«شانيل» .. ترضي الزبونة والدار في موسم الـ «هوت كوتير» لخريف 2013 وشتاء 2014

لاجرفيلد .. عين على الماضي وأخرى على المستقبل
لاجرفيلد .. عين على الماضي وأخرى على المستقبل

على الساعة العاشرة صباحا يوم الثلاثاء الماضي، وما إن تدخل «لوغران باليه» المكان شبه الرسمي لعروض «شانيل» منذ سنوات، حتى يغمرك شعور صادم بأنك في ميدان حرب.
فشتان بين الديكورات التي كانت في المواسم الماضية تروي لنا حكايات من عالم «كوكو شانيل»، وبينه هذه المرة. للوهلة الأولى لا تفهم علاقة ما تراه بالموضة عموما، وبـ«شانيل» تحديدا، وهي الدار التي تثير الحلم بداخل كل امرأة في العالم، أيا كان عمرها أو أسلوبها. 
هل أراد المصمم كارل لاغرفيلد أن يرسل رسالة سياسية أو إنسانية ما حول ما يحدث في سوريا مثلا؟ أم هي مجرد فكرة تتحسر على الفن بحكم أن الخلفية كانت لمسرح أو قاعة سينما متآكلة ومخربة، وخصوصا أن الموسيقى التي كانت تصدح أوبرالية؟ 
بعد صدمة الدقيقة الأولى التي يشطح فيها فكرك بعيدا، تبدأ تتمعن وتنبهر بالدقة التي نفذ بها الديكور، من اللون الرمادي المائل إلى الأسود، وما يوحيه من تعرضه للنيران، والأرضية المتآكلة التي يغطيها الغبار، بالإضافة إلى قطع أحجار متراكمة على الجوانب، أحيانا بين كرسيين لترسيخ ذلك الإحساس بالدمار.
التفسير الذي تبين فيما بعد كان بسيطا للغاية، وهو أن لاغرفيلد بعد زيارة لسنغافورة أراد أن يقدم عرضا عن «العالم القديم والعالم الجديد» وكيف يتجاوران مع بعض. القديم يتمثل في المسرح المتآكل والجديد في ناطحات السحاب المستقبلية التي ظهرت في الخلفية.
الشيء الوحيد الذي لم يلمسه مصمم الديكور، هو القبة الزجاجية التي للأسف اخترقتها أشعة الشمس، لتزيد من حرارة المكان بشكل لا يطاق، لهذا عندما ظهرت المجموعة الأولى من العارضات، بدا بعض الحضور وكأنهم أصيبوا بضربة شمس.
فق اختلط عليهم الأمر أي موسم تتوجه إليه هذه التشكيلة، قبل أن يتذكروا أنها لخريف 2013 وشتاء 2014، وأن كارل لاغرفيلد معه حق في استعمال التويد، وطبقات متعددة من القطع فوق بعضها البعض، بالإضافة إلى أحذية عالية وقبعات وهلم جرا من الإكسسوارات التي تضمن الوقاية من البرد. 
تتوالى الإطلالات، فتتأكد أنه من المستحيل التشكيك في قدرة المصمم على فهم زبوناته من جهة، والدار التي يعمل فيها لعقود وأصبح يحفظ رموزها وجيناتها عن ظهر قلب، من جهة ثانية. ولأن التويد أحد هذه الرموز، فإنه لا يتعب من العودة إليه وتجديده أحيانا بخلق تطريزات تحاكيه، سواء كان بالألوان الطبيعية للصيف، أو بألوان داكنة للشتاء أو المساء. 
ولخريف وشتاء 2014، فإن الألوان ستكون داكنة تمتد رصانتها إلى التصاميم ذات الياقات العالية التي استوحي بعضها من ياقات نهرو، مثلا، والتطريزات المتقنة التي تجعلها مناسبة للنهار أو المساء والسهرة على حد سواء. وهذا وحده يجعلها استثمارا جيدا وبديلا رائعا للفستان الأسود الناعم، في مناسبات السهرة والمساء. 
طبعا هذا المظهر الثقيل الذي ظهرت به العارضات يمكن تفكيكه والتخفيف منه حسب الرغبة لتتحول كل قطعة منفصلة إلى قطعة أيقونية يمكن استعمالها على حدة بطرق مختلفة. وفي كل مرة ستعطي مظهرا متجددا وجديدا، وهذا وحده يجعل ثمنها فيها إذا كنت تحتاجين لأي تبرير لاقتنائها.
بعد المجموعة الأولى، أرسل لاغرفيلد مجموعة من فساتين السهرة وكأنها نسمة هواء منعشة، انسابت على أقمشة من الموسلين أو الحرير أو التول المطرز، بتصاميم رشيقة وخفيفة تناسب المرأة العصرية الشابة التي لا تريد أي تعقيدات لا حاجة هي في غنى عنها. وبالتمعن في بعض الفساتين، فإنك تكتشف أن بعض الأقمشة الغريبة هي في الحقيقة حرير مطرز بالكامل بتقنيات مبتكرة وبأشكال دقيقة جدا تمنحه مظهرا مختلفا.