منتجعات المياه المعدنية بدبي تتحول إلى ملاذات سياحية للخليجيين والسياح
الخليجيون اصبحوا اكثر ترددا على المنتجعات الصحية طلبا للنشاط والرشاقة والبشرة المشرقة، حسب ما قاله عدد من العاملين في هذه المنتجعات. واظهر استطلاع للرأي ان اكثر من 72% من الرجال يرتادون المنتجعات الصحية في المناسبات الخاصة بينما قالت البقية انها ترتاد المنتجعات شهريا، فيما يقول خبراء في هذا القطاع ان نسبة كبيرة من الجنس الخشن لم تدخل أي منتجع مياه معدنية على الاطلاق بسبب ارتفاع اسعارها وعدم الثقة بتحقيق نتائج ملموسة، إلى جانب ضيق الوقت. وقال مدير أحد المنتجعات بالإمارة ان الرجل ينفق ما يزيد عن 350 درهما (95 دولارا) خلال كل زيارة يقوم بها للمنتجع، بينما ينفق المواطنون الاماراتيون والمقيمون الغربيون ما يزيد عن 136 دولارا، مع العلم أن الإماراتيين، خاصة في الامارات الشمالية، اعتادوا في السابق على التردد على ينابيع حارة لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة، تنتشر بين الجبال في رأس الخيمة والفجيرة.
وكانت هذه الينابيع متاحة مجانا في السابق، قبل ان تقرر السلطات اخيرا فرض رسم دخول يبلغ 50 درهما (14 دولارا) للشخص على اشهر هذه الينابيع ويقع في رأس الخيمة. في مقابل هذه المنتجعات الراقية، تنتشر في دبي عشرات النوادي الصحية تقدم خدمات التدليل والحمام المغربي والتركي بأسعار منافسة جدا لهذه النوادي.
لكن يبقى للمرأة الاماراتية الفضل الأكبر في إنعاش هذه المنتجعات والنوادي، فهي تصرف مبالغ اعلى بكثير تتجاوز احيانا ما تنفقه على مستحضرات التجميل والعطور. ويقدر خبراء دوليون حجم صناعة وتسويق منتجات العناية بالجمال في الخليج، بما فيها منتجعات الحمامات المعدنية، بما يزيد على الملياري دولار سنويا، خصوصا مع إقبال الشابات عليها، والانفتاح على الثقافات المختلفة من خلال وسائل الاعلام العالمية، فضلا عن السياحة التي ساعدت على تعزيز الطلب المحلي المتنامي على كافة منتجات التجميل والعناية الشخصية.
وبلغت نسبة الارتفاع في هذا القطاع خلال السنوات الثلاث الماضية الى نحو 300 في المائة بينما ارتفع عدد مراكز التجميل والعناية بالجسم الى ثلاثة امثاله خلال نفس الفترة.
ويقدر حجم الانفاق في دولة الامارات على مستحضرات التجميل، اذا ما اضيف اليها الانفاق على العناية بالشعر والاظافر والعلاج الطبيعي وعمليات التجميل والمنتجعات وغيرها، بنحو 2 مليون دولار يوميا. ويصل حجم انفاق دول مجلس التعاون على هذه القطاعات مجتمعة الى نحو 35 مليار دولار سنويا. وتنتشر حاليا في العديد من مراكز التسوق بالامارة مكاتب صغيرة للترويج لخدمات هذه المنتجعات بعروض صممت لتوفير تشكيلة واسعة من خيارات الاستجمام والاسترخاء والتخلص من عناء العمل والتجميل، حتى تخاطب جميع الأذواق والأعمار سواء للذين يخوضون تجربة المنتجعات الصحية للمرة الأولى أو لطالبي السياحة العلاجية.
ووفقا لتقرير صدر عن غرفة تجارة وصناعة أبوظبي فإن السياحة العلاجية في دولة الإمارات مهيأة للنمو بمعدل 15% سنويا، وهو المعدل الذي من المقرر أن يوفر إيرادات تصل إلى ملياري دولار سنويا بحلول عام 2010. وقالت ليلى سهيل المدير التنفيذي لمفاجآت صيف دبي ان عروض المنتجعات الصحية تأتي ضمن اطار خطة الترويج لدبي كمركز لسياحة المنتجعات الصحية في الشرق الأوسط.
