طرق علمية لإظهار أفضل ما في الناس

بالطبع هناك جوانب جيدة في شخصية كل إنسان مثل التعاون، الكرم، الرحمة، الإنسانية ونكران الذات أو الغيرية أحيانا تكون ظاهرة وأحيانا أخرى تكون بحاجة إلى من يساعد على إظهارها، لذا وفر لك العلم بعض الطرق العلمية حتى يمكنك إبراز أفضل ما في الناس وليس استغلاله هذا باستخدام بعض الصلاحيات التي تمتلكها فهيا لنتعرف عليها.

 

متى يكون الناس أكثر سخاء، هل هذا بشكل عفوي أم عند التوقف عن التفكير؟ لاكتشاف الإجابة على هذا السؤال قام الباحثون من جامعة هارفارد بإقامة لعبة لها وقت محدد قرروا من خلالها استغلال كمية المال المطلوب للمساهمة في إنشاء حمام سباحة والذي بدوره سوف يضاعف ويقسم في الحال، وكلما ازداد ما يدفعه كل شخص كلما ازداد ما يحصلون عليه.

 

وكانت النتيجة التي اكتشفوها هي أنه كلما كان القرار أسرع كلما كان الشخص أكثر لطفا واستعدادا، حيث أخذ الناس فقط 10 ثوان ليقرروا ماعليهم فعله، ساهموا بالمال بزيادة 15% كعمل مشترك أكثر من أولئك الذين أخذوا وقتا أطول لاتخاذ القرار.

 

لذا في المرات القادمة عندما ترغب في جمع تبرعات لشيء ما وجه نداء عاطفياً سريعاً وموعداً نهائياً سريعاً للمتبرعين.

 

إذا رغبت في أن يتصرف الناس بطريقة أكثر حنانا وعاطفية قدم لهم كوباً ساخناً من القهوة واجعلهم يمسكون به لمدة دقيقة أو اثنتين، فبطريقة لا شعورية تؤثر درجات الحرارة على ما لدينا من تصورات وأعمال وهذا ما اكتشفته بعض الدراسات التي قام بها الطبيب النفسي جون بار من جامعة يال.

 

وفي أحد التجارب عندما كان هناك متطوع يمسك بحزمة دافئة في يده قبل بدء مباراة ثقة وجدوا أنه استثمر مزيدا من المال مع شريك مجهول أفضل من أولئك الذين كانت أيديهم ترتعد من البرودة.

 

وهذا نتيجة لرد فعل انفعالي صادر من التلافيف المخية وهي جزء من المخ يشكل ارتباطاً بين الدفء الجسدي والنفسي، فعندما تمنح الناس بعض الدفء حتى لو كان من خلال أيديهم فإنهم لفترة وجيزة ينظرون لك وللجميع بطريقة أكثر دفئا ويكون رد فعلهم معك لطيفاً.

 

إنه شيء مدهش أن تعرف حقيقة أن رؤية اللحم يجعل الناس أقل عدوانية ولطفا، وقد اكتشف الباحثون هذا من خلال دراسة أجراها الباحث فرانك كاتشانوف من جامعة ماكجيل حيث طلب من الرجال أن يصدروا صوتا مثل الانفجار عندما يفعلون خطأ في فرز الصور التي توضح قطعاً من اللحم البنية أو الوردية أو الصور المحايدة.

 

وكان الشيء المدهش للجميع هو أن مجموعة الرجال الذين كانوا يفرزون صور اللحوم الجاهزة للتناول أقل استعداداً للصراع مهما كان هناك عدم ارتياح بينهم وبين الآخرين.

 

والسر هو أن الناس ترتبط برؤية الوجبات الغذائية الفخمة مثل (اللحوم المشوية) باللحظات الاجتماعية المحبوبة مثل الاحتفال مع الأهل والأصدقاء، فرؤية الطعام تخرج الجزء الودي من الإنسان لا المتنمر.

 

لا يفكر أحد في نفسه عند النظر أو الاستماع إلى شيء عظيم أو هائل لأنه يرى نفسه مجرد جزء صغير جدا من هذا الشيء العظيم، هذا بناء على تصريح الطبيب النفسي داتشر كيلتنر الطبيب من جامعة كاليفورنيا في بيركلي الذي قام هو وزملاؤه المتطوعون بالتمركز في مكانين أمام خمسة أطنان من نموذج بالحجم الطبيعي لديناصور ثم طلب منهم وصف أنفسهم، وكان ردهم أن قالوا "أنا من سكان الأرض" حيث كان ذلك بمثابة وسيلة علاجية لإبعاد الشخص عن التركيز على ذاته والتوجه لما هو أعظم مثل البيئة المحيطة به.

