إعلان واحد للسجائر = أسبوع متواصل من التدخين!

توصلت دراسة حديثة أن المراهقين والشباب الذين يشاهدون إعلانا واحدا للسجائر يشعرون برغبة جمة في التدخين لأكثر من أسبوع متواصل. وعلى الرغم من أنه تم منع وحظر إعلانات التبغ من الراديو والتلفاز، إلا أنه ما زال عرضها في المتاجر ومحطات الوقود على صفحات الإنترنت.
اشتملت النتائج على تداعيات هامة بالنسبة للحكومات التي تحرم سياستها إعلانات التبغ، وتهدف إلى الحد من استخدام السجائر من قبل الشباب. وفي سياق الحديث يذكر عالم النفس ستيفن مارتينو: "لقد فوجئنا بمدى بقاء واستمرار تأثير الرسائل المؤيدة للتدخين، وقد ارتأت النتائج أن رسائل الإعلام الإيجابية عن التدخين من شأنها أن تؤثر على سلوك الفرد، حتى لو حدثت فرص التدخين بشكل غير منتظم".
اشتملت الدراسة على 134 من طلبة الجامعات في الولايات المتحدة، الذين سمح لهم بتوثيق ردود أفعالهم عند تعرضهم لرسائل التدخين الإيجابية عبر مدة ثلاثة أسابيع. تراوح المشاركون بين الغير مدخنين، والذين يدخنون بشكل منتظم وغير منتظم على حد سواء.
وقد أفاد المشاركون - بعد رؤية الإعلانات والرسائل المؤيدة للتدخين - بقدرتهم على  رفض التبغ من خلال الإجابة عن سلسلة من الأسئلة كـ "هل تعتقد أنك ستجرب السجائر في أي وقت قريبا؟"
هذا وقد دفع المشاركون أيضا للإجابة عن أسئلة مماثلة عندما كانوا لا يتعرضون للرسائل المؤيدة للتدخين، وهذا ما سمح للباحثين بمعرفة كيف يمكن التحقق من تأثير التعرض لتلك الإعلانات من خلال إجابات المشاركين المختلفة. وتوصل العلماء إلى أنه وبعد التعرض لإعلان واحد عن التدخين، تزداد رغبة الأشخاص في التدخين على الفور بنسبة 22%.
وبالرغم من أن الرغبة في التدخين تقل مع مرور كل يوم، فهي تبقى مرتفعة لمدة سبعة أيام على التوالي. وعند سؤال المشاركين في هذه الدراسة، فقد أفاد جميعهم تعرضهم لمجموعة متعددة من إعلانات التدخين خلال مدة الثلاثة أسابيع، والإجمالي بلغ 1112 إعلان خلال فترة الدراسة.
وأوضح الباحثون أن نتائجهم ترجح بأن التعرض يقع قبل حدوث تأثير الإعلان السابق، ومن هذا المنطلق يتراكم خطر التدخين مع مرور الوقت. وهذا من شأنه أن يفسر كيف يمكن للتعرض إلى الرسائل الإعلامية أن يكون  له الأثر الأكبر على اتجاهات الأفراد وسلوكهم تجاه التدخين.
وقد سجل الشباب في الفترة بين 18 و 25 أعلى نسبة مدخنين، وهم أكثر بـ50% من طلاب المدارس العليا والبالغين فوق الـ 26. يذكر أن الدراسات السابقة قد أظهرت بأن ثلثي التعرض لإعلانات التدخين تحدث في المناطق التي تباع فيها السجائر، كالمتاجر ومحطات الوقود والبقالة.
أيضا ويمكن للرسائل المحرضة على التدخين أن يتم تمثيلها في الأفلام والمسلسلات، وقد أوضحت البحوث أن التعرض الدائم لتلك الإعلانات سواء في وسائل الإعلام أو التسلية يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى اتخاذ الشباب لها كعادة لا يمكن الاستغناء عنها.