هل إعادة عقارب الزمن إلى الوراء عشر سنوات .. مجرد حلم؟

دراسة تفيد بأن إعادة عقارب الزمن إلى الوراء عشر سنوات مجرد حلم والطبيبان روبرتو وموريسيو فييل يؤكدان: العملية تعتمد على مهارة الجراح والجينات الوراثية للعميل وأسلوب حياته
دراسة تفيد بأن إعادة عقارب الزمن إلى الوراء عشر سنوات مجرد حلم والطبيبان روبرتو وموريسيو فييل يؤكدان: العملية تعتمد على مهارة الجراح والجينات الوراثية للعميل وأسلوب حياته

كيف تبدو أصغر بعشر سنوات؟!

شعار ترفعه بعض شركات التجميل للترويج لمستحضراتها، كما يردده بعض جراحي التجميل. فعشر سنوات من عمر الإنسان ليست بالعدد القليل، وأن يبدو من هو في الأربعين وكأنه في الثلاثين أمنية يتمناها معظم الناس. 
بيد أن دراسة جديدة قام بها باحثون أميركيون وكنديون، أفادت بأن عمليات التجميل، بما فيها شد الوجه، لا تحقق هذا الوعد ولا تعيد عقارب الزمان سوى ثلاث سنوات إلى الوراء عوض 10 سنوات، مما يتطلب الخضوع لعمليات متعددة ومستمرة للحصول على نتائج أفضل. 
كما أفادت الدراسة ذاتها بأن هذه العمليات قد تشد البشرة وتضفي عليها جرعة من النضارة والشباب، لكنها لا تزيد من الجاذبية. وصرح الطبيب جاشوا زيم، من مستشفى لينوكس هيل، الذي قاد هذه الدراسة بأن أطباء التجميل لا يقولون هذه الحقيقة لزبائنهم لعدم توفر الأبحاث الموضوعية التي تضمن نتائج العملية قبل الانتهاء منها، لهذا يفضلون استعمال كلمات مثل «إنعاش البشرة» أو التخلص من مظاهر التعب التي تظهر عليها، إما بسبب تهدل الجفون أو ظهور التجاعيد وغيرها من العلامات السلبية، حتى لا يورطوا أنفسهم أو يعطوا أملا كاذبا للعميل. 
ويضيف أنه لا يشك أبدا بأن زيادة الإقبال على عمليات تجميل الوجه في العقد الأخير تعود إلى الآمال الكبيرة التي تعقد على النتائج الواعدة بإعادة عقارب الزمن إلى الوراء بـ 10 سنوات.
وأشار الطبيب جاشوا أيضا إلى أن المعطيات التي حصلوا عليها تبين أن عمليات شد الوجه فعالة في التخفيف من علامات الزمن، لكنها تحسن من مظهر العميل بأن تجعله أكثر جاذبية.
وكانت هذه الدراسة التي نشرت في «جورنال جاما لعمليات شد الوجه» الأولى من نوعها من حيث اختبارها مدى جاذبية العميل، ونسبة تحسن البشرة بعد الجراحة. فقد أخضع لها 50 شخصا، منهم 12 رجلا والباقي من النساء تتراوح أعمارهم بين 42 و73 عاما. وكانت الحصيلة أن الأغلبية أفادوا بأن التحسن أعاد عقارب الزمن إلى أقل من خمس سنوات في أحسن الحالات.
وعندما طلب الطبيب وفريقه من المشاركين أن يقيموا مدى تحسن جاذبية كل من خضع للعمليات من 1 إلى 10، لم تكن النتيجة أحسن بشكل لافت، إذ لم تزد جاذبية بعضهم على الإطلاق، بينما حصل ثلاثة أرباعهم على حصيلة تتراوح بين أربع وسبع نقاط فقط.
كانت هذه الدراسة مثيرة، مما فتح الشهية لمعرفة المزيد عن مدى صحتها من الطبيب روبرتو فييل وأخيه الطبيب موريسيو فييل، صاحبَيْ عيادة «لندن سانتر فور أيستيتيك سيرجيري في لندن» London Centre for Aestheti Surgery الواقعة بهارلي ستريت، وعيادة London Center for Aesthetic Surgery, Gulf في دبي.
جواب الطبيب روبرتو فييل كان قاطعا بأنه «من الصعب التعميم أو الجزم بأن بعض العملاء سيكتسبون مظهرا أصغر بثلاث أو عشر سنوات. مما لا شك فيه أن النتيجة ستختلف من واحد إلى آخر حسب مهارة الجراح من جهة، وعمر العميل وجيناته الوراثية، وأيضا أسلوب حياته من جهة أخرى. فالتقدم في العمر له نتائج مختلفة من شخص إلى آخر، مما يجعلها غير متوقعة أحيانا».

ويتابع:

«عمليات الجراحة لشد الوجه ما هي إلا وسيلة واحدة من بين وسائل أخرى كثيرة لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، وبالتالي على الجراح أن يأخذ بعين الاعتبار وسائل أخرى، مثل البوتوكس أو حقن الدهون في الوجه وغيرها لتعزيز العملية الجراحية. وهذا يعتمد على حالة العميل، فمثلا إذا كان يعاني من خطوط عميقة، فهو لا يحتاج إلى أكثر من البوتوكس لكي يخفف من مظاهرها، أما إذا كان الوجه قد تعرض للتهدل وفقد شكله والمواد التي تجعله يبدو مشدودا ومرفوعا لأعلى، فإن حقن الدهون أو الـ«فيلرز» يمكن أن يساعد على استعادة قوامه ونضارته. المهم أن النتيجة تكون أكثر من ثلاث سنوات».

