عجائب الدنيا السبع تتغير والأهرامات صامدة .. واليونسيكو لم تعترف بنتائجها
أخيرا وبعد اشهر طويلة من التكهنات والحملات الوطنية لتشجيع الجماهير على اختيار رموزها، اعلنت في لشبونة فجر أمس لائحة عجائب الدنيا السبع الجديدة.
واختارت اللجنة المنظمة تاريخ 7/7/2007 الذي اختاره الكثيرون هذا الحال للاحتفال بالزواج.
وقدم حفل اعلان النتائج الممثل البريطاني بن كينغسلي والممثلة الاميركية هيلاري سوانك في لشبونة وبث هذا الحفل في اكثر من 170 دولة وحضره ما يقارب 6.1 مليار شخص بحسب المنظمين.
وذكرت وكالة حضرت مجموعة من النجوم والشخصيات البارزة هذا الحفل بينها رائد الفضاء السابق نيل ارمسترونغ والممثلة والمغنية جنيفر لوبيز ورئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي ونجم كرة القدم البرازيلي رونالدو.
ووقع الاختيار على سور الصين العظيم ومدينة البتراء الاردنية وتمثال وتمثال كرايست ذا رديمر في البرازيل ضمن العجائب الجديدة في الاقتراع الذي شارك فيه 100 مليون شخص على الانترنت.
والعجائب الاربع الاخرى التي فازت هي مستوطنة ماتشو بيكتشو الجبلية التي ترمز الى امبراطورية الانكا في بيرو وبقايا مدينة تشيتشن اتزا في المكسيك ومدرج الكولسيوم في روما وتاج محل بالهند كما ذكرت وكالة رويترز.
واعلنت تلك الاثار الفائزة خلال عرض مبهر في استاد بنفيكا البرتغالي في اعقاب ما سيكون على الارجح اكبر اقتراع حتى الان عبر الانترنت.
واعتبرت الجهة المنظمة للمسابقة أن أهرامات الجيزة خارج المنافسة وهي الإرث الحضاري الوحيد المتبقي من عجائب الدنيا السبع القديمة ووضعتها في مرتبة الشرف.
وقالت الممثلة هيلاري سوانك عند تقديم العجائب الفائزة «لم يحدث من قبل في التاريخ ان شارك مثل هذا العدد الكبير من الناس في قرار عالمي».
ويقول منظمو مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة ان هذه المسابقة تمثل فرصة لتحقيق المساواة الثقافية العالمية والاعتراف بانجازات مجتمعات تقع خارج اوروبا والشرق الاوسط.
ولكن القرار لم يحظ بتأييد منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة والتي لديها قائمتها الخاصة بالتراث العالمي، وجهت انتقادا للحملة قائلة بان الحملة «تركز أكثر على الأغراض التجارية منها على الحفاظ على التراث».
وأوضحت اليونسكو في بيان رسمي لها عدم وجود أدنى مقارنة بين المبادرة الإعلامية «لعجائب الدنيا السبع الجديدة» والعمل العلمي والتربوي الذي ينتج عنه إدراج المواقع على قائمة التراث العالمي.
ومن جهة اخرى علق فاروق حسني وزير الثقافة المصري الذي كان قد اعترض على إدراج الاهرامات ضمن قائمة مسابقة عجائب الدنيا السبع، على البيان بقوله: أن المسابقة التي أشرف عليها السويسري «بيرنار ويبر» لم يكن بها الجديد فالعديد من الاثار المصرية القديمة مثل معبد أبو سمبل تتفوق على الاثار التي تم إدراجها في قائمة المسابقة واختياراتها أيضاً. وهو ما دفع مصر منذ البداية الي رفض وضع الهرم الأكبر ضمن تلك المسابقة المشبوهة الذي يتحكم بها مغامر سويسري باحث عن الشهرة والمال كما انه لم يتبع أي أسلوب علمي فى مسابقته.
