علامات «سن اليأس».. هل تظهر لدى الرجال؟
تشير الاحصاءات العالمية أن هناك رجلاً واحداً من كل 200 رجل تحت سن 60 عاما يعاني من أعراض نقص هورمون الذكورة تيستوستيرون testosterone، الذي يبدأ اعتبارا من سن الأربعين بالتناقص بنسبة 0.3% سنوياً ويستمر مع تقدم العمر.
وحتى في الرجال الأصحاء، تكون كمية التيستوستيرون المفرزة في الدورة الدموية عند سن 55 اقل بكثير مما كانت عليه قبل عشر سنوات فقط.
وكحقيقة علمية، ينخفض مستوى هورمون الذكورة في سن 80 عاما الى مستويات تكون أقرب لما كانت عليه قبل البلوغ.
وتشير إحدى الدراسات الى أن 20% من الرجال بعد سن 60 عاما سوف يحتاجون حتما للعلاج من هبوط انتاج الهورمون بما يسمى "معوضات التيستوستيرون Testosterone Replacement Therapy TRT" والمتوفرة بأشكال دوائية متعددة.
* أن الرجال أيضا، يعانون من أعراض مرحلة اليأس التي تسمى عندهم أندروبوز Viropause or andropause ، وتكون إشارة لانتهاء مرحلة البلوغ او المراهقة الاولى وبداية مرحلة البلوغ الثانية.
والسبب الرئيسي كما ذكر هو نقص هورمون التيستوستيرون الذي يعتبر ضروريا ومهما، حيث يعطي الصفات الرجولية للذكور كما يساعد على نمو عضلاتهم. ونقص هذا الهورمون غالبا ما يكون غير ملاحظ لأنه تدريجي، ومن أعراضه هشاشة العظام والاكتئاب.
ويقدر عدد الذين يعانون من هذه المشكلة فى أميركا وحدها بين 15 و20 مليون رجل، يخضع منهم للعلاج فقط حوالي مائتي الف رجل، حسب آخر الاحصاءات.
وتوجد الآن في الولايات المتحدة الاميركية عيادات خاصة لعلاج الرجال من أعراض مرحلة اليأس الرجولي، ويعطى لها هورمون التيستوستيرون، وهو على عدة أشكال منها الأقراص،الحقن الوريدية، اللصقات، الكريمات، الشكل الغروي (الجل) والذي طرح فى الأسواق حديثاً.
وحول فعالية العلاج، يقول أحد الرجال الذين يعالجون بهذا الهورمون ويبلغ من العمر 77 عاما واصفا الشعور الذى ينتابه بأنه قد عاد بعمره الى الوراء عشرين عاما، انه لأمرعظيم جدا! إلا أن هذه المشكلة تكاد تكون غير معروفة للرجال لأنهم عادة يتحملون أعراضها ولا يراجعون العيادات الطبية من أجلها.
* الأعراض قد تتشابه أعراض سن اليأس عند الرجال بتلك التي تحدث عند النساء لأن الحالة واحدة إذا قارنا العلاقة بين المبايض، والايستروجين، والدماغ، والغدة النخامية عند النساء فنجدها هي بالضبط نفس العلاقة بين الخصية، والتيستوستيرون، والدماغ، والغدة النخامية عند الرجال، مع فارق واحد وهو أن الاندروبوز الحاد في الرجال غير شائع نسبيا، بالمقارنة مع النساء في سن اليأس الحاد، وذلك يعود الى أن وظيفة الخصيتين تنخفض تدريجيا عند معظم الرجال. أما الصفات السلوكية فإنها تختلف تماماً عند الرجال في هذه المرحلة عنها عند النساء وذلك لاعتبارات كثيرة سوف نتطرق لها لاحقاً.
ونلخص الأعراض التي يعاني منها الرجال في هذه المرحلة منها قلة القدرة على الحركة، عدم توفر الطاقة، الاكتئاب، اضطرابات النوم، التغير الحاد في المزاج، انخفاض الغريزة الجنسية، الشيخوخة المبكرة، قلة التركيز، تساقط الشعر والضمور فى العضلات.
وعند ظهور هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب المختص حيث يكون العلاج فعالاً ومريحاً، خاصة وان طرق العلاج الجديدة أصبحت بسيطة وهي دهان يمسح على الجلد وقد يكون في ذلك أمل كبير لعلاج من يعانون من قلة التركيز وحدة المزاج وعدم القدرة على القيام بالواجبات الزوجية.
