أسباب تضخم القدمين عند الرجال والنساء
01:04 م - السبت 28 سبتمبر 2013
خاص الجمال - محفوظ الهلالي
تعتبر أسباب تضخم القدمين، أو الطرفين السفليين عموماً، وانتفاخهما متباينة ومتعددة، لكن أوّل ما ينبغي الانتباه إليه: هل التضخم متناظر في الجانبين، بمعنى هل هو متساوٍ في القدمين، أو الطرفين كليهما وفي الموقعين نفسيهما؟ أم أنّه يطال جانباً أكثر من الآخر، ومن جانبهم يرى الأطباء المتخصصون أن هناك ثلاثة أنواع أساسية من انتفاخ القدمين، بحسب الأسباب المؤدّية إلى الانتفاخ:
- جراء كدمة أو صدمة.
- بسبب وجود ماء محبوس.
- إثر انسداد في الأوعية الدموية أو اضطراب في النظام الليمفاوي.
- الانتفاخ جراء كدمة أو صدمة:
في هذه الحال، لا يوجد تناظر في الانتفاخ، أي أن التورّم يشمل قدماً واحدة فقط، أو ساقاً واحدة، أو ربّما مفصلاً واحداً، في أحد الجانبين. وعموماً يعي المصاب أنّ الانتفاخ آتٍ من كدمة أو صدمة معيّنة، لكن في بعض الحالات قد تكون الصدمة قديمة، مما يجعل الربط بين الأمرين عسيراً.
وأكثر الحالات انتشاراً، هي تلك الناجمة عن التواء كاحل القدم، مثلاً جراء التعثر أثناء السير فيمكن أن يظهر ورم موجع بعض الشيء. وبسبب التقلبات المناخية لاسيّما عودة موسم الحَر، أو جرّاء بذل جهد كبير، لا يستبعد أن يظل الانتفاخ، ربّما أشهر من ظهوره الأوّل، مفضياً إلى آلام جديدة.
أمّا في حال وجود فسخ في أحد المفاصل، أو التهاب مفصلي، فمن الممكن طوال سنوات، فيستمر الانتفاخ في الظهور، ثمّ الاختفاء، ثمّ الظهور مجدداً بعد أشهر، وهكذا دواليك.. ويكون الانتفاخ على شكل التهاب في تلك الحالات.
- الانتفاخ بسبب حبس الماء:
حين يحجز الجسم كميات من الماء، لا يندر أن يؤدي وجود الماء المحبوس إلى انتفاخ الطرفين السفليين. وهذا النوع من الانتفاخ أقل وجعاً من غيره، إلا إذا كانت كمية الماء المتبقى كبيرة جدّاً، وهو ما لا يحصل إلا نادراً.
ومن خصائص هذا النوع من التورم: إن كبست على الاستسقاء الموضعي (الوذمة) بإصبعك كبساً قوياً، فإن آثار الإصبع تبقى ظاهرة وتظهر تلك الوذمات بشكل خاص في أسفل الطرفين السفليين، أي منطقة القدم وربّما أسفل الساق، لكنها قد تطال الظهر في حال رقود المصاب في السرير مدة طويلة.
والأسباب الأهم لحبس الماء، ما يفضي إلى الاستسقاء الموضعي، (ظهور وذمات)، تتمثل في الآتي:
- العجز الكلوي.
- عجز القلب.
- تشمُّع الكبد.
- سوء التغذية.
- العجز الكلوي:
وللعجز الكلوي أسباب عديدة، منها: أحد تداعيات الإصابة بالسكري، إن لم يُعالج بشكل جيِّد، أو
التهاب أحد الشرايين، أو تعرض الكليتين لإصابة جرثومية، أو وجود مرض "ذاتي الحضانة" (بمعنى أنّ الجسد يفرز أجساماً مضادة تتجه نحو الكليتين، ثمّ يجرى القضاء على تلك الأجسام المضادة).
على أي حال، يظل إيجاد سبب العجز الكلوي عسيراً على الطبيب، وإن كانت بعض أنواعه قابلة للعلاج. وعن علاقته بانتفاخ القدمين، تنصب الآلية باختصار على الآتي: تصبح الكليتان عاجزتين عن التخلص من بقايا كلوريد الصوديوم (ملح الطعام)، ما يؤدي إلى بقاء جزيئاته في الجسم.
وهذه تستقطب معها جزيئات ماء فمثلما هو معروف "يحبس" الملح الماء في الجسم (لذا، يُكثر سكان المناطق الحارة والجافة تناول الملح أكثر من سكان البلدان الباردة، توخياً للحفاظ على الماء في الجسم).
