جمل وعبارات جديدة في القاموس السياسي المصري بعد الثورة

جمل تتحدث بها أم حموشة وحتى حضرة العمدة
جمل تتحدث بها أم حموشة وحتى حضرة العمدة

أصبح جميع المصريين - بقدرة قادر- يفهمون في السياسة، ويرددون عبارات سياسية "صعبة" جديدة على مسامعهم، إلا أنك تجد سائقي التوك توك والميكروباص ورجل الريف وحتى الصعايدة بدءاً من العمدة وشيخ الخفر مرورا بأصغر خفير، فضلا عن الجزار وبائع الفاكهة والخضار، الكل يرددونها، فتخيل أنك تمشي في إحدى القرى وتجد فلاحاً راكباً حماره ويتكلم في العزل السياسي والطابور الخامس والخلايا النائمة والفلول، الكل أصبح يفهم في السياسة ويردد مصطلحات سياسية، إما استحدثناها نحن المصريون أو كانت "نائمة في قواميسها" واستيقظت على إثر الأحداث الجارية في مصر بدءاً من ثورة يناير 2011 وحتى يومنا هذا، إذن تعالوا نتعرف على القاموس اليومي للمصريين بعد الثورة:

الطابور الخامس:

مصطلح متداول فى أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية نشأ أثناء الحرب الأهلية الأسبانية التي نشبت عام 1936 م واستمرت ثلاث سنوات وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال "اميليو مولا" أحد قادة القوات الوطنية الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار.. فقال حينها إن هناك طابوراً خامساً يعمل مع الوطنيين لصالح جيش الجنرال فرانكو ضد الحكومة الجمهورية التي كانت ذات ميول ماركسية يسارية من داخل مدريد ويقصد به مؤيدي فرانكو من الشعب .. وبعدها ترسخ هذا المعنى وقت الاعتماد على الجواسيس أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي في ستينيات القرن الماضي.

قلة مندسة:

القلة المندسة هم أصحاب فكر معين يتكتمون عليه لفترة محددة خوفا من تعرضهم للخطر لكنهم سرعان ما يعلنون رأيهم بوضوح وذلك عندما تتهيأ لهم الظروف بذلك ويكونون قادرين على التعبير عن آرائهم وتتوفر لهم الحماية والأمان الذي يمكنهم من التعبير عن وجهات نظرهم لذا يسمون بقلة مندسة.

الفلول:

الفلول كلمة شاع استخدامها في السياسة لوصف «بقايا نظام بائد»، سواء كان هذا النظام جيشاً مهزوماً أو نظاماً سياسياً قضي عليه. وتنتشر اليوم في مصر لوصف أعضاء نظام مبارك وحزبه المنحلّ، إلّا أنّ للدول الأخرى مصطلحات مختلفة، مثلاً ينتشر مصطلح «أزلام النظام» لوصف أنصار نظام القذافي في ليبيا، أو «طحالب» في إشارة لرمزهم اللون الأخضر، والمصطلح السائد في تونس هو "بقايا التجمع".

العزل السياسى:

قانون العزل السياسى هو قانون أصدره مجلس الشعب في 21 أبريل 2012 والذي اقترحه النائب عصام سلطان عضو المجلس وينص القانون على منع كل من شارك في إفساد الحياة السياسية المصرية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
وكان الهدف من هذا القانون هو منع فلول نظام مبارك من الترشح لانتخابات الرئاسة، حيث ترشح عمر سليمان لهذا المنصب، وترشح أيضا أحمد شفيق، وهذا ما اعتبره البعض مهزلة، حيث إن هؤلاء من عناصر النظام السابق الذين أفسدوا الحياة السياسية.

الخلايا النائمة:

أطلق البعض منذ عدة شهور مصطلح «الخلايا النائمة»، والمقصود خلايا نائمة تعمل لصالح الإخوان المسلمين، طابور خامس يتظاهر باستقلاله عن الجماعة وهم ينتمون إليها، هم – فى رأى من أطلق عليهم هذا اللفظ – خونة، لا ينتمون لمصر، وذلك فى محاولة مكشوفة لترهيب أى شخص أو مؤسسة أو كيان من أن يظهر أى شكل من التعاطف أمام أى جريمة تتم ضد الشعب المصرى بحجة أنها ضد الإخوان المسلمين.

