كيفية الحفاظ على تواصل الأسرة في حالة سفر الوالدين

أحيانا لا يكون هناك مفر من سفر الوالدين أو أحدهما للعمل خارج الوطن أو حتى خارج المدينة التي تعيش بها الأسرة مما يخلق صعوبة في العلاقة بين أفراد الأسرة أو بين الوالدين وأبنائهم.
تتقبل بعض الناس فكرة العمل خارج المدينة أو الدولة وتعتبره أمراً شائعاً يؤتي بثمار إيجابية تساعد على ازدهار العلاقة الأسرية، لكن الفكرة العامة والأكثر منطقية هي أن السفر يجعل هناك صعوبة في الحفاظ على التواصل بين الزوجين أو الوالدين وأفراد الأسرة والأبناء عندما لا يكونون شركاء في نفس البيت أو على الأقل نفس كود المدينة.
قد يتفق معظمنا أن أكثر العلاقات أهمية ومكسباً في حياتنا هي علاقتنا بالأهل والأسرة، فعندما يكون الإنسان بخير وهناك تواصل بينك وبين الآخرين تشعر شعورا رائعاً ودعماً من الآخرين أيضا.
وعندما يكون الجميع متواصلين يطمئن كل منهما على حياة وأحوال الآخر، يشعر بالثقة في العلاقة وأهمية وحب الآخر له، كما أن المرور بوقت عصيب مع من نحبهم أو عدم الاتصال بهم أو الحزن عليهم كلها مشكلات نواجهها جميعا، وعندما تحدث الأوقات الصعبة لا تؤثر على تواصلنا مع الأقارب، لكنها تتسرب إلى كل جانب من جوانب حياتنا وتشعرنا بالحزن وتعكر الصفو، كما تضفي عليها حالة من التشتيت والغضب.
لحسن الحظ، توجد طرق يمكن أن تساعد الزوجين والأسرة على البقاء في تواصل أفضل رغم انفصال كل منهما عن الآخر، لذا عندما تقضي أوقاتاً صعبة في العمل يمكنك أن تشعر بالثقة لأن لديك خطة للبقاء متصلا بمن تحبهم في السراء والضراء.
لأن إحساسك بأنك إنسان محبوب ومدعوم، يفكر الآخرون بك ويهتمون لأمرك يبقي على علاقة إنسانية قوية ومتصلة، وفيما يلي بعض الأفكار لتساعدك على تقوية علاقاتك والتواصل بشكل أفضل إذا كنت مضطراً للسفر من أجل لقمة العيش مهما كانت المسافة بينك وبين أسرتك الحبيبة.

وضع خطة يومية للسؤال عنه:

لا يجب تفويت يوم بدون أن نسأل عن فرد الأسرة المسافر ويكون ذلك إما من خلال الهاتف، البريد الإلكتروني أو برنامج الاسكايب أو الفيسبوك حتى يمكنكم التواصل معا وجها لوجه.

تذكار معه بصفة دائمة:

عند تحضير حقائب السفر لفرد الأسرة المسافر على الزوجة أو الأبناء إخفاء شيء تذكاري ويفضل أن يكون صنع بيد أحد الأفراد خصيصا له داخل حقائبه، أو حتى كارت مذكور عليه كلمة أحبك أو أي تعبيرات تدل على التواصل والشوق له، فعند وصوله إلى المكان الجديد وفتح حقائبه يراه ويضعه أمام عينيه ليكون ذكرى تذكره دائما بالأسرة.

الترتيب لوقت مميز عند عودته:

قبل عودة الزوج أو المسافر من السفر لقضاء إجازة معينة مع أسرته على أفراد الأسرة التحضير لقضاء وقت مميز جدا معه مثل التمشية سويا، الذهاب في موعد غرامي هذا بالطبع بين الزوج والزوجة، ممارسة بعض الألعاب المرحة مع الأبناء وغيرها من الأفكار المتنوعة التي يتسع الخيال لها.
وبذلك بعد انتهاء الإجازة وعودة الأب المسافر لعمله في البلد الغريب سوف يتذكر ويستعيد تلك اللحظات الممتعة التي قضاها مع أسرته لتكون دواء مهدئاً له يمنحه السعادة إذا مر عليه أي وقت صعب بعيدا عن الأهل.

