقمشة المتنوعة، التي تستعمل أحيانا في تنجيد قطع الأثاث مثل المخمل والبروكار. أما التصاميم فتمزج الرومانسية التي تطبع دار نينا ريتشي دائما مع جرعة أنوثة أقرب إلى النضج منها إلى الإثارة.
وفي كل الحالات كان يلبي حاجة امرأة تريد خزانة متكاملة لكل مناسباتها، الخاصة والعامة.
كانت هناك الكثير من القطع المنسدلة براحة للنهار مثل التايورات المكونة من تنورات عوض بنطلونات، والمعاطف الواسعة فضلا عن قطع منفصلة من الصوف أو الجلد أو الفرو طعمها بالحرير أو الساتان أو الدانتيل لكسر حدتها وإضفاء النعومة عليها.
هناك أيضا أزياء خاصة بمناسبات الكوكتيل والمساء والسهرة، تضج بالأناقة لكن لا تنسى أبدا عنصر الراحة.
وتتجسد هذه الراحة في انسدال التصاميم على الجسم عوض شدها، ما أعطى الانطباع أحيانا أنها مستلهمة من ملابس البيت أو النوم، مثل معطف واسع يلتف حول الجسم ويغمره وكأنه بطانية، وفساتين طويلة يتراقص فيها حرير الساتان مع الدانتيل، أحيانا بألوان الأسود أو الوردي الخفيف أو الليلكي، وهي ألوان طبعت أيضا قمصانا من الحرير مطبوعة بالورود وكنزات من الكشمير بياقات عالية.
المهم أن بيتر كوبينغ تخيل امرأة لا ينقصها شيء، بل العكس تعيش في بيت فاخر يعكس شخصيتها الرومانسية وتطلعاتها إلى حياة مرفهة ومريحة، من الصباح إلى المساء.
وكانت النتيجة مثيرة لكن غير مبتذلة حتى بالنسبة للفساتين المستوحاة من ملابس النوم أو القطع المستلهمة من البيجاما الرجالية، بفضل تصاميمها المنسدلة وأقمشتها المأخوذة في بعض الأحيان من تلك المستعملة في قطع الأثاث مثل صوف النيوبرين، أو الجلد أو القماش المقصب.
عرض لانفان من العروض التي يترقبها الجميع وتنجح دائما في أن تكون في مستوى هذا الترقب أو أكثر.
لهذا، وعلى الرغم أنها تكون عادة في وقت متأخر، الساعة الثامنة مساء هذه المرة مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكل يعرف أنه قد يتأخر بنحو 45 دقيقة على الأقل، فإن هذا لا يخفف من حجم الحماس.
حماس يؤججه المصمم ألبير إلبيز بتصاميمه، لكن أيضا بعرض تمهيدي، غير مقصود، قبل العرض الرئيس عارضاته نجمات أو سيدات مجتمع من آسيا.
وهذا ما يجعل الحضور يعيش حالة من الإثارة وكأنه في مسرح مفتوح.
فالمشروبات لا تنتهي والمقبلات متنوعة والوجوه المعروفة، مثل المغنية ريهانا والممثلة المخضرمة كاثرين دونوف أو الممثلة الصاعدة إيما روبرتس، تلهي الجميع عن الوقت المتأخر وتعب يوم طويل، يلتقطون صورهن بحماسة الأطفال لإرسالها عبر الـ«تويتر» أو الإنستغرام للأصدقاء، أو يتبادلون الآراء حول مظهرهن وأزيائهن، وهكذا إلى أن يبدأ العرض.
وحتى هنا، لم يختف ذلك الشعور بأننا نعيش مسرحية تتهادى فيها العارضات بملابس تلعب على الخفة والسماكة من جهة، وعلى الضوء والظلام من جهة ثانية، في صورة تستحضر أحيانا «لو فيلم نوار»، لكن قد يعود هذا إلى اللون الأسود والإضاءة التي كانت تنعكس على وجوه العارضات فتمنحهن غموضا، خصوصا اللواتي ظهرن بقبعات ضخمة.