تنظيم سري:

التنظيمات السرية جماعات تتخذ طابعاً تنظيمياً في الغالب لها اتجاهات سياسية أو دينية يرفضها المجتمع أو القوى السياسية الغالبة، لذلك تتخذ من السرية طابعا لها تواجه بها هجوم الضد عليها وتنتج في الغالب كرد فعل للآتى السلطوية والديكتاتورية الشديدة والفساد.
ومنها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، أو كما يطلق عليه البعض التنظيم الدولي للإخوان المسلمين؛ نشأ هذا التنظيم في بدايته كمكتب أو مجلس تنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين يضم في عضويته أفرع الجماعة في الدول العربية والأجنبية في عهد الإمام المرشد الأول للجماعة حسن البنا، توقف نشاط المكتب بعد تولي الرئيس المصري جمال عبد الناصر الحكم في مصر ونزاعاته مع الإخوان وحله للجماعة في عام 1954، أعتقل الكثير منها وأعدم العديد من قياداتها ومنهم الشيخ محمد فرغلي والقاضي عبد القادر عودة وحكم بالإعدام علي المرشد الثاني الإمام حسن الهضيبي الذي خفف إلي السجن المؤبد، وتعرض الإخوان لمواجهة أخرى في عهد عبد الناصر أيضا عام 1965م أدت لاعتقال الآلاف من الإخوان في مصر وإعدام العديد منهم أبرزهم سيد قطب، إثر ذلك فكر الإخوان خارج مصر في إحياء المكتب التنفيذي القديم، إذ أن حركة الإخوان ليست مجرد جماعة مصرية، بل هي حركة إسلامية عالمية، وإن كانت مصرية النشأة. وبدأت لقاءات إعادة إحياء التنظيم في بدايتها في بحث شئون الدعوة، إلي أن أخذت هذه اللقاءات منحي تنظيمياً يحضر عن كل بلد فيها عضو ممثل للدعوة فيها، وكانت تجري هذه اللقاءات في عدة بلدان مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وإسطنبول وبيروت، وعمّان وبعض الدول الأوروبية.

النخبة:

النخبة مفردة جمعها "النخب" وتعبر كلمة النخبة عن طبقة معينة أو شريحة منقاة من أي نوع عام. كما أن هناك مصطلح التزاوج الانتخابي في علم الأحياء وهي تعني أيضا الأقلية المنتخبة أو المنتقاة من مجموعة اجتماعية (مجتمع أو دولة أو طائفة دينية أو حزب سياسي) تمارس نفوذا غالبا في تلك المجموعة عادة بفضل مواهبها الفعلية أو الخاصة المفترضة.
لا يمكننا الحديث عن النخبة إلا في داخل أحد فروع النشاط: (لنضع إذن طبقة من الذين يتمتعون بالمؤشرات الأكثر ارتفاعاً في الفرع الذي يؤدون فيه نشاطهم ولنعط لهذه الطبقة اسم النخبة). ثمة إذن عدد من النخب بقدر ما يكون لدينا من فروع للنشاطات، وتدعى النخبة التي تمارس نفوذا في أي مجموعة بنخبة المجموعة "النخبة الاجتماعية، النخبة الدينية، النخبة السياسية".

الانقلابيون:

وتشير كلمة انقلابيين إلى الحكم العسكري أو الانقلاب الذي يقوم به العسكر في بلد معين ضد حاكم كرهه شعبه أو كرهه الجيش، أما في مصر فأصبحت كلمة "الانقلابيين" تتكرر كثيرا على لسان جماعة الإخوان المسلمين خاصة إثر الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها البلاد والتي أدت بالنهاية إلى الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي من الحكم.

قنبلة موقوتة:

قنبلة موقوتة من الناحية السياسية هي كلمة تستخدم من جانب الصحفيين والسياسيين والمحللين الذين يملئون الفضائيات وغيرها من برامج التوك شو؛ حيث يشيرون بها إلى مفاجأة معينة كانت بمثابة قنبلة موقوتة لشخص أو حزب أو كيان معين، كما قد تشير إلى أشخاص معينين سيكونون بمثابة قنابل موقوتة لنظام معين.