دروس هامة لمن فقدت حبها الأول

إن فقدان الحب الأول ليس بالأمر السهل، وعلى الأغلب نمر جميعا بهذه التجربة، ونادرا ما ينتهي البعض بالزواج من أول حب لهم، لكن رغم كل الألم الذي يسببه ذلك عليك الاعتراف بأن العالم لا ينتهي عند هذا الحد، وهناك الكثير من الدروس التي يمكنك تعلمها عند فقدان شخص كان يمثل لقلبك ولحياتك كلها مكانة خاصة.
وبما أن الدواء كثيرا ما يكون مر المذاق، سوف نقدم لك فيما يلي بعض الأشياء الهامة التي ستفيدك جدا وهي نتاج تجربة الحب المرة التي عانيت منها وكانت نهايتها أنك فقدت حبك الأول.

الدرس الأول:

أنت مازلت إنسانة جديرة بالحب:

يمكن أن يسبب فقدان حبك الأول لك كثيراً من فقدان الأمان والثقة بالنفس، وقد يدفعك للهروب من الدخول في أي علاقة على الأقل لفترة من الزمن، لكن تذكري أولا أن فقدانك هذا الحب الأول لا يعني أنك لا تستحقين الحب أو غير مرغوب فيك، حتى إذا كان انتهاء العلاقة بسببك أنت وتشعرين أنك بحاجة إلى بعض التعديلات، فلتفعلي ذلك ولا تشعري بالخجل من نفسك.
وإذا لم يكن خطؤك، تذكري رغم ذلك أن هذا لا يعني أنك غير كفء لبدء علاقة حب ناجحة، أنت بحاجة إلى وضع كل ذلك في اعتبارك حتى لا تعودي في تصديق الأكاذيب عن نفسك أو عن نوع العلاقات التي تستحقين أن تكون في حياتك.

الدرس الثاني:

الناس تتغير دائما:

تغير الناس من أصعب الحقائق وأقسى الدروس التي تتعلمينها من فقدان حبك الأول، عليك ببساطة الاعتراف بأن الناس تتغير، وأن من كنا نعرفه منذ عام سبق لن يكون هو نفس الشخص غدا، فالحياة تغيرنا وقد يتطلب هذا أن نسير في اتجاهات منفصلة أو مختلفة لم تكن في نيتنا، ويحدث هذا حتى في علاقات الحب.
بالإضافة إلى أن التعامل لفترة طويلة لدرجة العشرة بينك وبين إنسان لا يعني أنه لن يتغير نحوك، والتغيرات تقود أحيانا إلى كسر العلاقات الإنسانية، وتذكري دائما عند فقدان علاقة حب أن التغير شيء حتمي ودائما عليك التعامل معه.

الجراح لابد أن تلتئم والألم سوف يهدأ:

تشعر المرأة عندما يضيع منها حبها الأول أن العالم قد انتهى أمام عينيها ولم يعد بإمكانها التقدم في الحياة ولو بخطوة واحدة، تعتقدين حينها أن كل شيء أصبح زائفاً وقاتماً وأن الحياة كئيبة راكدة، رغم كل هذا اعلمي أن العالم يتحرك وأن أي ألم مهما كان قاسياً سوف يزول وأن الجرح سيندمل.

وللإسراع في الشفاء إليك بعض النصائح:

- مارسي هواياتك المفضلة باستمرار.
- افعلي الكثير من الأنشطة والأعمال مع أصدقائك المقربين.
- لا تستلقي على أريكة لتغرقي نفسك في حزنك.
- كلما تحركت وقمت بمهام حياتية كلما تخلصت من آلام فقدان حبك الأول بسرعة.

التجربة القاسية تمنحك استقلالية: 

تعتبر تجربة الحب الأول هدية مدهشة في حياة الشخص، لكن لا ننسى أن الحب يعني التابعية لشخص معين ويفقدك الاستقلالية في معظم الأحيان، كما أنه يجعلك لا تشعرين بالثقة بنفسك وأنت وحدك بدون الطرف الآخر، فرغم كل ما بعلاقة الحب من سعادة ومتعة لها أيضا سلبيات.

وبفقدانك هذا الحب أنت تستعيدين الكثير مما سلبه منك، وهي:

- استقلاليتك.
- شخصيتك.
- ثقتك الكاملة بنفسك.
- تمارسين هواياتك واهتماماتك التي تركتيها من أجله.

علاقة حب فاشلة تمنحك الوقت لتصفية ذهنك:

لسوء الحظ يمنحك فقدان الحب الأول مزيدا من الوقت لنفسك ورغم أن هذا قد لا يكون شيئاً جيداً في البداية لأنك تكونين في حالة من الحزن الغامر طوال الوقت، لكن عندما تنتهي الصدمة الأولى، يمكنك البدء في منح نفسك بعض الوقت ليساعدك على التركيز وتصفية ذهنك.
وخلال هذا الوقت، فكري من أين تبدأين وجهتك، وكل ما عليك فعله الآن ولم يكن هو يهتم به، وفكري في مستقبلك بطرق جديدة، باتباع هذه النصائح سوف تساعدين نفسك على المضي قدما والتئام جرحك بشكل أسرع.

تمنحك القوة:

هناك حكمة تقول أن ما لم يقتلك يجعلك أكثر قوة، فعندما تفقدين شخصاً، تكون هذه الحكمة آخر شيء تسمعينه أو تهتمين لسماعه، لكن اعلمي أن هذه العبارة صحيحة جدا، وحاولي تطبيقها على حالتك بدون تردد، اجعلي من تجربة فقدان حبك الأول وسيلة تزيدك قوة وصلابة.

هذه التجربة توضح لك ما تريدينه حقا:

يمثل فقدان الحب الأول وسيلة هائلة توضح لك أهدافك الحقيقية وما تريدينه في هذه الحياة، فربما كانت هذه العلاقة شيئاً تعتقدين أنك ترغبين فيه، لكن الواقع غير ذلك، ربما رغبت في شخص مختلف أو شيء مختلف لحياتك وكان اختيارك خاطئاً.
ففقدان حبك الأول أو أي علاقة إنسانية يمكنه توضيح الأمور لك وأهدافك الحقيقية في الحياة، وهذا شيء نحن جميعا بحاجة إليه، حتى نتمكن من اتخاذ أفضل القرارات الحياتية في أي موقف.
وأخيرا، إذا خسرت حباً لا تستسلمي ولا تتوقفي عن الأمل في إيجاد حب آخر، فربما من خسرتيه كحبيب يصبح فيما بعد أخا عظيما لك، واعلمي أن هذه التجربة تمنحنا قطعا دروساً مفيدة جدا.