وعموما فإن تلك الكميات الفائضة من الماء هي التي تؤدي إلى انتفاخ القدمين، وربّما الساقين، والبطن، وأحياناً حتى الرئتين (ما يمثل الحالات الأكثر خطورة).
- عجز القلب:
في معظم الحالات، يصيب عجز القلب أشخاصاً مصابين أصلاً بمرض قلب آخر معروف ومُشخَّص. وعلى الأكثر يكون العجز تاماً، بمعنى يطال الجانبين الأيسر والأيمن من القلب، كليهما معاً. لكنه قد يصيب أيضاً وبشكل أكثر خبثاً وتخفياً (صعب الكشف)، أشخاصاً مصابين بانسداد دموي رئوي، أو بضيق تنفس حاد. في تلك الحالات يخص العجز القلبي الجانب الأيمن من القلب فقط (البطين الأيمن والأذين الأيمن).
أمّا علاقة عجز القلب بانتفاخ القدمين، فتتمثل في آلية بسيطة: عجز القلب يعيق عمل الكليتين إعاقة وظيفية وتلك الإعاقة بدورها تفضي أيضاً إلى عدم تمثيل ملح الطعام والأملاح الأخرى تمثيلاً تاماً وسليماً، مما يؤدي إلى بقائها وبالتالي حبس الماء، ثمّ الاستسقاء الموضعي وانتفاخ الطرفين السفليين، وبسبب عجز القلب يتضخم إفراز هرمون يدعى "أدوستيرون" وهذا الهرمون مثل الملح الذى له خاصية حبس الماء في الجسد، مما يفضي إلى مفاقمة الوضع.
- تشمُّع الكبد:
ينصب تشمع الكبد على تدمير خلايا هذا العضو الحيوي وتصلبها، هكذا يصبح مرور الدم في الكبد بطيئاً وعسيراً.. وهذا التباطؤ بدوره يؤدي إلى عجز كلوي (مثلما هي الحال مع العجز القلبي، الذي يؤثر أيضاً في وظيفة الكليتين). وهنا أيضاً يتضخم إفراز هرمون "أدوستيرون" الذي يحبس الماء، مما يسهم في ظهور انتفاخ القدمين. هكذا نرى أن تشمع الكبد، عدا عن تداعياته الصحية الخطيرة في حد ذاتها، يؤدي بشكل غير مباشر إلى مفاقمة تورم القدمين.. ومن المعروف أن تناول الكحول هو السبب الأوّل في تشمع الكبد.
- سوء التغذية:
تلعب البروتينات دوراً أساسياً في حجز الماء ضمن تركيبة الدم، ومنع تسربه إلى الأنسجة العضلية (وفق الظاهرة الفيزيائية المسمَّاة "ضغط التناضح") والجسم ينتج البروتينات عبر الكبد، لذا من أجل عمل جيِّد للكبد ينبغي أن تكون التغذية كافية وسليمة ومتوازنة.. فبخلاف ذلك يضطرب عمل الكبد، فيضمحل إنتاج البروتينات، مما يؤدي إلى تسرب الماء من الدم إلى الأنسجة العضلية، وبالتالي ظهور حالات استسقاء موضعي وانتفاخ القدمين.
وصحيح أن سوء التغذية يشمل بلداناً وطبقات معيّنة، لكن الآلية المتسبب فيها، مثلما هي موصوفة أعلاه، تظهر أيضاً في حالات الأطوار النهائية لتشمع الكبد، أو العجز الكلوي، أو عجز القلب.. وكلها، مثلما ذكرنا، تؤدي إلى انتفاخ القدمين وفق الآليات المشروحة أعلاه.
- انسداد الأوعية والاضطراب الليمفاوي:
في حالة انسداد أوعية دموية، تكون الوذمات غير متناظرة بين القدمين أو الساقين، بعبارة أخرى تظهر في ساق أو قدم أكثر من الأخرى. والانسداد يعقب الإصابة بدوالي الساقين، التي تؤدي إلى تردي أوعيتهما الدموية الشعرية، وعجزها عن "تصعيد" الدم نحو القلب مجدداً، مما يؤدي إلى تسربه عبر جدران الأوعية.. وهذا التسرب يفضي إلى توقف كمية من الدم والماء في الطرفين السفليين، الذي يؤدي بدوره إلى استسقاء موضعي وانتفاخ القدمين.
أمّا الانتفاخ جراء اضطراب في النظام الليمفاوي، فهو من الحالات النادرة جدّاً وينجم عادة عن صعوبة عودة اللمف إلى القلب بسبب وجود عائق ما.. ومن المنظور الطبي تعدد إجراءات تشخيص تلك الحالات وتحديد العائق عسيرة وشائكة وبطيئة.
