تخلص من اضطرابات الرحلات الطويلة

يعاني الذي يسافر كثيراً وخصوصاً لمسافات طويلة من اضطرابات ما بعد الوصول، والتي تتمثل في حالة من الإرهاق تمتد أحياناً إلى أسبوع، وهذه الحالة لا تحتاج إلا لخطوات بسيطة للتخلص منها أو لعدم حدوثها.

إذا كنت مسافراً إلى الغرب نم واستيقظ متأخراً ساعة عن وقت نومك الطبيعي، وإذا كنت مسافراً إلى الشرق نم واستيقظ مبكراً ساعة عن موعد نومك.

احرص على الراحة الكاملة قبل السفر، فعندما تكون صحتك جيدة يقل تأثير اضطرابات ما بعد الرحلة.  تناول في يوم سفرك طعاماً خفيفاً وصحياً وأكثر من السوائل، فالأطعمة الغير صحية ستؤثر عليك أثناء السفر.

- اضبط توقيت ساعتك حسب توقيت الجهة التي تسافر إليها، ونم عندما يكون التوقيت ليلاً في البلد التي تسافر إليها، واستيقظ عندما يكون التوقيت نهاراً في البلد التي تسافر إليها

- أكثر من شرب السوائل وابتعد عن شرب الكحوليات والقهوة.

- تحرك في الطائرة لتنشيط جسدك وأكثر من تناول البندق لأنه غني بالبروتين.

ثالثا: بعد الرحلة  إذا وصلت إلى البلد نهاراً أكثر من السير في الشمس، ولا تنم قبل الساعة التاسعة مساء.

إذا وصلت ليلاً نم بعد شرب شاي مكون من الأعشاب.   كن إيجابياً ولا تتضايق من الاضطرابات فهي طبيعية، تجاهلها واستمتع برحلتك فهذا الأمر يخفف من وقعها. وأثناء الرحلات الجوية الطويلة يجب الآتي:

من أولى خطوات الراحه في الطائرة هي عملية اختيار المقعد المناسب، وحتى تضمن أفضل مقعد بالنسبة لك يفضل حجز المقعد المفضل من وقت قطع التذاكر، والتأكد منه قبل قطع بطاقة صعود الطائرة. 

ولاختيار المقعد المناسب إن لم يكن لديك أي خبرة سابقة في الطيران لمسافات طويلة أو كانت الرحلة على طائرة جديدة عليك، من الممكن الاستعانة بـ Seat Guru وهو موقع يقدم لك معلومات كافية عن الطائرة تساعدك في اختيار المقعد المناسب، وأنا شخصيا أفضل المقعد بجانب النافذة وفي مقدمة الدرجة السياحية، أو الاقتصادية حتى أستطيع إسناد رأسي على جدار الطائرة، وصوت المحرك يكون أخف من مؤخرة الطائرة.

طبعا كما قيل “خير جليس في الزمان كتاب” ويفضل أن تحمل معك دائما في الحقيبة كتاب أو أكثر للتسلى به خلال الرحلة، وأنا شخصيا أفضل قراءة كتب تتعلق بالسفر في أوقات سفرياتي؛ حتى تبقيني في أجواء السفر طوال الرحلة، وإن كانت القراءة تجلب لك النوم فيمكنك تسخير هذه الميزة لخدمتك في الطائرة.

 في النقطة السابقة ذكرت مقولة “خير جليس في الزمان كتاب” حسنا .. قد تكون هذه المقولة بحاجة إلى تطوير يواكب العصر الحديث حيث إن خير جليس في هذا الزمان هو جهاز لوحي تستطيع تحميل ماشئت عليه من الكتب للقراءة، أو ملفات وتقارير عن المدينة المتجه لها وترتيب قائمة الأشياء التي ترغب بالقيام بها عند وصولك، وأيضا التمتع بالألعاب والصوتيات وأخيرا الإنترنت، حيث إن العديد من الخطوط توفر الآن خدمة الإنترنت المفتوح طوال الرحلة على متن الطائرة بقيمة ١٠٠ ريال تقريبا فقط!

 نصيحة مهمه جدا، لا تثق أبدا بالمخدات المقدمة في الطائرة، فهي لا تؤدي الغرض أبدا وعلى العكس قد تسبب لك متاعبا في الرقبة والظهر! وأنصح الجميع بشراء نوعية جيدة من وسائد الرقبة والظهر والرأس حتى وإن كلفك ذلك بعض المال ولكن في سبيل الراحة يهون المال، و أيضا لا تهمل غطاء العينين فهو مفيد جدا في الطائرة ويقيك من “العصبية” في حال كان من يجاورك في الطائرة من النوع الذي يستمتع بإضاءة الأنوار فوق المقعد أو فتح نافذة الطائرة وأنت تحاول النوم.

