«Safiyaa» .. ماركة أزياء غير معروفة أومستهلكة لكنها تتحدى الزمن
11:42 ص - الأحد 5 يناير 2014
دانييلا كارنوتس ليست مصممة عادية، فهي لا تشارك في عروض الأزياء العالمية ولا تصرف الملايين على الدعاية لنفسها في المجلات البراقة، ومع ذلك حققت في فترة وجيزة ما لم يحققه الكثير من المصممين المتطلعين إلى العالمية.
اسم دانييلا أيضا ليس هو المتداول، لأن اسم شهرتها هو «صافيا» (Safiyaa)، اسم ماركتها التي تأسست في عام 2010 وأصبحت متوافرة في الكثير من المحلات المترامية في أنحاء العالم، بما فيها منطقة الشرق الأوسط.
الفضل في نجاحها السريع يعود إلى أسلوبها الراقي، الذي يحاكي الـ«هوت كوتير» وأسعارها المعقولة التي توازي أسعار الأزياء الجاهزة، مما يجعل أي قطعة منها بمثابة الغنيمة التي تتوق إليها كل أنيقة تريد التفرد والاختلاف، وفي الوقت ذاته لا تريد أن تتخطى التقاليد والكلاسيكية.
فتصاميمها تجمع الكلاسيكية بالعصرية ولا تتضمن أي رغبة ف يالجنون الفني، وهو ما لا تنكره دانييلا بقولها إن فكرتها من الأساس كانت أن تقدم للمرأة خزانة عملية وأنيقة تخاطب كل المناسبات.
وتشرح:
«لقد استقيت اسم ماركتي من اسم ابنتي صافيا، لأني أريدها أن تتضمن نوعا من الاستمرارية، بمعنى أن تورث الأم قطعها لابنتها. فأنا ما زلت أعتز ببعض القطع التي أخذتها من والدتي وما زلت أحتفظ بها لحد الآن، وأشعر بأنها صممت لي الآن كلما ارتديتها، وليس منذ عشرين أو ثلاثين سنة».
فكرة الاستمرارية وعدم الاعتراف بالزمن ترادف أيضا مفهوم العملية أو السهل الممتنع بالنسبة لدانييلا، التي تفهم ظروف المرأة جيدة وأيضا مخاوفها وطموحاتها. تعلق: «مما لا شك فيه أنه أصبح للمرأة عدة مسؤوليات متشابكة، مما يجعل حياتها معقدة وغنية في الوقت نفسه. ولأنها ذاقت النجاح ولم تعد بحاجة إلى أن تثبت نفسها للغير خصوصا في أماكن العمل، فإنها لا تريد أن تتنازل عن أنوثتها.
والعكس بالعكس، فهي تريد أكثر من أي وقت مضى أزياء تعبر عن هذا الجانب الأنثوي، كما تعزز الجانب القوي. وهذا بالنسبة لي يترجم نفسه في أناقة راقية وغير موسمية. فالأزياء، كما نعرف، وسيلة من وسائل التعبير عن أنفسنا وعن أسلوب حياتنا، أو بالأحرى كيف نريد أن نرى أنفسنا».
صوتها الهادئ وهي تتحدث عن البداية والطموحات يشي بشخصية عملية وعقلانية، تريد أن تبنى اسمها وماركتها على نار هادئة. فهي لا تريد أن تتسرع النجاح وتكبر من دون أساس مدفوعة بالأحلام. ولا شك في أن كونها ألمانية أولا ودرست الاقتصاد ثانيا وراء هذه النظرة الواضحة والعقلانية للأمور.
تتذكر أن البداية كانت بسيطة للغاية، «فأنا لم أدرس تصميم الأزياء ولم أمارسه من قبل، لكني كامرأة كنت أميل إلى أسلوب معين وأبحث عنه أينما ذهبت، بحكم أسفاري الكثيرة عندما كنت أعمل في مجال الاستثمار، من دون أن ننسى مسؤولياتها كزوجة وأم.
كل هذا جعلني أحتاج إلى خزانة متنوعة، كلاسيكية وراقية تبدو أنيقة في كل الأوقات وبأقل جهد ممكن». هذه الأناقة السهلة هي التي أثارت انتباه صديقاتها وقريباتها اللاتي بدأن يطلبن منها القطع نفسها.
داعبتها فكرة ترك عملها والتفرغ للتصميم في البداية، لكنها لم تأخذ شكلا جديا إلا بعد أن بدأت بعضهن يطلبن القطعة نفسها بألوان مختلفة. ولأنها لم تكن دارسة أو متخصصة بالرسم والحياكة، استعانت بخياطين وخبراء في هذا المجال كانت تعطيهن تصورها وتشرف عليه، بينما يجري الإنجاز والتنفيذ من قبلهم وفي معاملهم، إلى أن افتتحت معملا في إسطنبول أصبح هو المعمل الرئيس للماركة.
إسطنبول، كما تقول، لم تكن خيارا عشوائيا، فقد وجدت فيها اليد العاملة المتمرسة، كما تتوفر على مصانع أقمشة وعلى موقع استراتيجي يسمح بشحن القطع منها بسهولة وسرعة إلى كل نقاط البيع سواء ألمانيا والنمسا وسويسرا، وهي أسواق مهمة بالنسبة لها، ربما أكثر من الشرق الأوسط حاليا. فرغم أن تصاميمها متوافرة حاليا في محلات مثل «هارفي نيكولز» بالرياض و«إيتوال» بدبي وغيرها، فإن إمكانيات التوسع في المنطقة كبيرة، بالنظر إلى أن تصاميمها تناسب البيئة العربية.
وتشير:
«الأهم من هذا، أنه يمكننا التفصيل على المقاس وتنفيذه في وقت يلبي رغبات الزبونات، خصوصا العربيات اللاتي لاحظت أنهن أكثر من يميل إلى هذه الخدمة ويقدرها».
ورغم أن دانييلا صبت كل جهدها في البداية على أزياء النهار، فإنها اكتشفت مع الوقت أن قوتها تكمن في أزياء السهرة والمساء، لأنها تتبع تقاليد وتقنيات متبعة في الـ«هوت كوتير» أكثر، مما يمنح تصاميمها رقيا وتميزا ترغب فيه زبونة الـ «هوت كوتير» كما النجمات والعارضات اللاتي ظهرت الكثيرات منهن بأزيائها في مناسبات السجاد الأحمر مثل جيما أرترتون، هيلينا كريستنسن، بوبي ديليفين. والسبب ربما يعود إلى أنها لا تصرخ باسم دار معروفة ومستهلكة، بقدر ما هي تصاميم عصرية ومنعشة تجعل كل من يراها يفكر فيها طويلا، إما لأناقتها أو لتخمين اسم مصممها.