الخيانة المالية بين الزوجين .. لا تسرقني فتضيع علاقتنا
03:03 م - الخميس 13 مارس 2014
تعتبر "الخيانة المالية" بين الزوجين من الأمور التي على الرغم من كونها نادرة وتحدث بين أسر قليلة جدا، إلا أنها تؤثر وبشكل سلبي على العلاقة الزوجية، حيث إنها لا يجب أن تحدث بأي شكل من الأشكال، وذلك على الرغم من أن أحد الزوجين قد يلجأ إلى الكذب وسرقة بعض الأموال بسبب الظروف الصعبة أو تلك الناجمة عن تقصير الطرف الآخر في النواحي المالية، إلا أنه وبرغم كل ذلك لا ينبغي أن تحدث مثل تلك الأمور أياً كانت الأسباب، ولكن يمكن القول بأن الخيانة المالية بين الزوجين تصبح أكثر انتشار إذا كان ينتشر بين العديد من الأشخاص المفهوم الشائع، وهو بأن يكون لكل من الزوجين ذمة مالية منفردة ويظهر ذلك بصورة واضحة وكبيرة إذا كانت الزوجة عاملة.
تأثيراتها على الأبناء:
تعتبر الخيانة المالية من أكثر الأمور التي تضر الأبناء خاصة إذا علموا بها، أو افتضح أمر الزوجين أمام أبنائهم، بل ربما يصبح الأبناء أكثر تأثرا بها عند الكبر، ويسقطون هم أيضا في مستنقع الخيانة المالية.
تحلوا بالشفافية:
وللتغلب على هذه المشكلة وعدم افتضاح أمرها على الملأ، وخاصة لتأثيراتها السلبية على الأبناء، فإنه يجب على الأزواج أن ينظروا إلى واقعية الأمور وذلك لأن الزواج قائم على الشراكة في كل شيء ومنها الأمور المالية، فلابد للزوجين أن تكون بينهما شفافية عالية، فلا يوجد بينهما أي حواجز أو جدران ليخفي أي طرف عن الآخر أي أمور ومنها النواحي المالية، ولكن مع مراعاة أن للزوجة متطلبات خاصة بعيدة عن متطلبات البيت وبعيدة عن ميزانيته، ويجب أن يكون لها مصروف شهري خاص بها متفق عليه لتلك المتطلبات الخاصة.
لماذا تحدث الخيانة المالية؟
- إخفاء المال: تحدث الخيانة بين الزوجين في الأمور المالية إذا أخفى أحد الزوجين عن الطرف الآخر بعض الأمور المالية، حيث إن الشراكة دائمًا تقوم على مبدأ المصارحة والأمانة، ولكن عندما يحدث أن يقوم أحدهما بإخفاء بعض المال لصرفه في جهات أو على أشخاص آخرين دون علم شريكه هنا تكون الخيانة.
- البخل: كما يبدأ هذا الطريق الوعر بدواعي البخل بأن تقوم الزوجة باتهام زوجها بالبخل والشح فتحاول أن تخفي من ورائه بعض الأمور المالية لاحتياجها للمال في أمور يرى الزوج عدم أهميتها أو عدم ضرورتها، وهو يراها مبذرة وتنفق في أمور تكون من وجهة نظره غير ضرورية فيقوم هو بإخفاء المال دون علمها ويكون هذا بداية لأمور أكثر تعقيدًا وأكثر سرية.
- تدقيق الزوج: كما يعتبر التدقيق الشديد من جانب الزوج على المالية وتضييق الخناق جدا على الزوجة من الأمور التي تؤدي إلى الخيانة المالية بين الأزواج أيضا.
- إنقاذ أحد أفراد الأسرة من الإفلاس: كما يكون السبب الرئيسي في الخيانة المالية هو وقوع أحد أقارب الزوج أو الزوجة في الإفلاس فيفكر الطرف الآخر في إنقاذه من ماله الخاص أو مال الأسرة دون أن يعرف الطرف الآخر، وهذا أيضا أحد أوجه الخيانة المالية بين الزوجين، وإن كان المقصد حميدا في بعض الأحيان.
- التكتم على الحساب المصرفي: قد يعمل الزوجان ولكن لكل منهما حسابه المصرفي الخاص، غير أن الحساب المشترك الخاص بمصروف البيت هو موضع الخلاف حول تغذيته من هذا الحساب أم ذاك.. وقد يكون سبب الخيانة المالية أيضا شكوى زوجة من تكتم زوجها الثري على حساباته المصرفية بحيث لا تعرف عنها شيئاً على الإطلاق، وتخشى في حال وفاته ألا ترث منه شيئاً.
ويمكننا القول إنه من حق الزوج أن يحتفظ بمدخراته في حساب مصرفي باسمه وحده، ولكن من واجبه أن يبقي زوجته مطلعة عليه، وذلك لأن اطلاعها عليه يمكنه أن يطمئنها على قدرة العائلة على اجتياز المحن الطارئة، وإذا كان هذا المبلغ المتوافر غير كبير، يكون بمثابة تنبيه غير مباشر إلى وجوب توخي الحذر في موازنة المصروف الشهري.
وفي حال كان الزوجان يعملان، يصبح من حق الزوجة أن تحتفظ بمدخراتها في حساب مصرفي منفصل، كما يوفر للزوجين في هذه الحالة أن يتعاونا في مجال المصاريف المشتركة.