كانت القطع تضج بالقوة إلى حد الوحشية أحيانا، ما يجعلك تعشقها وتريدها، مثل فستان أسود من الجلد ببليسيهات تغطي الصدر والتنورة، ومعطف أيضا من الجلد الناعم بلون الزيتون المائل إلى الأسود، وتايور رمادي بأجزاء من الفرو. كما لم تغب بصمته التي تعتمد على الطيات والثنيات المختلفة والمدروسة، في مزجه التويد مع القطن، ولا في الإكسسوارات اللافتة بدءا من القبعات الضخمة إلى القلادات وغيرها.
منذ عدة مواسم، ونحن نلاحظ أن ألبير إلبيز يزيد جرأة، حيث نصب نفسه محررا للمرأة من التصاميم التقليدية، متحملا مسؤولية تحريك المياه الراكدة حتى وإن كلفه الأمر استغراب البعض وعدم فهمهم لفلسفته الجديدة.
وحتى هؤلاء، أي الذين لا يفهمونها، يعانقونها من باب عشقهم له ولكل ما تصوغه أنامله ويجود به خياله. وهذا يؤكد أنه يفهم سوقه جيدا عدا أنه كان البطل بلا منازع في هذه المسرحية المتشابكة الخيوط، والتي تتوفر على كل عناصر الإثارة والتشويق.
في عرض إيسي مياكي، كان السيناريو مختلفا. ديناميكيا ومتحولا بعدة وجوه ووظائف في الوقت ذاته.
فقد عودنا المصمم يوشييوكو مياماي على معانقة الحداثة والابتكار، إن لم نقل الاختراع، بعروض تقوم فيها العارضات بارتداء القطع أمام أعيننا لمزيد من الإبهار والتأكيد على وظائفها المتنوعة.
هذه المرة، أطللن علينا، وهنا يحملن حقائب كبيرة مستديرة ومسطحة ما إن فتحنها حتى تحولت إلى فساتين بأشكال وألوان مختلفة. ورغم أنها ليست المرة الأولى التي نرى فيها ابتكارات مماثلة في عروض الدار، فإنها دائما تنجح في انتزاع شهقات الإعجاب.
بعد هذه المقدمة، توالت القطع، أغلبها ثلاثية الأبعاد وتميل إلى الاتساع، بعضها يتميز بطبعات مستوحاة من الأرت ديكو، وأغلبها من أقمشة مرنة تهتز مع كل حركة بفضل تقنيات يعشقها يوشيكييو مياماي، ورسخت مكانته كمصمم يتمتع بمهارة فائقة في مزج الابتكار بالحرفية، لتكون النتيجة دائما حداثية وواقعية في الوقت ذاته.
هذا، على الأقل بالنسبة لسوقه الآسيوي وشرائح الشباب، من الذين لم يتوقفوا عن التصفيق له بعد العرض ورفضوا التوقف إلى أن أطل عليهم ثانية، وهو ما لا يحدث في أي عرض، لأن الحضور في العادة يتسابقون على الخروج عند أول فرصة حتى يتجنبوا الازدحام ويصلوا إلى العرض التالي في الموعد المحدد.
من أهم التقنيات التي اعتمدها المصمم هنا تقنية تعتمد على تمديد القماش بالبخار، ينكمش بعدها ليكتسب مظهرا ثلاثي الأبعاد، فضلا عن جمالية عضوية أقرب إلى الشاعرية انعكست هنا على فساتين وجاكيتات قصيرة بعيدة كل البعد عن الجمود، وتلخص رؤية المصمم، بأن «الملابس تختزن قوة الحياة، ما إن تلفك حتى يغمرك إحساس بالسعادة»، وهذا الشعور بالسعادة هو ما منحه لنا بالضبط السيد يوشييوكو مياماي.
دائما يجرنا الحديث عن التقنيات الحديثة والرغبة في الابتكار والتفرد إلى الحديث عن دار «ميزون مارتان مارجيلا»، رغم أنها بدأت في الآونة الأخيرة تروض جنوحها للاختراع بالاكتفاء باستعراض الحرفية وتبني الإبهار.