عمل شيء مميز:

رتبي أنشطة غير روتينية لتقومي بها وأنت بعيدة عنه مثل مشاهدة فيلم تحبانه معا، ركوب الدراجة، قضاء وقت رائع مع الأطفال، فعندما تقومين بشيء مرح وممتع للأسرة سوف يشعر هو بالسعادة من أجلكم حتى ولو كان بعيدا عنكم.

القراءة معا:

اختاري نفس الكتاب أو المجلة معه ليتمكن كل منكما قراءة نفس الشيء معا حتى لو كانت هناك بلدان تفصل بينكما، ثم ناقشيه معه على الهاتف أو بالوسيلة الأسهل لك وله.

استخدام التكنولوجيا:

يعتبر تسجيل رسالة فيديو قصيرة أو بريد إلكتروني يحمل كل ما أنجزه الأبناء وتعلموه في المدرسة، أو حتى تسجيل كتاب قصير أو قصيدة شعر لقراءتها قبل النوم أو في أي وقت يشعر خلاله الأبناء بأنهم يفتقدون الأب أو الأم أو الوالدين المسافرين.

تنمية المهارات:

يجب اختيار هواية جديدة مثل الرسم، العزف، جمع العملات والطوابع أو التصوير ليمارسها الشخص بمفرده أو مع الأسرة كلها، فممارسة تلك الهواية أثناء غياب أحد أفراد الأسرة يسمح للباقين بإظهار مدى النجاح الذي سيحققه عندما يحدث تلاقٍ بينهم مرة أخرى، ويجعلهم يركزون على ذلك والتوجه نحو تحقيق هدف معين والتواصل من خلال هذا الهدف.

عمل شيء مرح:

مثل إخفاء أشياء معينة في جميع أنحاء المنزل ثم إرسال رسائل نصيه للمسافر تحمل تلميحات عن المكان الذي يتواجد فيه ذلك الشيء حتى يفكر معكم ويلعب هذه اللعبة المرحة حتى ولو من بعيد وهذا يحدث نوعا لطيفا من التواصل الممتع مع من سافر من أفراد الأسرة.
وإذا حل اللغز وتمكن من معرفة مكان الشيء المختبيء يمكن أن تقدموا له جائزة معينة وعليكم اختيارها وكيفية توصيلها له، كشيء تذكاري معنوي.

مشاركة صور رقمية معا:

إرسال صور متبادلة بين الشخص المسافر وأفراد أسرته تبين لهم ماذا يفعل والمكان الذي يعيش به أو الأنشطة المعتادة التي يقوم بها أثناء غيابه عن البيت، على الجانب الآخر تصور الأسرة له الأبناء وهم يؤدون الواجب المدرسي أو يلعبون في الحديقة أو الأم وهي تعد الطعام في المطبخ، وكلها وسائل جميلة تهون البعاد وتقوي العلاقات والتواصل الأسري.

تذكر المسافر في البيت:

إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما غائب، على الموجودين مع الأبناء ذكر مواقف أسرية كانت تجمعهم والتعبير من خلالها عن مدى الجهد الذي يبذله المسافرون من عمل شاق من أجل إسعاد الأسرة، وإخبار الأبناء أن والديهم سيفتخران بهم إذا أدوا عملهم المدرسي أو الأنشطة الهامة.
مع تعويد الأطفال أن يقبلوا الوالدين أو الوالد المسافر قبل النوم من خلال صورة له أو حتى على الهواء حتى يبقى له دائما صورة ذهنية راسخة بعقولهم ويتفاعل الأبناء مع والديهم من الناحية السلوكية والمزاجية، ويمنحهم ذلك شعورا بالسعادة والاطمئنان.