واستشهد فاروق حسني بمقولة المؤرخ هيرودوت حينما قال: «الكون يهاب الزمن، والزمن يهاب الأهرامات» في اشارة الى عدم إدراك القائمين على المسابقة بأهمية الاهرامات وعدم قدرة أي أثر على منافستها والدليل أنها الباقية من بين عجائب الدنيا السبع القديمة. حتى أنه عندما احتفلت الانسانية بالالفية الثالثة، كان الهرم أكبر معبر عن الانسانية عبر عصورها المختلفة.
التشكيك في مرجعية المسؤولين عن اللجنة التي قامت باختيار العجائب الجديدة لم يكن التشكيك الوحيد، فقد شكك الدكتور زاهي حواس في أسلوب اللجنة لاختيار العجائب الجديدة والذي تم عن طريق التصويت عبر شبكة الانترنت وهو الاسلوب الذي وصفه الدكتور زاهي حواس بأنه لا يستند الى أي إسلوب علمي. كما دعا حواس اليونسكو الى اختيار أهم وأبرز 300 عالم وخبير أثرى ومثقف على مستوى العالم لإجراء هذا الاختيار والمسابقة من خلال اليونسكو يتم من خلالهم اختيار العجائب الجديدة وفقا للشروط العلمية والتاريخية.
وكان منظمو الاحتفال قد اعلنوا ان اهرامات الجيزة العجيبة الوحيدة القديمة التي ما زالت قائمة حتى اليوم، «خارج المنافسة» لأنها من «عجائب الدنيا بمرتبة الشرف».
اما في اسبانيا فاصيب اهل غرناطة بخيبة امل كبيرة لعدم اختيار قصر الحمراء ضمن العجائب واستعد اهل المدينة للاحتفال بالنتائج مساء السبت في منتزه سالون بوسط المدينة وحضر العديد من الفنانين والفرق الموسيقية لاحياء الاحتفال الذي لم يتم. ووصفت مديرة قصر الحمراء ماريل ديل بيافرانكا النتيجة بانها «ليست عادلة» وعلق خابير توريس مرشح الحزب الاشتراكي لرئاسة بلدية غرناطة في الانتخابات الاخيرة «ان عدم فوز قصر الحمراء لا يعني شيئا فهو يبقى القصر العربي الاهم في كل اوروبا». وشاركه الرأي الفنان خواكين الذي قال «اذا لم تحصل الحمراء على اللقب فان ذلك يعود الى ان هذه التحفة ليست من هذا العالم، انها افضل من كل عجائب الدنيا والنتيجة لا تغير قيد انملة من تاريخها وجمالها».
ورغم الاعتراضات فقد احتفل الفائزون وحفلت الشوارع من عمان الى بيرو بالمحتفلين الذين اسعدهم انضمام رموز بلادهم الى القائمة الجديدة.
اثنت الملكة رانيا العبد الله في تصريحات لها على الحماس والفخر الكبير الذي أبداه الاردنيون بتبنيهم لاختيار مدينتهم الوردية الرائعة الجمال البتراء لتكون احدى عجائب الدنيا السبع مثمنة في الوقت نفسه جهود جميع الاشخاص من شتى بقاع الدنيا على مساندتهم».
وقد عاش الاردن وحتى اعلان النتيجة فجرا، ساعات من الترقب، في احتفالات بمختلف المناطق ابرزها في البتراء أمام الخزنة، والذي حضره كبار المسؤولين ورجال الصحافة والاعلام والمهتمين استمرت حتى ساعات الفجر اطلقت خلالها الالعاب النارية، واقيمت حلقات الدبكة والاهازيج الوطنية في مختلف مناطق المملكة ورفعت فيها الاعلام الاردنية وصور الملك عبد الله الثاني.