تجدر الاشارة الى أن النسبة الطبيعية لهورمون التيستوستيرون بالدم تتراوح بين 120-300 نانوجرام / ديسيليتر.
ويجب ان نحذر من مضاعفات العلاج بالتيستوستيرون أولئك المرضى الذين يعانون من تضخم البروستاتا.
ومن النصائح لمن هم في هذه المرحلة انه يجب الاستعداد مبكرا لتوقع حدوث مرحلة البلوغ الثانية في الحياة، بما فيها من تغيرات وانتقال.
وليكن في علم الجميع أن 80% من حالات انتحار الرجال في أميركا و70-80% في السويد، هي نتيجة للاكتئاب النفسي الذي يصيب الرجال في هذه المرحلة. إن الفرق بين تصرفات الرجال والنساء في مرحلة اليأس، ان الرجال يفرغون شحنات الغضب والاكتئاب خارجيا بينما تكبتها النساء داخليا.
أعراض سن اليأس لدى النساء .. ولدى الرجال
ان الأعراض السلوكية لسن اليأس بين الرجال والنساء تختلف نتيجة للاختلاف البيولوجي والنفسي بينهما. وقد ورد ضمن نتائج دراسة أجريت بعنوان "الصراع من أجل البقاء في مرحلة سن اليأس عند الرجال". دليل للنِساءِ والرجالِ (الناشر: سورسبوكز Sourcebooks، أكتوبر/تشرين الأول 2000):
- يلوم الرجل في هذه المرحلة الآخرين على أخطائه، بينما تضع المرأة الملامة على نفسها.
- يغضب الرجل ويصبح شديد الحساسية، بينما تحزن المرأة ولا تبالي لشعورها بعدم تقديرالآخرين لها.
- ينتاب الرجل شعور بالشك، بينما تكون المرأة خائفة وقلقة دائما.
- تتحاشى المرأة الدخول في منازعات وخلافات في الرأي، بينما يسعى الرجل إلى ذلك.
- ينتاب الرجل شعور عدائي تجاه الآخرين ولو بشكل خفي أو مقنع فيهاجمهم إذا شعر بالاهانة، وفي المقابل تبدو المرأة أكثر لطفا وتتراجع عند شعورها بالاهانة.
- يتوقع الرجل الاحترام من الآخرين بينما تكون هي اقل إلحاحا لذلك.
- يشعر الرجل أن جميع الناس ضده ويتربصون به الدوائر، بينما تشعر المرأة أن ذلك طبيعة المرأة وقدرها.
- تشعر المرأة في هذه المرحلة أنها اقل نشاطا، بينما يظل الرجل في قلق دائم.
- أما بالنسبة للنوم، فهما عكس بعضهما تماما. فهي تنام كثيرا وهو يكفيه القليل.
- عند حدوث مشكلة ما، ينتاب المرأة شعور بالذنب، بينما يشعر هو بالخجل.
- لا ترتاح المرأة للمديح والإطراء بينما تنتاب الرجل خيبة الأمل والإحباط إذا لم يكن ذلك في مستوى توقعاته.
- تتكلم المرأة بشفافية عن نقاط ضعفها، بينما يحاول الرجل إخفاء ذلك بقدر الإمكان.
- تشعر هي بالخوف من النجاحات القوية، بينما يحسب هو ألف حساب لأي فشل في مهماته.
- تشعر هي في هذه المرحلة بالحاجة إلى الاندماج مع الآخرين، خصوصا الأقوياء، بينما هو يفضل أن يكون على رأس الهرم في أعماله وقراراته.
- يلجأ الرجل في هذه المرحلة إلى قضاء وقت أكثر أمام التلفزيون أو ممارسة الرياضة أو اللجوء إلى مغامرات عاطفية جديدة كنوع من العلاج الذاتي، بينما تكون هي أكثر ارتباطا بأصدقائها وتنويع طريقة غذائها وتصبح أكثر عاطفية.
- وكحل لبعض مشاكلهما في هذه الفترة، تشعر المرأة أنها ستكون في أفضل حال إذا أصبحت زوجة أو أماً صالحة، بينما يشعر هو أن حالته تتحسن إن وجد العناية اللائقة من زوجته أو رئيسه في العمل أو أصدقائه.
وأخيرا ينادي الرجل دائما: هل حصلت على الحب الكافي لأكون سعيدا، بينما تكون هي معطاءة وتنادي: هل أحببت الآخرين وقدمت لهم العطف والعناية الكافية ؟