مضيفة ان دبي لديها حاليا ثلاثة منتجعات من أصل أربعة في الشرق الأوسط اختيرت من قبل رابطة الفنادق العالمية ضمن أفضل المنتجعات الصحية التي تقدم خدماتها وفق أعلى معايير الجودة العالمية في هذا المجال. وتجدر الإشارة إلى أن دبي تمتلك أكبر عدد من المنتجعات الصحية في العالم بالنسبة لعدد الأفراد في الإمارة إلى جانب بنية سياحية متطورة، وتصبو إلى استقطاب المزيد من عشاق السياحة العلاجية من الدول المجاورة ومن مختلف دول العالم بشكل عام.
ويتخصص كل منتجع من المنتجعات المشاركة في عروض المهرجان في نوع معين من العلاجات بجانب تقديمه للأساليب العلاجية العامة التي تساعد على التخلص من الإجهاد وإرهاق العمل، حيث يمكن لعشاق السياحة العلاجية الاختيار بين العلاج بالأحجار الحارة والمساج التايلاندي والسويدي والعلاج بالأوكسجين والعلاج بالأعشاب واليوجا والتخلص من السمنة والدهون. وتقدم المنتجعات خيارات علاجية تبدأ من جلسات مدتها نصف ساعة إلى علاجات تحتاج إلى زيارتين متتاليتين، حسب الاحتياجات الصحية.
ويعتبر مساج الأحجار الحارة من العلاجات الشاملة التي تستخدم فيها أحجار البازلت، حيث تتسبب الحرارة الصادرة عن الأحجار في استرخاء العضلات وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة التي يجري تدليكها مما يساعد على فعالية العملية العلاجية. وعندما توضع على الجسم، فإن هذه الأحجار يكون لها رنين معين يخلص الجسم من الإرهاق والتعب ويساعده على استعادة توازنه وطاقته، مما يولّد شعورا أفضل لدى الشخص وتناغما أكبر بين الجسم والمخ. اما المساج السويدي فيساعد على تقصير الفترة التي تحتاجها العضلات للتخلص من الإرهاق، وعلى تحفيز الجلد وتنشيط الجهاز العصبي وتهدئة الأعصاب في آن واحد.
ويعتبر العلاج بالأعشاب أحد العلوم الطبية القديمة التي تقوم على استخدام النباتات وأجزائها المختلفة في توفير الاسترخاء اللازم للجسم وعلاجه. وأثناء ممارسة هذا النوع من العلاجات يتم استخدام الزيوت الأساسية المستخرجة من النباتات بغية تخفيف الألم وتنظيم النظام الانفعالي لدى الشخص. والزيوت الأساسية هي مشتقات نباتية متطايرة مركزة بشكل كبير ومستخرجة من أوراق النبات وجذورها ولحاء الشجر والراتينج، وهي مادة صمغية تسيل من معظم الأشجار عند قطعها. ويجري استخدام هذه الزيوت أثناء العلاج بالأعشاب ويمكن استخدامها أيضا في علاجات الوجه والجسم.
اما المساج التايلاندي فيقوم على تدليك تفاعلي لجسم الشخص وذلك بالتمديد الهادئ والضغط الخفيف على خطوط الزوال في الجسم، وهي خطوط وهمية تسير إلى أماكن سريان الطاقة في الجسم، حيث تساعد هذه الحركات في تعديل الهيكل العظمي للجسم وزيادة مرونته وإراحة العضلات والتخلص من التوتر والشد العصبي وتنشيط الأعضاء الداخلية وتوفير الاتزان المطلوب للنظام العصبي للجسم. وتستمر جلسات هذا النوع من العلاج ساعتين في المعتاد وتجري على الأرض فوق سجادة حيث يرتدي الشخص المعالج ملابس مريحة فضفاضة. ويعتمد هذا النوع من المساج على خطوتين أساسيتين:
الأولى تتمثل في الضغط الخفيف باستخدام اليدين والقدمين،
والثانية باستعمال حركات تمديد الجس. أما الحمام المغربي فهو نوع من العلاجات التنشيطية التي تترك أثرا منعشا على البشرة وجميع أعضاء جسم الإنسان، حيث يتم خلاله تدليك الجسم بالمعاجين والزيوت العشبية قبل أن يقوم الشخص بغسل جسمه بالكامل. ويجري أيضا اللجوء إلى حمام البخار من أجل تخليص الجسم من السموم والخلايا الميتة، ومن ثم إنعاش البشرة.