لماذا تشعرين بالنعاس دائما؟

تنتعش الساعة الرقمية في الساعة الثانية والنصف صباحا وتظهر أرقامها باللون الأحمر البراق مع شعور تام ومألوف من التداخلات المرعبة التي تخترق العقل والجسم، مما يثير بعض الأسئلة المعتادة ومنها:
- هل سأنام هذه الليلة؟
- ماذا لو لم أتمكن من النوم؟
- كيف سأنجز أي شيء غدا إذا لم أتمكن من النوم هذه الليلة؟

وتصف الأبحاث العلمية خاصة في وزارة الصحة الأمريكية حالة النعاس الشديد كمشكلة تعاني بها من اضطرابات في الذهاب للنوم أو البقاء في نوم عميق، وكان التفسير هو ما يلي:

"وفقا لموقع المعهد الوطني للقلب والرئة والدم أن واحداً من بين كل ثلاثة أشخاص يعاني من الأرق أحيانا وواحداً من كل عشرة أشخاص يعاني من الأرق المزمن."

إذن ما الذي يجعلنا مستيقظين طوال الليل؟ والأكثر أهمية هو كيف نكسر دائرة الأرق؟

نحن نعيش في عالم السرعة، فكل شيء من حولنا يتحرك في عجلة، يتصارع الناس بلا توقف، ورغم أن السرعة ظاهرة ليس بها خطأ، لكنك لن تتمكن من الحصول على الاسترخاء بسرعة أيضا.
وإذا كنت من الأشخاص الذين لا يتمكنون من النوم الطبيعي ويأخذون عقاقير لتساعدهم على النوم فهذا مؤشر خطر، ومن المؤسف أن يكون تناول عقاقير النوم هو البديل لمشكلة الحرمان من النوم.
ويخبرنا الأطباء أن مشكلة عدم النوم قد تكون حالة مرتبطة بحدث معين مثل وفاة شخص من أفراد الأسرة مما سبب صدمة نفسية تركت تأثيراً سلبياً على عملية النوم، لكن يحذرون من استخدام مثل هذه الأدوية يجب أن يكون استثناء وليس قاعدة عامة.

وهناك بعض البدائل المقاومة لحالات القلق والتوتر أو الحبوب المنومة:

البدائل النباتية:

جربي تناول النباتات الغنية بالمغنسيوم أو الميلاتونين لتحفيز الجسم على النوم الطبيعي، كما يرشح الأطباء أيضا أنواعاً معينة من الضوء أو النظارات لحجب الضوء الناتج من الميلاتونين الذي تنتجه أجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر.

راقب ما تشربه:

على كل شخص الانتباه لما يتناوله من المشروبات كأن يقلل من مقدار الكافيين الذي يمتصه الجسم خلال فترة النهار، لأن تأثيراتها تراكمية، كذلك التنبه الحذر للمشروبات الكحولية، حيث يخبرنا الأطباء أن الكحول يمنع الميلاتونين ويعطل مسار النوم الطبيعي.
كما ينصح بالابتعاد عن جميع أنواع الشاي التي يقال عنها أنها تساعد على النوم، لأن معظمها يحتوي على عشبة "حشيشة الهر" فبالإضافة إلى كونها من محفزات النوم يمكن أن تصبح بمثابة مادة مدرة للبول مما يضطر الشخص للاستيقاظ من النوم من أجل التبول لمرات عديدة أثناء الليل.

وللشعور بالاسترخاء قبل موعد النوم يجب اتباع ما يلي:

يجب أن نشعر الجسم بحالة من الاسترخاء قبل الذهاب للنوم لأن الناس عادة يأخذون ما عانوه من توتر وضغوط جسدية ونفسية خلال النهار إلى الليل معهم، لذا لابد من اتباع بعض الخطوات والطقوس التي تسمح لك بالخروج من عالم اليقظة وترك كل النوايا والأفكار على باب غرفة النوم قبل دخولها.

خلق وقت للاسترخاء:

على كل شخص تخصيص وقت معين كل ليلة للتخلص من التوتر بحيث لا يقل عن ثلاثين دقيقة.

تواصل الشخص مع جسمه:

تساعد طقوس الليل على تواصلك مع جسمك الذي خرج من حالة اليقظة وما بها من مسئوليات، وهذا بالآتي:

- يأخذ الشخص حماماً دافئاً.
- استخدام بعض الزيوت الضرورية للجسم مثل اللافندر أو الليمون مع بعض اليوجا البسيطة التي تسمح للجسم بالتمدد أو التدليك الرقيق.

التركيز على التنفس:

يجب إبطاء رتم العقل تدريجيا باستخدام طريقتي التأمل و ممارسة تمارين التنفس.

إعادة التفكير في مساحة نومك:

يتطلب الوقوع في النوم إحساس عميق بالأمان النفسي وينصح الأطباء لتحقيق ذلك بخفض الأضواء وإحاطة النفس بأشياء تذكرنا بأننا في حالة من الأمان، مثل لحاف الجدة أو ملابس مريحة للنوم، كما يفضل أن تكون درجة حرارة الغرفة أقل من 68درجة لتناسب درجة حرارة الأرض الطبيعية لفترة الغسق.