الدليل الكامل لتضخم البروستاتا الحميد ومشاكل الضعف الجنسي لدى الرجال
01:51 م - الخميس 3 أكتوبر 2013
هل يجب أن تأخذ دواء مخصصا لعلاج الضعف الجنسي بهدف علاج مشكلات الجهاز البولي؟
لا نعتقد ذلك، إذ ما زالت أنواع العلاج القياسية المستخدمة في علاج أعراض تضخم البروستاتا تمثل الخيار الأمثل للرجال.
تصبح مشكلات التبول أكثر شيوعا بين الرجال فوق سن الخمسين. وعادة ما يكون السبب هو وجود ورم حميد في غدة البروستاتا - أي حالة «تضخم البروستاتا الحميد» (Benign Prostatic Hyperplasia - BPH).
ومع ضغط البروستاتا على المسالك البولية، يعاني الرجال أعراضا مثل صعوبة التبول وصعوبة إفراغ المثانة، والحاجة إلى الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل للتبول. يحاول بعض الرجال التعايش مع هذه المشكلة، لكن في مرحلة ما، قد يشعرون بحاجتهم للبحث عن حلول طبية.
الضعف الجنسي
يقترن «الضعف الجنسي» (Erectile Dysfunction) بحالة تضخم البروستاتا الحميد، فعدد كبير من الرجال المسنين يعانون في نفس الوقت الضعف الجنسي وأعراض تضخم البروستاتا الحميد. ولذلك، فإن الإجراء الطبي الذي يتمثل في إيجاد حبة دوائية واحدة ربما تساعد في علاج كل من الضعف الجنسي ومشكلات التبول، يبدو أكثر جاذبية للكثيرين.
ويعتبر هذا، في واقع الأمر، الأسلوب الدعائي الترويجي الذي ربما تكون قد شاهدته أو سمعت عنه في الإعلانات التلفزيونية وإعلانات الصحف والمجلات عن دواء «تادالافيل» tadalafil (سياليس Cialis)، الدواء الوحيد لعلاج الضعف الجنسي المجاز من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية للاستخدام من قبل الرجال المصابين بالضعف الجنسي وتضخم البروستاتا الحميد.
غير أن بعض الخبراء يرى أنه ليس جاهزا بعد لاحتلال موقعه المتميز، ولا ينبغي انتقاؤه كأول خيار لعلاج أعراض تضخم البروستاتا الحميد.
يقول الدكتور ويليام ديولف، اختصاصي المسالك البولية والجراح بمركز «بيث إسرائيل ديكونيس» الطبي التابع لجامعة هارفارد: «البيانات وثيقة الصلة باستخدام دواء (سياليس) في علاج أمراض المسالك البولية السفلى مختلطة نوعا ما. لا أوصي به كعلاج أساسي لتضخم البروستاتا الحميد».
العلاج القياسي
يؤثر بعض الرجال «المشاهدة والانتظار» لدى تشخيص إصابتهم بمرض تضخم البروستاتا الحميد، وفي بعض الأحيان، ربما تهدأ الحالة بمرور الوقت. وإذا لم يحدث ذلك، ربما يفكر الرجال في البحث عن علاج. هناك نوعان من الأدوية التي يستخدمها الأطباء في السيطرة على تضخم البروستاتا الحميد.
تعمل حاصرات ألفا (Alpha blockers) – مثل «ألفوزوسين» (يوروكساترال)، و«دوكسازوسين» (كاردورا) و«سيلودوسين» (رابافلو) و«تامسولوسين» (فلوماكس) و«تيرازوسين» (هايترين) - على تهدئة الأعراض «التهيجية»، مثل الرغبة المفاجئة في التبول.
وفي حالة تضخم البروستاتا، قد يضيف الطبيب أحد «مثبطات مختزلة الألفا 5» (5 - alpha - reductase inhibitors)، مثل «دوتاستيريد» (أفودارت) أو «فيناستيريد» (بروسكار). ويمكن أن تساعد هذه الأدوية في تقليص تضخم الغدة المتورمة وإزالة الضغط عن الجهاز البولي.
إلا أن الأدوية لا تحقق الرضا للرجال على الدوام، بل وقد تسبب آثارا جانبية، فحاصرات ألفا ربما تؤدي إلى حدوث هبوط مفاجئ في ضغط الدم والدوار. ومن المحتمل أن تؤثر مثبطات مختزلة الألفا 5 على الرغبة الجنسية والقذف.
وماذا إذن عن أدوية الضعف الجنسي بوصفها علاجا مزدوجا؟
يبدو أن بعض الرجال الذين يتناولون أدوية الضعف الجنسي يشعرون بتحسن في أعراض تضخم البروستاتا الحميد. وفي الوضع المعتاد، ربما يبدأ الرجال مواجهة مشكلات في الوصول إلى الانتصاب أو استمراره، وقد يسأل الرجل طبيبه عن أدوية علاج ضعف الانتصاب. وإذا كان يعاني بالأساس بعض مشكلات الجهاز البولي، فربما يكون اختيار «تادالافيل» جذابا، نظرا لأنه يعد بعلاج المشكلتين عند تناول قرص دواء واحد. قد لا يعارض طبيبك المعالج الفكرة.