 

هذا المبدأ هو ما يوضح السبب الذي يجعل الجنود يؤدون مسيرات رائعة معا ويجعلنا أكثر تعاطفا معهم، وهذا ما اكتشفته جامعة ستانفورد من خلال الدكتور سكوت ولترمث.

 

طلب أطباء النفس السلوكي من المتطوعين القيام بتمرينات متنوعة مثل السير المنتظم، الغناء، استخدام الفم والكوب لعمل موسيقى معينة، وبعد ذلك تضمنت اللعبة أموالاً حقيقية، وكانت النتيجة أن الناس الذين يتلقون تعليمات وينفذونها معا في وقت متزامن هم الأكثر سخاء وثقة وتعاوناً حتى لو كان النشاط الذي يؤدونه لا يسعدهم، عن غيرهم من الذين يقومون بنفس الشيء لكن ليس في وقت متزامن.

 

وهذا الاكتشاف يساعد في تفسير سبب تعاطف الجميع مع أي شيء يؤدى بطريقة جماعية في وقت متزامن سواء كان في أداء الصلاة الغناء العمل أو أي شيء.

 

هناك أوقات نريد بها شيئاً موجعاً، مثل الحمل أو تعاطي دواء للحفاظ على الحياة بدون حتى التأكد أو التحكم في النتائج، نكون في منتهى الكرم خلال تلك اللحظات، هذا ما كشفته دراسة أجراها الدكتور بنيامين كونفيرس بجامعة فيرجينيا.

 

فبدلا من الانتظار السلبي لمعرفة مصير الإنسان، يتصرف الإنسان كما لو كان سيحظى بتأييد عند استباقهم في عمل الصالحات من الأعمال. ولإبراز أفضل ما في الإنسان من كرم سهل، كل ما عليك هو توفير أي فرصة له لفعل الخير.

 

إذا علم الناس أننا نتوقع منهم فعل الخيرات، فسوف يبذلون جهدا كبيرا في الارتقاء إلى مستوى توقعاتنا، وينصح علماء البيولوجيا أنك بحاجة فقط إلى الضغط على الأزرار الصحيحة في شخصية الإنسان.

 

واتضح ذلك عندما تم إعطاء المتطوعين لإجراء دراسة أجراها الطبيب بول زاك بجامعة كليرمونت جراديوات مقداراً ضخماً من المال بواسطة غرباء، كعلامة على الثقة ارتفع لديهم مستوى الأوكسيتوسين وكان رد فعلهم طيباً، على عكس ما حدث عند تعاطيهم نفس المبلغ بشكل عشوائي.

 

ويرتبط الأوكسيتوسين بالزوايا الأفضل من طبيعة الإنسان مثل الكرم، التعاون والتعاطف.

 

وعلينا الانتباه لأن هناك 5% من السكان لا ينتجون الأوكسيتوسين.

 

عندما تعبر عن ثقتك، هناك طريقة سهلة لرفع مستوى الرضا وحسن النية إلى أقصى ارتفاع له، وهذا من خلال بعض التدليك، ففي دراسة أجراها الدكتور زاك تلقى المتطوعون 15 دقيقة من التدليك المتخصص قبل لعب مباراة خلالها تلقوا عبارة " أنا أثق بكم" من شخص غريب، حيث ارتفعت لديهم مستويات الأوكسيتوسين وكذلك حدث في مستوى الكرم لديهم خاصة بالنسبة للمرأة.

 

وظهر ذلك عندما ازداد أداؤهم بنسبة 243% عن اللاعبين الآخرين الذين تلقوا إشارات تشجيع ولكن بدون تدليك؛ فله قوة واثقة تجعل الناس أكثر تعاونا وعلى استعداد للتضحية.

 

اجعل الكلمات اليومية التي تستخدمها للحديث مع الآخرين لينة حنونة وستكتشف أن من يتعاملون معك أو يستمعون إليك يصبحون ودودين ميالين لك بدون أن يعرفوا سبب ذلك.

 

اتضح ذلك في دراسة بجامعة كلومبيا، كان المديرون الذين تعرضوا لعبارات التعاون المشترك أكثر استعدادا لمشاركة المعرفة والموراد التي يملكونها أكثر من غيرهم الذين تعرضوا فقط لكلمات التنافس مثل :" الخاسر، الفائز، الخصم".

 

وفي تجربة أخرى تبرع المتطوعون الذين نالوا كلمات تشجيع روحية مثل " اللهم، الإلهية أو المقدسة " أو مفاهيم اجتماعية مثل " المدنية أو التعاون" بمال أكثر من غيرهم الذين سمعوا كلمات حيادية، هذا لأن التصرف بدافع شعوري له تأثير أقوى وأفضل.

 

كن كريما دون سبب واضح واجعل الآخرين يعلمون ويلاحظون ذلك، وهذه هي الوصفة السحرية لنشر اللطف في التعامل مع الآخرين.