أكبر دليل على هذا أنها، في الموسم الماضي، وإن لم تتخل عن الخياطة المفصلة، فإنها أضافت إليها بريق الأحجار، وهو ما كان جديدا، إن لم نقل ثوريا على دار تعشق التصاميم التجريبية والعوم ضد التيار.
لموسمي الخريف والشتاء المقبلين، اعتمدت على دفء التويد لتفكك رموز أزياء رجالية وتضيفها إلى خزانة المرأة، ولو من خلال تفاصيل وجزئيات صغيرة.
مثلا كان هناك فستان يبدو وكأنه صنع من بطانة بدلة رجالية زينته حواشي من الدانتيل، بينما كان ظهره من التويد، وآخر مصمم على شكل بنطلون وغيرها من التصاميم التي تتميز ببصمات فريق الدار، من الأكتاف الحادة إلى المعاطف الواسعة مرورا بالحياكة التي قد تعطي الانطباع بأن القطعة لم تكتمل بعد.
ورغم أن البعض يرى أن أزياء الرجل، خصوصا التويد وما يوحيه من تصاميم تقليدية قديمة، غير مغرية إلا أن «ميزون مارتان مارجيلا» نجحت في إدخال عنصر جديد عليها، ألا وهو الجاذبية الذكية، لا سيما وأن بعض هذه التصاميم، وإن كانت تبدو للوهلة الأولى تجريبية، إلا أننا بتنا نعرف أنها عندما تصل إلى السوق فإنها تبدو مكتملة وناضجة، تغري بقطفها للتلذذ بجمالياتها.
بالنسبة للمصممة تسوموري شيساتو، وقبل الحديث عن تشكيلتها، لا بأس من الإشارة إلى أنها عملت في السبعينات من القرن الماضي في دار إيسي مياكي، قبل أن تؤسس دارها الخاصة في التسعينات.
وهذا يعني أن الرغبة في الابتكار تجري في دمها، وأنها من مدرسة تتوخى أن تستعرض قدراتها الفنية.
هذه الفنية بالنسبة لها تركزت في الأسبوع الماضي على طبعات صارخة وعلى أسلوب بوهيمي ناعم، بعد أن قررت أن تقدم لخريف وشتاء 2014، طبقا من فاكهة الموز، وأن تأخذنا في رحلة إلى غابة استوائية تتعايش فيها القرود مع الببغاوات، ما يفسر تصدرها كنزات صوفية وجاكيتات منفوخة من الظهر وقطعا كثيرة أخرى.
كان كل شيء في هذه التشكيلة، باستثناء الأقمشة الدافئة، يخاطب الصيف، بدءا من الألوان المشعة بالأصفر المستردي والأخضر الليموني والأحمر التوتي، إلى الطبعات المستوحاة من الحيوانات وتغري برحلة استكشافية.
ومع ذلك توصلت فيها المصممة إلى خلق توازن ارتكزت فيه على التصاميم الأنيقة، خصوصا في الجاكيتات والتنورات المستقيمة التي لم تخرجها صور القرود ووجوه الغوريلات أو الببغاوات عن رزانتها، ولا ذلك الإحساس بالفينتاج أحيانا عن عصريتها.
على العكس تماما من شيساتو، فإن الثنائي فيكتور هورستينغ ورولف سنورين، فيكتور آند رولف، اختارا اللون الرمادي عنوانا للموسمين المقبلين.
ليس لأنهما يتوقعان موسمين قاتمين، بل لأنه لونهما المفضل. القاعة في حدائق التويلريز يوم السبت الماضي، تحولت إلى شارع طويل بأرضية من الإسمنت وأضواء جانبية، اسمه «الطريق إلى الجحيم» حسب كلمات الأغنية الحزينة التي صاحبت العرض.
لحسن الحظ أن القطع لم تعكس هذا الجحيم بل العكس، خصوصا القطع الصوفية، التي يمكن القول إنها ستكون الأجمل في الموسمين المقبلين، بعد أن تم ترصيعها بأحجار الكريستال، واستعملت فيها درجتين من الرمادي أو مزيجا من الخامات المختلفة مثل المخمل.
