على ضفاف النيل .. عرض أزياء تحت أسم «سعوديات»
قدمن تصميماتهن الأولى بثقة الخبيرات في عالم الازياء، في ليلة ساحرة على ضفاف النيل، مخترقات حاجز التوقعات بين الحضور، وكان الظن بأن ما سوف يعرض هو فقط تصميمات متجددة للعباءة الخليجية الشهيرة، إلا أن الأزياء جاءت من وحي الموضة العالمية، في بانوراما لونية طغت عليها صفة "الزاهية".
ولم تختف العباءة والجلباب العربي الشهير وظهرت في العرض بتصميمات مميزة مع الاستعانة ببعض الخطوط الافريقية في تقديمها. حمل العرض عنوان "سعوديات"، أما المصممات الثلاث فهن سهام قشقيري، وغاردينيا حافظ، وزيزيت، اللاتي أكدن في نهاية العرض رغبتهن في تقديم الموضة السعودية بوجهة نظر عالمية تخترق الاسواق في بلدان العالم المختلفة، وبأسلوب يتماشى مع ذوق المرأة الشرقية التي تنشد الجمال والأناقة مع الحفاظ على التقاليد.
جاءت البداية على نغمات الموسيقى الشرقية، حيث عرضت مصممة الازياء السعودية زيزيت مجموعة من العباءات التي التزمت فيها بالخطوط الاساسية لتصميم "العباية" مع بروز التطريز الذي لعب دوراً مهماً في التصميم. حيث تصدر الأكمام ومنطقة الصدر.
ولم يقتصر لون العباءات المقدمة على الاسود فقط، ولكنه أمتد الى ألوان تنوعت ما بين الألوان التقليدية كالأبيض والرمادي، والألوان الجريئة الساخنة مثل البرتقالي والأحمر والأصفر، كما صــاحبت العباءات مجموعة متنوعة من الإكسسوارات التي أضفت عليها المزيد من الاناقة لمحبات هذا اللون من الملابس العربية. وقد علقت زيزيت على مجموعتها بقولها إنها على الرغم من ترحيبها بتقديم خطوط جديدة تخرج عن اطار العباءة المعتادة، إلا أنها فضلت أن يتعرف الجمهور المصري على أعمالها من خلال تلك المجموعة من العباءات التي تعكس الذوق والفن العربي في هذا المجال.
وأضافت ان العباءة التي قدمتها تناسب كافة الاعمار مع الاخذ في الاعتبار طبيعة كل امرأة أو فتاة، من حيث الوزن وتناسق القوام ولون البشرة وكلها أمور تساهم في اختيار العباءة. وأقمشة العباءات التي قدمت في عرض الازياء السعودي تنوعت بين "الشيفون" و"الكريب" و"الساتان" و"الحرير".
أما المصممة سهام قشقيري، فقدمت مجموعة من فساتين السهرة التي أستوحت خطوطها الأساسية من الأزياء الرومانية. ولكنها طعمتها بتفاصيل خطوط الموضة الحالية، مثل الوسط العالي و"الأمبير"، والقصات الانسيابية التي تنساب مع الفستان حتى تصل الى ذيله.
وجاءت التصميمات لتكرس موضة الظهر والوسط العاري في البعض منها في تشابه مع خطوط الموضة الهندية التقليدية إلى حد ما. وقد استخدمت فيها أقمشة "الشيفون" و"الحرير" بكثرة مع مراعاة استخدام مجموعة من الإكسسوارات الهادئة البعيدة عن الصخب والضجيج واعتمدت فيها على خامات مزجت بين الزجاج والخشب في تناسق جميل وبشكل يتناسق مع ما قدمته من ألوان هادئة كاللون الأبيض والبيج والوردي الفاتح. إلى جانب استعانتها بالألوان التقليدية مثل الأزرق الداكن والأسود المطعم باللون "البيج".
ومع تصاعد العرض وتزايد صيحات الاعجاب من الحضور، قدمت المصممة مجموعة من الألوان الجريئة في بعض التصميمات مثل اللون الأصفر والأحمر المتداخل مع اللون البني. وفي نهاية عرضها قدمت سهام فستان زفاف رائعا من اللون الفضي المطرز بكثافة من عند منطقة الصدر. بالإضافة الى تصميمه الذي اعتمد على الوسط المنخفض الضيق والذي يتسع بعد ذلك من أسفل بشكل يشبه الى حد ما فساتين الأميرات في قصص والت ديزني الشهيرة.
وتقول قشقيري، إنها المرة الأولى التي تقوم بعرض تصميماتها خارج السعودية. وأشارت الى أنه عندما عرضت الفكرة عليها تحمست بشدة لتقديم صورة حقيقية للمرأة السعودية التي تعد من أكثر نساء العالم أناقة الى جانب حرصها على متابعة أحدث صيحات الموضة العالمية.
وأشارت إلى دراستها للفنون الإسلامية في جامعة الملك عبد الله وهو الامر الذي ساعدها على - حد قولها - على تصميم الأزياء التي تحتاج الى إبداع مستعينة في ذلك بتصميمات الفن الإسلامي والروماني، إلى جانب مطالعتها لما تطرحه بيوت الازياء العالمية من تصميمات تختار منها ما يناسب المرأة العربية بوجه عام.
وقد نفت قشقيري وجود منافسة من قبل مصممات الأزياء اللبنانيات موضحة أن المجال مفتوح للجميع وأنها لا تزال في بداية طريقها وكل ما قدمته حتى الآن هو تصميم خط إنتاج واحد لماركة ملابس شبابية تحمل اسم "ماجنت".
وأخيرا، جاءت مجموعة مصممة الازياء غاردينيا حافظ، 18 سنة، التي قدمت 35 تصميما مختلفا، لتؤكد جرأتها لا كأصغر مصممة أزياء سعودية فقط، ولكن أيضاً في اعتمادها على مجموعة غنية من الالوان المزركشة والمتداخلة في أكثر من تصميم. مثل الأحمر والفوشيا والأزرق. وجاءت تصميمات غاردينيا شابة متحررة من القيود وهو ما لفت اليها أنظار الحضور. من خلال تصميمات اعتمدت في أكثرها على الظهر والوسط العاري مع أقمشة الشيفون والحرير والقطيفة. وجاءت التصميمات انسيابية، حرصت فيها على إبراز مفاتن المرأة وأنوثتها بشكل راق.
وتحدثت غاردينيا قائلة "ان هذا العرض هو الرابع بعد أن قدمت عرضين للأزياء داخل السعودية وعرضا آخر أثناء تخرجي في معهد الموضة والتصميم في فلورنسا بايطاليا". وأشارت الى أن بدايتها جاءت مع تصميم العباءات السعودية التي استهوتها في البداية قبل أن يجذبها تصميم أزياء وفساتين السهرة لتضع لمسات الأناقة التي تعتمد في الأساس على البساطة في كل شيء. وتحلم غاردينيا بافتتاح بيت أزياء خاص بها يحمل اسمها في السعودية. مؤكدة أن مثلها الاعلى في تصميم الأزياء هو روبرتو كفالي والمصمم اللبناني ايلي صعب.