إحضار المأكولات الخفيفة يساعد على تهيئة الجو العام في الطائرة بما يناسب ما اعتدت عليه في المنزل، فمثلا إذا أردت مشاهدة فيلم أو القراءة فمن الطبيعي في المنزل أن يكون حاضرا معك ماتسلي به نفسك وقت المشاهدة أو القراءة، صدقني حرمانك من هذه التفاصيل الصغيرة في الطائرة قد ينعكس سلبا على نفسيتك خلال وقت الرحلة، وأيضا يضعك تحت رحمة الوجبات المقدمة من خطوط السفر، ولا أعتقد بوجود من يتمنى ذلك!

إن فكرة وضع سدادات إسفنجية في الأذن منتشرة منذ زمن؛ لتخفيف ضجيج المحرك في الطائرة، ولكن مع تطور التقنيات أصبحت هناك سماعات للأذن مبطنة بشكل مريح جدا، وتوفر ميزة عزل الإزعاج من حولك.

ومن تجربتي لها أجزم بأنها الحل الأمثل لجميع المسافرين، فهي تعزلك تماما عن محيطك في حال وضعها فقط بدون تشغيل أي موسيقى أو فيلم، فلا تسمع من حولك إلا همسا، وتعزل ضجيج المحرك ١٠٠٪ أما في حالة تشغيل أي مصدر صوتي فيها فهي تعزلك عمن حولك تماما، حتى وإن كان من يجلس بجانبك يتحدث بأعلى صوته! (تحذير: يفضل تجربتها قبل شرائها حيث إن البعض قد تسبب له الغثيان).

تنشيط الدورة الدموية مهم جدا خلال الرحلات الطويلة، حيث ينصح الأطباء (ليس فقط في الطائرة ولكن في أي مكان) بعدم الجلوس فترات طويلة حتى لا يتسبب ذلك في مضاعفات لك لا قدر الله في الظهر والأرداف والأرجل، وأيضا الجلوس فترة طويلة يسبب خمولا سيتعبك حتما في الطائرة أو حال وصولك لوجهتك، لذلك يفضل المشي في الطائرة كل فترة لتجديد النشاط ووقاية لك من المضاعفات.

تعتبر الطائرة من أكثر المناطق جفافا حيث إن البقاء فيها لفترات طويلة قد يسبب جفافا في العين لمن يعاني من الجفاف، وهنا يأتي دور قطرات العين.. أما المناديل المعطرة فهي تساعد على الانتعاش. 

كما يفضل أيضا مسح الوجه واليدين بالماء لإعادة الحيوية والنشاط إلى جسمك ومفعولها سحري جدا على النشاط ولذلك في بعض خطوط الطيران يقومون بتوفير مناشف مبللة بماء دافيء للمسافرين، وتوزيعها أكثر من مرة خلال الرحلات الطويلة.

اختـراع جميـل جـدا قــد تجـــده فـي الصيدليات في مدينتك أو تضطر لطلبه عن طريق الإنترنت وهي فرشاة أسنان جافة صغيرة لاستخدام واحد، تحتوي على معجونها الخاص، وهي رائعة جدا للاستخدام في الطائرة، فبعد الأكل تحتاج إلى تنظيف أسنانك، وبعد فترة من النوم في الطائرة أيضا تحتاج إلى استخدامها، وسيكون الجالس بجانبك ممتنا لك جدا! وأخيرا إن كنت ممن يتوقع أن يستقبله شخص في المطار، فيفضل أن تستخدمها لحظة وصولك حتى تكون في أحسن وضع لحظة استقبالك.

 يفضل الأطباء شرب الكثير من الماء خلال اليوم في أي مكان بالعالم، وتزداد حاجة الجسم للماء في الأماكن الجافة، وحيث إن الطائرة من أكثر الأماكن جفافا، وقوانين الكثير من المطارات صارمة تجاه دخول السوائل إلى صالة الانتظار، فيفضل أن تحمل معك دائما قارورة ماء فارغة، وتستطيع أن تطلب من المضيف أو المضيفة في الطائرة تعبئتها لك.

هذه النقطة تعتبر أهم نقطة للراحة في الطائرة، اختر ملابس الرحلة بعناية، ولا تفكر أبدا بتناسق اللباس بقدر ما تفكر براحته، أنا شخصيا أفضل البناطيل والقمصان القطنية الخفيفة الواسعة، فجو الطائرة ثابت دائما ومتوسط الحرارة، وإن كنت متجها لمنطقة باردة فلا تنسى أن تحمل معك ماترتديه حال وصولك؛ لحمايتك من البرد ولكي لا تبدأ رحلتك بالمرض! ومن أهم الأشياء أيضا حاول أن تحمل معك جرابات خاصة للطائرة، فلكي ترتاح اخلع حذاءك أول ما تجلس على المقعد، وارتد جرابات الطائرة الخاصة لكي تحميك من البرد والأوساخ وتمتع براحة قدميك طوال الرحلة.