جيامباتيستا فالي .. يرفض عروضا مغرية من بيوت أزياء عالمية ويفضل الاستقلالية

Giambattista Valli .. الإيطالي الذي أثرى باريس وسحر العالم بتصاميمه الحالمة وفي الصورة مع النجة جيسيكا بيل
Giambattista Valli .. الإيطالي الذي أثرى باريس وسحر العالم بتصاميمه الحالمة وفي الصورة مع النجة جيسيكا بيل

مما لا شك فيه أن باريس أهم عاصمة موضة على الإطلاق. تاريخها في هذا المجال طويل وأسلوبها الباريسي العصري لا يعلى عليه ومع ذلك، فهي تعاني مثل ميلانو ونيويورك من الشيخوخة منذ فترة.
فمعظم مصمميها الكبار تعدوا السبعين، ومنهم من وافته المنية ومنهم من تقاعد أو أعلن إفلاسه. ما يبقي شعلتها متأججة وقوتها متعافية، استراتيجياتها الذكية في استقطاب مصممين شباب من جنسيات أخرى، أغلبهم من إيطاليا أو بريطانيا. 
نظرة واحدة إلى بيوت الأزياء العريقة تؤكد هذه الحقيقة بدءا من «ديور» التي قادها سابقا البريطاني
 جون غاليانو، وحاليا البلجيكي راف سيمونز، دار «كلوي» التي تعتمد على كلير وايت كيلر البريطانية، «شانيل» التي أصبح الألماني كارل لاغرفيلد لصيقا بها منذ أكثر من عقدين، الإيطالي ريكاردو تيشي في «جينفنشي»، البريطاني بيتر كوبينغ في «نينا ريتشي» وهلم جرا. 
هذه الاستراتيجية بدأت منذ عدة عقود، وتضاعفت بعد أن شعرت منظمة الموضة الفرنسية بأن العقد بدأ ينفرط وأن عدد البيوت والمصممين المشاركين في أسابيع الموضة، خصوصا في أسبوع الأزياء الراقية «الهوت كوتير» بدأ يقل ويتراجع بشكل يهدد كينونته واستمراريته، فما كان منها إلا أن قدمت دعوة حارة لمصممين من كل بقاع العالم، للمشاركة فيه.
ولم يخيبوا الأمل، فهم يضيفون إليها الكثير من البريق بدءا من الإيطالي جيورجيو أرماني، إلى اللبناني إيلي صعب ودار «فالنيتنو» وأخيرا وليس آخرا دار «فرساتشي». المنظمة أيضا حرصت على تعبيد الطريق أمام مصممين شباب على رأسهم الإيطالي جيامباتيستا فالي، الذي يحقق نجاحا كبيرا وتلقى تصاميمه إقبالا عالميا. 
هذا الأخير، وعلى الرغم من أنه لم يصل لسن الكهولة بعد، فإنه حقق ما لم يحققه الكثيرون، بدليل أن دار النشر «ريزولي» نشرته له كتابا خلال أسبوع باريس الأخير. واللافت أن اسمه ارتبط كثيرا ببيوت أزياء عالمية مثل «فالنتينو» التي دارت إشاعات بأنه رفض عرضا لكي يلتحق بها بعد أن تركها مؤسسها غرافاني فالنتينو، كما رفض عروضا آخر مفضلا الاستقلالية خصوصا أنه جرب العمل للغير ولم يشعر بالإشباع.
وكان قراره صائبا لأنه اليوم من أهم المصممين في الساحة، ومن المدللين في فرنسا، التي يقول إنه رغم أنه عاش فيها قرابة الـ16 سنة، فإنه لا يشعر بأنها جعلته فرنسيا، مشيرا إلى أنه لا يرتبط «بجنسية محددة» ومضيفا: «عندما أعمل فأنا باريسي، أما عندما أنطلق وأريد أن أرتاح فأنا إيطالي من مدينة روما». 
الوصفة التي اعتمدها جيامباتيستا فالي منذ البداية أنه توجه إلى فتيات المجتمع والنجمات وكل حالمة بأن تصبح نجمة، بكل جوارحه، ولم يبخل عليهن بالفنية أو بالاستعراض، وبادلته كل واحدة من هؤلاء نفس الولاء.
فالاستعراض الذي تبناه من نوع راق يستهدف جذب الانتباه بشكل إيجابي وليس العكس بتصاميمه ذات الأحجام الهندسية الضخمة، خصوصا عندما يتعلق بخطه الخاص بالهوت كوتير. فهذا الخط، بالنسبة له يقوم أساسا على الحلم «لكنه يجب أن يكون حلما يدغدغ الخيال من بعيد ويلامس الواقع من قريب». 
ويضيف أنه من أشد المعجبين بمدرسة جون غاليانو، المصمم الذي أخذ الحلم إلى عالم فاتنازي سريالي أحيانا عندما عمل في دار «ديور»، لكنه في الوقت ذاته يؤمن بأن هذا الحلم يجب أن يخاطب المرأة العادية. فهذه المرأة، حسب قوله: «جزء من قصتي، تلهمني، تشجعني وتستمع إلي.. إنها امرأة تجرب الموضة معي عندما تلبس أزيائي».
تجدر الإشارة إلى أن فالي وعلى الرغم من أنه تلقى عروضا مغرية للالتحاق ببيوت عالمية، فإنه يقدر استقلاليته وكونه لا يخضع لإملاءات الغير، لا سيما أنه نجح إلى حد الآن في البقاء في الواجهة، من دون دعم مجموعة كبيرة أو مساهمين ينتظرون نتائج عمله كل عام ليضعوه تحت اختبار أليم وضغط كبير.