يلتقط أخوه التوأم الطبيب موريسيو خيط الكلام موضحا:

«طبعا عمليات التجميل تستحق الخضوع لها على شرط أن تكون الصورة التي رسمها العميل في خياله واقعية، وليست خيالية. تعلمنا من التجارب أن لا نقدم وعودا لا نقدر على الإيفاء بها، فأول خطوة هي التعامل مع توقعات العميل ووضعها في إطار واقعي.من المهم أن نشرح له ما هو ممكن وما هو مستحيل، وأيضا المزايا والمضاعفات حتى يستطيع أن يقرر ما يناسبه من دون أن يصاب بخيبة أمل فيما بعد. ومن خلال التجربة أيضا، تأكدنا أن العميل يقدر هذا الأمر ويتعامل مع الصدق بصدق. أما بالنسبة للواتي يقصدننا بطلبات غير معقولة، مثلا الحصول على مظهر ليز هيرلي أو ناعومي كامبل، فإننا نرفض طلبهن لأننا نعرف مسبقا أنه من الصعب أن يرضين عن أنفسهن بأي شكل».
ويؤكد موريسيو أنه وروبرتو يرفضان التعامل مع بعض الطلبات غير المعقولة، أو عندما تكون لدى العميل فكرة خاطئة عن العملية والمراد منها: «مثلا هناك بعض الزبائن الذين يعانون من السمنة المفرطة، ويعتقدون أن شفط الدهون هو الطريق للتخلص من الوزن الزائد، وهو الأمر الذي نرفضه ولا نوافق عليه على الإطلاق. فعملية شفط الدهون هي للتخلص من بقايا الدهون التي يصعب التخلص منها باتباع نظام حمية أو بالتمارين الرياضية وليس وسيلة (استسهالية) للتخلص من البدانة المفرطة».
بالنسبة لعمليات «إنعاش» الوجه، يقول روبرتو إنه يقترح مظهرا طبيعيا يعتمد على شد الوجه بطريقة «ماكس» MACS لأنها طريقة تشد الجزء الأسفل من الوجه، وترفعه لأعلى، من دون أن تسبب أي ألم مقارنة بالعمليات الجراحية التقليدية الأخرى. كذلك فإن هذه العملية ترفع الوجه، مما يعني مظهرا طبيعيا ومنتعشا من دون كدمات أو ندوب ظاهرة، لأنها تكون في الجزء الخلفي من الأذن، مما يجعل الشعر يخفيها.
لكنه يقر بأن ليس كل الجراحين بارعين أو لهم القدرة على نصح العميل بصدق عما يمكن توقعه من نتائج. فجراح التجميل بالنسبة له مثل الفنان أو النحات عليه أن يدرس ملامح الوجه وتقاطيعه جيدا، قبل أن يقوم بأي خطوة، مهما كانت بساطتها. ولأن الفكرة من عمليات التجميل ليست تغيير ملامح الوجه بقدر ما هي تجميلها وتحسينها فقط بإضفاء الحيوية والشباب عليها، فإنه من أكثر الموالين والداعين للمظهر الطبيعي.

ويوافقه الطبيب موريسيو الرأي فيما يتعلق بفكرة أن الجراح مثل النحات، مضيفا:

«الجمال يحتاج إلى عناية دائمة ومنتظمة مثل عملية فنية تحتاج إلى إضافة شيء قليل كل مرة. لقد رأيت سيدات خضعن لعمليات تجميل غير موفقة تماما، لكن في مقابل رأيت أيضا أخريات حصلن على نتائج رائعة. 


والأمر يتعلق بالجينات الوراثية، وكيف جرى التعامل مع البشرة لسنوات. فبعضهن لا يحتجن سوى لعمليات بسيطة مثل البوتوكس أو حقن الدهون في الوجه قبل بلوغهن الستين مثلا، بينما هناك من يحتجن إلى عمليات جراحية لشد الوجه وهن في الـ 45 من العمر. فاللواتي قمن بعمليات صيانة على مدى سنوات يحصلن في الغالب على نتائج مرضية». 
وينفي الأخوان أن تكون العملية تجارية محضة، مؤكدين أن الطبيب ملزم بأن يكون صادقا مع العميل، لأنه لا يستطيع التكهن بما إذا كان الشخص سيكتسب جاذبية أكبر بعد العملية.

ويعلق روبرتو فييل:

«لا ننسى أننا يجب أن نعرف نية العميل، وما إذا كان يريد أن يبدو جذابا لإرضاء نفسه أو لإرضاء شخص آخر. في هذه الحالة على الطبيب أن يكون موضوعيا، وأن يراعي حالة العميل النفسية والجمالية على حد سواء».
الجمال مسألة نسبية، وفي العديد من الأحيان تكون في عين الناظر، كما يقول الطبيب روبرتو، لأن الفكرة من إنعاش البشرة وشدها ليست تغيير ملامح الوجه وتقاطيعه بشكل جذري. وهذا يعني أنه لا يمكن إضفاء عنصر الجاذبية عليه فجأة، إذا لم يكن يتمتع بها في الأساس.

يشرح الطبيب روبرتو:

«إذا كان العميل يعاني من بعض العيوب البارزة، مثلا، فإن هذا لن يتغير بعد العملية، وإذا لم يكن جذابا قبلها، فإنه لن يكتسب الجمال والجاذبية بعدها. ويجب أن أعترف هنا أنه طوال سنوات عملنا أنا وأخي موريسيو في هذا المجال، ما زلنا نجد صعوبة في تحديد مفهوم الجاذبية لدى كل الناس، لأن الجمال في عين الناظر أولا وأخيرا، كما يقول المثل».
لمعلومات أكثر يمكن زيارة الموقع الإلكتروني www.lcas.ae.