- لتخفيف انتفاخ القدمين:
- إلجأ إلى الجلوس وخلع الحذاء.
- رفع القدمين ووضع الساقين على مكان أعلى، بغية تنشيط الدورة الدموية.
- ضع قدميك في وعاء ماء بارد لمدة ربع ساعة، مما يولد شعوراً بالارتياح وتخفيف ألم الانتفاخ.
- خفف من تناول ملح الطعام.
- تجنب الأحذية الضيقة.. وصيفاً من الأفضل انتعال أو لبس أحذية مفتوحة (صنادل).
- تناول طعام متوازن ومنوع، ومارس يومياً الحد الأدنى من رياضة خفيفة (المشي مثلاً).. فتنشيط الدورة الدموية خير مضاد لتموضع الماء في القدمين.
أسباب أخرى لتورم القدمين:
أولاً ـ أسباب موضعية.
ثانياً ـ أسباب جسمانية.
الأسباب الموضعية تشمل:
- الالتهابات الجرثومية في القدم أو الساق والتي تصاحبها آلام، ارتفاع حرارة الجزء المصاب مع آلام تتفاوت بدرجة حدتها.
- شدّة خارجية (تفضي الى كسر غير مركب، فطر بالعظم، تمزق بالأنسجة الرابطة) تصاحبها آلام مع ازرقاق الجزء المصاب وكذلك ارتفاع بحرارة المنطقة.
- انسدادات في الأوعية الدموية والليمفاوية بسبب خثرة دموية أو ورم سرطاني.
- تضييق بالأوعية الدموية وتتميز بآلام شديدة أثناء المشي، وتزول الآلام بالراحة ولكنها تعود مرة أخرى، ومن أهم أسباب هذه التضييقات، تصلب الشرايين الناتج عن زيادة نسبة الدهون وترسب مادة النيكوتين لدى المدخنين على جدران الأوعية الدموية
- تلف الصمامات الوريدية التي تمنع عودة الدم إلى الساقين حينما يرجع الدم الفاسد في طريقه إلى الوريد الأجوف الأسفل، وهذا ما نطلق عليه بالدوالي، وهناك دوالي عميقة وأخرى سطحية ، تتميز هذه الحالة بالتورم، آلام ، تغير لون الجلد نحو الغامق، بروز تعرجات الأوردة إضافة إلى حكة في الحالات المتقدمة الناتجة عن توسع في المساحة السطحية للجلد بسبب تراكم السوائل.
- هناك حالات موضعية ولكن خارج الطرفين السفليين، أي بمعنى حالات مَرَضية تؤثر على سريان الدم أو اللمف في الحوض، ومنها الالتهابات، الأورام، تضخم العقد اللمفاوية، الحمل خارج الرحم (أي انقسام ونمو البويضة المخصبة ولكنها تبقى في قناة فالوب، في حين المفروض أن تسير البويضة المخصبة باتجاه بطانة الرحم خلال 48 ساعة من التخصيب).
الأسباب الجسمانية تشمل:
- السمنة المفرطة.
- الوقوف فترات طويلة، والجلوس لفترات طويلة.
- قلّة كفاءة القلب وعجزه، فالقلب في الأحوال الاعتيادية يستلم الدم من كل أنحاء الجسم ويدفعه إلى الرئتين لتنقيته ثم يعود ليضخه إلى الجسم مرة أخرى، أي تلكؤ قلبي (إن صح التعبير، كترهل الصمامات، تلف الصمامات، تصلب الشرايين التاجية، تأثر القلب الناتج عن ارتفاع ضغط ...إلخ) بهذه الآلية سيؤدي إلى تراكم السوائل وخصوصاً في المناطق البعيدة عن القلب.
ما المطلوب من الشخص الذي يعاني من تورم في أحد الطرفين السفليين أو كلاهما:
1- مراجعة المستشفى لغرض فحصه من قبل الطبيب المختص.
2- إجراء الفحوصات والتحاليل حسب الحالة والاشتباه بها، مثل فحص الدم الكامل، نسبة السكر، قياس الضغط، فحص وظائف الكبد، فحص وظائف الكلى، فحوصات خاصة بالقلب، فحص الأوعية الدموية في الساقين وغيرها.
إجراءات خاصة بالمريض حسب حالته:
1- تقليل الوزن إذا كانت هناك زيادة بالوزن.
2- الامتناع عن تناول الكحول والمهدئات والتدخين.
3- الإقلال من استخدام ملح الطعام.
4- الإقلال من تناول الدهون.
5- الابتعاد عن استخدام حبوب منع الحمل، ورفع اللولب إذا كان هو السبب.
6- إتباع توجيهات الطبيب.