بعضها على شكل كنزات وبعضها الآخر طويل، بحيث يمكن أن تعوض عن معطف في أي مناسبة من المناسبات. لم يكن الرمادي اللون الوحيد هنا إذ اخترقته ومضات من الأزرق والبرتقالي والأبيض، كما لم تكن هذه أقوى تشكيلة يقدمها الثنائي، لكنها عملية وواقعية بكل المقاييس، وهذا ما يجعل كل امرأة، ترى نفسها فيها وترغب فيها، أيا كان أسلوبها.
نفس الشيء يمكن أن يقال على تشكيلة رولان موريه، التي أكدت أن المصمم الفرنسي الأصل وصل إلى مرحلة في حياته المهنية لم يعد يحتاج فيها أن يثبت قدراته أو يغير أسلوبه تماشيا مع تغير أحوال السوق. نعم هناك تغيير في التفاصيل والاتجاه لكن من دون المساس بالأساس، وهو ما كتبه في ورقة وضعها على كل الكراسي قبل العرض يشرح فيها: «لقد وصلت إلى مرحلة معينة من الحياة، أشعر فيها بأني محظوظ لأني أقوم بما أعشقه وأقتنع به وليس ما هو متوقعا مني».
ولا شك أن المصمم، بعد 50 عاما، وصل إلى مرحلة من الثقة والاقتناع بأسلوب برهن أنه يروق لشرائح كبيرة من النساء، وحقق له سمعة طيبة عبر السنوات، وبالتالي يرى أنه يجب أن يبادله نفس الإخلاص.
لهذا ترجمة في فساتين رشيقة تحدد الجسم لكن لا تشده مثل السابق، بعضها بسحابات واضحة، وبعضها الآخر بزخات من الألوان موضوعة بطريقة محسوبة ودرامية لتحدد جزءا معينا من الجسم أو تموه عنه، لكن أغلبها بياقات من الجلد. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الياقات منفصلة، أي أنها إكسسوارات أكثر منها جزءا من القطعة. وهذا وحده يشير إلى أنه يعرف ما يريده السوق، وما يبيع.
ولأن موريه ليس مصمما فقط بل عمل في بدايته كخبير ومنسق أزياء، لهذا فهو ضليع في خلق إطلالات تروق للعين، وفي الوقت ذاته تغذي رغبته في تجربة أشكال جديدة.
وهذا ما برهنه بمزجه ثلاثة أنواع من الدانتيل مثلا في قطعة واحدة، وفي استعمال الريش كجزء من حواشي بعض القطع، وغيرها من الأمور التي شرح بأنه كان يقوم بها في بدايته من باب الزينة وخلق تأثير درامي، والآن توصل إلى جعلها جزءا لا يتجزأ من القطعة، لتحاكي الـ «هوت كوتير».
هذا الطموح إلى الـ«هوت كوتير»، الجانب الفني لصناعة الأزياء ظهر أيضا في تنورات من الجلد مقصوصة على شكل شراشيب، ومجموعة من الفساتين بسحابات ومطبوعة بورود، كما في معاطف مفصلة من الكشمير وغيرها من القطع المنفصلة.
أما مصممة دار كلوي، البريطانية كلير وايت كيلير، فقدمت يوم الأحد الماضي، تشكيلة لم تكن أفضل ما قدمته ولم يشفع لها سوى المعاطف وحقائب اليد.
لم تكن واضحة المعالم، وإن تميزت بخطوط ناعمة وألوان هادئة بدت فيها المصممة وكأنها تريد أن تمسك بخيوط الدار وأن لا تتخلى عن جيناتها، لكنها لم تضف إليها شيئا يذكر، ما جعلها تبدو نسخة باهتة وغير متماشية مع متطلبات امرأة عصرية.
وحتى عندما شرحت المصممة وجهة نظرها قائلة بأنها كانت تتوجه «إلى فتاة مختلفة.. أكثر جموحا وغموضا» فإنها لم تقنع.
بيد أنه لا يمكن لأحد أن ينكر بأن المعاطف كانت في غاية الأناقة والجمال، سواء من حيث تصاميمها المبتكرة أو خاماتها المترفة أو ألوانها الباستيلية، مما يشير إلى أنها ستكون مطمع أي فتاة أنيقة سواء كانت جامحة وجريئة أو هادئة وناعمة.