الآثار النفسية لضرب الأم أمام أبنائها
11:56 ص - الإثنين 8 يوليو 2013

خاص الجمال - محفوظ الهلالي
يعتبر ضرب الأم أمام الأطفال خطأ بالغ، والعدوان على الزوجة ترفضه وتحرمه جميع الأديان السماوية والأعراف والقيم ، وهو ما يلجأ إليه الأزواج قليلو الاحترام أو الذين يعانون من الأمراض النفسية الخطيرة، مما يصيب الأسرة بالتفكك لأن الزوجة تلجأ في هذه الحالة إلى طلب الطلاق من الزوج نظرا لإهانتها أمام أبنائها بشكل متكرر، وغالبا ما تفشل بعض الزوجات في إقناع أزواجهن بالإقلاع عن هذا التصرف أيا كانت الأسباب والدوافع وراء ذلك.
شخصية الأم أمام أبنائها:
نعيش مواقف في حياتنا الاجتماعية أبطالها الأم وأبنائها، حيث نلاحظ أن هناك حلبة مصارعة بين الأم وأولادها حينما تصدر أوامرها عليهم، عندئذ ترى المشاحنة والتهرب والمماطلة بين الجهتين وكأن الذي صدرت منه الأوامر شخص غير مؤهل للطاعة، فلا نرى أن هناك تأثيراً مباشراً وقوياً للأم على أبنائها، فالاستجابة من قبل الأبناء تبدو غير قوية وغير مجدية والدليل على هذا تلاسن الابن مع أمه حيث يكثر الهذر والتعاطي مما يجعل الأم تلجأ لاستخدام اسم الأب كنوع من التهديد، وقد لوحظ أن ذلك قد يحدث بسبب ضرب الزوج لزوجته أمام أبنائهما حيث إنه في هذه الحالة سيفقدها الاحترام الذي يجب أن تتحلى به.
الأطفال وتأثرهم من جراء ضرب الأب للأم:
الأعراض التي تظهر على الأطفال الذين شهدوا أمهاتهم يعانين من سوء المعاملة:
- قلة النوم والخوف من الذهاب للسرير ليلاً.
- كوابيس وأحلام مخيفة ومرعبة.
- صداع وأمراض المعدة.
- القلق والخوف من الجرح أو القتل.
- ابتداع المشاكل مع الآخرين والنزاع المستمر معهم.
- محاولة جرح الأطفال الآخرين وكذلك الحيوانات الأليفة.
- المزاج الانفعالي ونوبات الغضب المتكررة.
الآثار العاطفية على الأبناء:
- الشعور بالذنب والإحساس بالمسؤولية.
- الشعور بالعار( الخجل- الخزي) من أصدقائهم.
- الخوف من التعبير عن المشاعر والأحاسيس.
- الارتباك وتضارب الولاء (هل من يقوم بإيذاء أمي هو من علي محبته واحترامه وموافقته؟).
- الغضب من العنف والقسوة وحالة التشويش عند رؤية مشهد عنف مع أي شخص.
- الاكتئاب- اليأس- الإحساس بالعجز عن تغيير الأوضاع.
- الشعور بالحزن والأسى بسبب فقدان الجو العائلي.
- الشعور بالدونية وانعدام القيمة وعدم الاستحقاق.
الآثار الاجتماعية:
- العزلة والابتعاد عن الأصدقاء وعن أي مساندة.
- صعوبة الوثوق بالآخرين.
- انعدام مهارة حل المشاكل والصراعات.
- قد يحدث أحياناً إفراط في النشاطات الاجتماعية.
- ربما يكون سلبياً أو يسعى إلى اكتساب القوة ليكون عنيفاً مع الآخرين، أو ليسيطر عليهم.
العنف البدني تجاه الأبناء:
العنف البدنى تجاه الأبناء يؤدى إلى الإيذاء ويترك أضراره على الأبناء، ووسائل هذا الإيذاء تتمثل فى الضرب، الحبس والإهانة، وقد تم تقسيم أنواع العنف الأسرى إلى إساءة المعاملة الجسدية وتشمل الضرب والكدمات والحروق، وإساءة المعاملة المعنوية وتشمل السخرية والسب وإساءة المعاملة الجنسية ومنها التحرش.
والعنف الأسرى يرجع إلى أسباب ذاتية فى الشخص نفسه وأهمها: أنه هو شخصيا قد مورس عليه العنف الأسرى من قبل أسرته، وهناك أسباب اقتصادية.. ففى محيط الأسرة لا يتأتى للأب الحصول على منافع اقتصادية من وراء استخدامه العنف تجاه أسرته، وإنما يكون ذلك تفريغاً لشحنة الخيبة والفقر الذى تنعكس آثارها بعنف من قبل الأب تجاه الأطفال.
أضرار ضرب الأطفال:
- ضرب الطفل يولد كراهية لديه تجاه ضاربه مما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعضهما.
- اللجوء إلى الضرب يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير.
- الضرب ينشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سنا أو أكثرهم قوة .. وهذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء ويجعلهم أسهل للانقياد والطاعة العمياء، لاسيما عند الكبر مع رفقاء السوء.
- الضرب يقتل التربية المعيارية القائمة على الاقتناع وبناء المعايير الضرورية لفهم الأمور والتمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل.
- الضرب يلغي الحوار والأخذ والعطاء في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار ويضيع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكهم ونفسياتهم وحاجاتهم.
- الضرب يفقر الطفل ويحرمه من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبة.
- الضرب يعطي نموذجا سيئا للأبناء ويحرمهم من عملية الاقتداء.
- الضرب يزيد حدة العناء عند غالبية الأطفال ويجعل منهم عدوانيين.
- الضرب قد يضعف الطفل ويحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية فيجعل منه منطويا على ذاته خجولا لا يقدر على التأقلم والتكيف مع الحياة الاجتماعية.
- الضرب يبعد الطفل عن تعلم المهارات الحياتية (فهم الذات، الثقة بالنفس، الطموح والنجاح..) ويجعل منه إنسانا عاجزا عن اكتساب المهارات الاجتماعية (التعامل مع الآخرين أطفالا كانوا أم كبارا ).