ويعول الاردنيون على اختيار البتراء فوائد سياحية واقتصادية جمة فضلا عن الاقرار العالمي بأهمية هذا الموقع الذي يؤرخ لحضارة العرب الانباط التي كان لها الفضل في الحضارة العربية والعالمية عبر قرون من الزمن.
وقال وزير السياحة الاردنى ان هذا الاختيار يعني الكثير للاردن وذلك ان البتراء ستكون رافدا مهما للعملية الاقتصادية والسياحية.
وفي البيرو، احتفل مئات من سكان كوزكو العاصمة السابقة لقبائل الانكا في جنوب شرقي البلاد السبت باختيار ماتشو بيكتشو من عجائب الدنيا السبع الجديدة. فقد تجمع مئات السكان والسياح في ساحة كوزكو (المدينة الواقعة جنوب ماتشو بيكتشو) ولوحوا بالاعلام البيروفية وسط اجواء من الفرح العارم لدى اعلان النبأ حسب ما ذكرت وكالة الانباء الفرنسية.
وفي الصين، لم تقم اي احتفالات بمناسبة اعلان سور الصين العظيم من عجائب الدنيا الجديدة حتى ان محطات التلفزيون الصينية لم تنقل وقائع هذا الحدث من لشبونة حسب ما اعلن مسؤولون.
وفي الهند وزع السكان الحلويات واطلقوا الاسهم النارية امام تاج محل الاحد احتفالا بادراجه على لائحة عجائب الدنيا الجديدة ووعدوا بتقديم حسومات للسياح.
واعتبر راكش شواهان رئيس جمعية فنادق اغرا ان هذا الاختيار «يشكل انتصارا للحب، الرسالة التي يحملها تاج محل».
وفي المكسيك، رفع مئات الاشخاص الاعلام المكسيكية وسط اجواء من الفرح وأدوا رقصات من وحي حضارة المايا بعد اعلان مدينة شيشن اتزا التي كانت تمثل حضارة المايا سابقا من عجائب الدنيا السبع الجديدة. ويجذب هذا الموقع الاثري اكثر من مليون سائح سنويا.
وفي ريو دي جانيرو، تجمع مئات الاف الاشخاص ورقصوا وغنوا على شاطئ كوباكبانا للمطالبة بعالم اقل تلوثا والاحتفال باختيار تمثال يسوع المسيح المخلص من عجائب الدنيا الجديدة.
شارك في التصويت عبر الشبكة العنكبوتية والهاتف الجوال 75 مليون نسمة من مختلف دول العالم، لا سيما الصين ذات المليار ونصف المليار نسمة التي حصد سورها العظيم المرتبة الأولى.
أما كنز الأردن ذو الخمسة ملايين و600 ألف نسمة فحل ثانيا. وكانت القائمة الأصلية لعجائب الدنيا السبع قد وضعها باحثون إغريق قبل أكثر من ألفي عام. أما اليوم فقد ركز عدد من الأمم على سائحي العصر الحاضر وشجعوا مواطنيهم على المشاركة في الحملة بالتصويت.
ومن المعروف أن عجائب الدنيا القديمة كان اختارها المؤرخ الكبير هيرودوت وضمت معبد ارتيميس في ايفيز (الواقعة حاليا في تركيا) وحدائق بابل المعلقة (العراق) وضريح هاليكارناسوس في بودروم (تركيا) وتمثال رودس العملاق (اليونان) ومنارة الاسكندرية (مصر) وتمثال زيوس العملاق في جبل الاوليمب (اليونان)، واهرامات الجيزة الثلاثة (مصر) الوحيدة الباقية الى الان.
وإذا كان للرقم سبعة دلالات رمزية، يستبشر بها غالبية الأشخاص باعتباره رقمًا يجلب الحظ، فما بالك إذا كان اليوم هو السابع من الشهر السابع من العام السابع بعد الألفين... إذًا هو، إلى جانب الإعلان عن عجائب الدنيا السبع، يوم استثنائي للراغبين في حياة حافلة بالحظ.