يقول الدكتور مايكل أوليري، أستاذ الجراحة بكلية الطب بجامعة هارفارد واختصاصي المسالك البولية بمستشفى بريغهام والنساء: «يبدو من المعقول مناقشة هذا الخيار مع الرجال الذين يعانون الضعف الجنسي وأعراضا خفيفة أو معتدلة لتضخم البروستاتا الحميد» من قبيل:
1- أعراض معيقة
- صعوبة في بدء التبول
- صعوبة في التفريغ أو إحساس بعدم التفريغ الكامل
- تقطع التدفق البولي أو ضعفه
- نزول قطرات بول بعد التبول
2- أعراض تهيج
- تكرار مرات التبول أثناء النهار أو الليل
- الحاجة الملحة للتبول، على نحو لا يمكن السيطرة عليه
- الرغبة الملحة في التبول التي يتبعها تبول لا إرادي
عيوب «تادالافيل»
ومع ذلك، فإن هذا الاختيار يأتي مصحوبا بعيوب. ويتمثل أحدها في أنه في ضوء الدراسات التي أجريت حتى الآن، يبدو أن تأثير دواء «تادالافيل» على أعراض تضخم البروستاتا الحميد محدود نسبيا. وتتمثل مشكلة أخرى في قوة مجمل الأدلة على فاعليته كـ«حل مزدوج» لعلاج كل من الضعف الجنسي وتضخم البروستاتا الحميد مقارنة بالعلاج بالأدوية القياسية.
يقول الدكتور ويليام كورموس، رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل» واختصاصي رعاية أولية بمستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «لم تتم دراسة إمكانية استخدام أدوية علاج الضعف الجنسي على المدى الطويل في علاج تضخم البروستاتا الحميد. لم تستمر دراسات هذا الخيار سوى لمدة 12 أسبوعا، ومن ثم فإن فعالية وأمان استخدام دواء (تادالافيل) على المدى الطويل ليست مؤكدة تماما».
علاوة على ذلك، فإن لتناول دواء «تادالافيل» يوميا، بدلا من تناوله فقط عند توقع ممارسة نشاط جنسي، عيوبا. ويضيف الدكتور كورموس: «تناول الدواء يوميا قد يزيد تكاليفه، كما يزيد أيضا خطر حدوث آثار جانبية».
تزعم الشركة المصنعة لدواء «سياليس» أن تكلفة كمية من دواء «تادالافيل» تكفي شهرا واحدا، يؤخذ يوميا بواقع جرعة 5 مليغرامات: «ينبغي أن تكون مماثلة تقريبا لتكلفة تناول ستة أقراص من عقار (سياليس)، الذي يستمر تأثيره لمدة 36 ساعة، عند اللزوم». غير أن الأسعار قد تتفاوت، حسب الصيدلية وخطتك الصحية. وتعتبر أدوية علاج تضخم البروستاتا الحميد أقل ثمنا شهريا من «تادالافيل».
وتتمثل مشكلة أخرى في عدم وجود أدلة بشأن ما إذا كان تناول أحد أدوية علاج الضعف الجنسي يمكن أن يساعد في منع حدوث إحدى المضاعفات الخطيرة لتضخم البروستاتا الحميد، الذي يعرف باسم «احتباس البول الحاد»، وفيه يتجمع البول في المثانة بمستوى ضار ومؤلم.
يمكن أن يحدث هذا في حالة ضغط البروستاتا المتضخمة على الإحليل، الأنبوب الذي يفرغ المثانة. واحتباس البول مشكلة خطيرة يمكن أن تقود إلى الاحتجاز بالمستشفى. يحدث ذلك لرجل واحد فقط بين كل 100 رجل مصاب بتضخم البروستاتا الحميد من المعتدل إلى الحاد. ولكننا لا نعلم إلى أي مدى يجدي تناول «تادالافيل» يوميا في الوقاية من المرض.
نظام علاجي
هناك مميزات وعيوب مؤكدة لتناول علاج يومي لمرض تضخم البروستاتا الحميد – الفاعلية ووجود آثار جانبية محتملة. وهذا يعني أنك وطبيبك يجب أن تكونا على علم بالتأثير الذي ستحققه لك الأدوية وما يمكنك توقعه لدى تناولها.
في نهاية المطاف، إذا كانت أعراض تضخم البروستاتا الحميد لديك تحت السيطرة بالفعل، فليس من المنطقي التوقف عن أخذ الأدوية القياسية والاتجاه لتناول دواء لعلاج الضعف الجنسي. عليك بتناول دواء علاج الضعف الجنسي عند الضرورة، مع فهم آثاره الجانبية وتكاليفه المحتملة.
ورغم ذلك، فإن الرجال الذين يعانون أعراض تضخم بروستاتا حميد تتفاوت ما بين خفيفة إلى معتدلة وتم تشخيص إصابتهم بالضعف الجنسي - يمكنهم تجربة دواء «تادالافيل» لعلاج الحالتين المرضيتين، ما دامت العيوب والمميزات واضحة.
يقول الدكتور أوليري:
«سيكون هذا للرجل الذي يعاني ضعفا جنسيا وأعراضا خفيفة لتضخم البروستاتا الحميد وتروق له فكرة تناول دواء واد لعلاج مشكلتين صحيتين». ومع ذلك، فإنه ربما تستمر أعراض تضخم البروستاتا الحميد، حتى مع تحسن حالة الضعف الجنسي. قد ينتهي الحال بمعظم الرجال إلى الاستمرار في تناول دواء علاج الضعف الجنسي، حتى في حالة تحسن حالتهم. بعدها، ربما يفكرون في إضافة دواء آخر لعلاج تضخم البروستاتا الحميد.