فالأسبوع يتألف من سبعة أيام، وألوان الطيف سبعة، وللسلم الموسيقي سبع نغمات، والجنين يكمل نموه في بطن أمه في سبعة أشهر، وفقرات الرقبة سبع، أكانت لإنسان، او قنفذ أو زرافة، والرقم سبعة وحدة حسابية بحد ذاته، لا يقبل القسمة ولا التحليل الحسابي ولا جذر تربيعيًا له... ذلك بعضٌ من كثير بشأن "لغز الرقم سبعة".
وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن عدد المتزوجين اليوم، في العالم يبلغ ثلاثة أضعاف الذين تزوجوا في اليوم ذاته من العام الماضي، ويرى هؤلاء أن تكرار الرقم 7 في تاريخ زواجهم سيجلب لهم الحظ في حياتهم الزوجية. إلا أن الطريف هو أن معدلات إتمام إجراءات الطلاق سجلت اليوم ارتفاعًا ملحوظًا، وذلك لأن الراغبين في الطلاق، اختاروا هذا التاريخ للتخلص من حياة فاشلة، وأملاً في انطلاقة جديدة في المستقبل.
عجائب الدنيا السبع القديمة
فيما يلي بعض التفاصيل عن العجائب السبع القديمة:
وضع المؤرخ هيرودوت (484-425 قبل الميلاد) والعالم كاليماخوس من برقة (305-240 قبل الميلاد) في متحف الاسكندرية قوائم مبكرة "للعجائب السبع" ولكن كتاباتهم لم يتبق منها سوى إشارات.
القائمة التي نعرفها اليوم جرى جمعها في العصور الوسطى وفي ذلك الوقت كانت العديد من هذا الأماكن قد تلاشت عن الوجود. وترجع القوائم بشكل كبير إلى الكتابات الإغريقية القديمة ومن ثم جرى فقط ضم الأماكن التي عرفها وزارها الإغريق القدامى. وتتضمن القائمة:
- الهرم الأكبر في الجيزة الذي بني في حوالي 2650-2500 قبل الميلاد ليكون مقبرة للملك الفرعوني المصري خوفو من الأسرة الرابعة وما زال الهرم الأكبر قائما.
- حدائق بابل المعلقة وأقيمت حوالي 600 قبل الميلاد ودمرت في زلزال قبل القرن الأول قبل الميلاد.
- هيكل ارتميس في افسوس وبني عام 550 قبل الميلاد وجرى تكريسه لإلهة الإغريق ارتميس. ودمر هيروستراتوس الهيكل عام 356 قبل الميلاد في محاولة لتحقيق شهرة أبدية.
- تمثال زيوس في اولميبيا وأقيم عام 435 قبل الميلاد وارتفاعه 12 مترا. وفكك الحكام المسيحيون التمثال خلال القرنين الخامس والسادس للقضاء على الوثنية.
- ضريح موسولوس في هاليكارناسوس (وهي الآن جنوب شرق تركيا) وأقيم عام 351 قبل الميلاد وارتفاعه نحو 45 مترا وكل من جوانبه الأربعة مزين بنقوش بارزة. لحقت به أضرار في زلزال ودمره الصليبيون الأوروبيون تماما عام 1494 بعد الميلاد.
- تمثال رودس الضخم بني 292-280 قبل الميلاد وهو تمثال ضخم من البرونز لإله الإغريق هيليوس وهو تقريبا بنفس حجم تمثال الحرية في نيويورك في العصر الحالي. ودمر زلزال عام 224 قبل الميلاد تمثال رودس.
- منارة الاسكندرية وبنيت في القرن الثالث قبل الميلاد في مصر. وارتفاعها بين 115 و135 مترا وكانت بين أطول المباني التي أقامها الانسان على الأرض لعدة قرون. ودمرها زلزال في الفترة بين 1303-1480 بعد الميلاد.